رئيس التحرير
عصام كامل

بسبب الأسلحة الروسية.. واشنطن تهدد تركيا بعواقب وخيمة

الأسلحة الروسية
الأسلحة الروسية

أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية رسالة تهديد صريحة إلى تركيا بتبعات قاسية وعواقب وخيمة حال شراء انقرة أسلحة جديدة من روسيا. 

معدات عسكرية روسية

وقالت ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم الجمعة عبر الهاتف: "هذه قضية لا تزال عالقة؛ ندعو تركيا على كل المستويات وعند كل الفرص إلى عدم إبقاء منظومات إس-400 والامتناع عن اقتناء أي معدات عسكرية روسية إضافية".

 

وأضافت شيرمان: "نؤكد ذلك بوضوح لتركيا كما نؤكد لها ما هي التبعات التي ستواجهها في حال التقدم في هذا الاتجاه".

 

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الخميس، عقب لقاء في سوتشي مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن تركيا تنظر في إمكانية شراء أسلحة ومعدات عسكرية جديدة من روسيا.

 

وقال أردوغان في وقت سابق إن امتناع الولايات المتحدة عن تزويد بلاده بمنظومات "باتريوت" اضطر تركيا للتوجه إلى روسيا وشراء أنظمة الدفاع الجوي "إس-400".

 

وأوضح الرئيس التركي في حوار مع صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه "لو باع الأمريكيون نظام الدفاع الصاروخي باتريوت لتركيا، لما اضطرت إلى شراء إس-400".

 

كما تحدث الرئيس عن تداعيات شراء أنظمة الدفاع الجوي الروسية على العلاقات مع الولايات المتحدة.

 

وقال أردوغان: "أعتقد أن الأمر يستحق... لدينا الحق في تعزيز قدراتنا الدفاعية وفقا لما نراه صالحا".

 

صواريخ إس-400

ولا تزال صفقة صواريخ "إس-400" تحدي كبير بين أنقرة والولايات المتحدة، والتي اعتبرت أن هذه الصفقة تحد من التعاون العسكري التقني بين شركاء الناتو.

 

وعلى صعيد آخر هاجمت وزارة الخارجية التركية مشروع قانون أمريكي تم عرضه على الكونجرس، تضمن بندًا حول تنظيم "الذئاب الرمادية" التركية.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة طانجو بيلجيتش، إنه "لمن المؤسف أن يتضمن مشروع القانون الذي تم عرضه على مجلس الشيوخ الأمريكي، بندًا يلزم وزارة الدفاع (بنتاجون) بإعداد تقرير عما إذا كان تنظيم الذئاب الرمادية منظمة إرهابية أم لا".

 

جاء ذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة.

 

وتابع المتحدث: "هذا القانون ينص على اتهامات لا أساس لها، ولا يتناسب مع السياسة بين دولتين حليفتين مثل تركيا والولايات المتحدة الأمريكية".

 

تنظيم عنصري

وسبق أن فرضت العديد من البلدان الأوروبية قيودًا وحظرًا على أنشطة ذلك التنظيم؛ على اعتبار أنه "عنصري ومعاد للسامية ومعاد للديمقراطية ويهدد الأمن الداخلي".

 

و"الذئاب الرمادية" تنظيم يميني متطرف مرتبط بحزب الحركة القومية، حليف العدالة والتنمية الحاكم، تأسس في أواخر الستينيات وشارك في العنف السياسي الذي اجتاح البلاد في السبعينيات، واستهدف النشطاء اليساريين والأقليات العرقية.

 

وشارك التنظيم في عمليات اغتيال عدد من السياسيين والمثقفين اليساريين. ويُقدَّر أنها قامت بـ694 هجومًا خلال الفترة 1974-1980 راح ضحيتها الآلاف.

 

 فكرة تمجيد الشعب التركي

ويقوم التنظيم على فكرة تمجيد الشعب التركي واستعادة أمجاده التاريخية، كما يساند بقوة الأطروحات الرسمية في قضايا الأرمن والأكراد، ويدعم بقوة تمدد البلاد في محيطها الجغرافي.

 

وسُمِّي التنظيم بـ"الذئاب الرمادية" لما يُمثِّله الذئب في الأساطير التركية. ولذلك فإن قادته ومناصريه يستخدمون إيماءة مميزة تُرفع خلالها قبضة اليد مضمومة مع رفع السبابة والخنصر وضم بقية الأصابع إلى بعضها، مما يعطي شكل وجه الذئب.

 

واستخدم أردوغان هذه الإيماءة لأول مرة في خطاب له في مدينة مرسين في 13 مارس 2018، وكررها عدة مرات، مما يُعبِّر عن تعاطفه مع أفكار هذه الجماعة.

 

وتعتبر "الذئاب الرمادية" الذراع العسكرية لحزب الحركة القومية، وكغيرها من التنظيمات اليمينية المتطرفة، فإنها تؤمن باستخدام العنف كأداة في العمل السياسي، وتوفر المبرر السياسي والأخلاقي لذلك.

الجريدة الرسمية