قرار منع الأوروبيين من دخول بريطانيا ببطاقات الهوية يدخل حيز التنفيذ
أعلنت الحكومة البريطانية أن قرار منع الأوروبيين من دخول بريطانيا ببطاقات الهوية الصادرة عن الاتحاد الأوروبي قد دخل حيز التنفيذ اعتبارا من، اليوم الجمعة.
جواز سفر
وبموجب الخطط التي أعلنت عنها الحكومة البريطانية قبل عام، سيحتاج معظم مواطني الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية والسويسريين إلى جواز سفر ساري المفعول لدخول المملكة المتحدة، مع توقف مسؤولي الحدود عن قبول بطاقات الهوية الوطنية كوثيقة سفر اعتبارا من اليوم 1 أكتوبر.
وأوضحت الحكومة أن مواطني الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية والسويسريين الذين أقاموا سابقا في المملكة المتحدة ومنحوا حق الإقامة في بريطانيا سيظلون قادرين على استخدام بطاقات الهوية الوطنية الخاصة بهم على الحدود حتى عام 2025.
غير قانوني
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية، ريتي باتيل، في بيان، إنه يتعين على بريطانيا "تضييق الخناق على المجرمين الذين يسعون لدخول بلادنا بشكل غير قانوني باستخدام وثائق مزورة"، مشيرة إلى أنه "مع وقف استخدام بطاقات الهوية غير الآمنة، فإننا نعزز حدودنا ونعطي الأولوية للناس، لاستعادة السيطرة على نظام الهجرة لدينا".
أزمة الوقود
من ناحية أخرى تفجرت أزمة نقص وقود في بريطانيا خلال الأيام الماضية، وسط "شراء بدافع الذعر" من سائقي السيارات القلقين لدرجة أن الحكومة تفكر في الاستعانة بالجيش للقيام بعمليات توصيل الوقود لمحطات التعبئة.
ومن جهتها، أكدت شركات النفط، ومن بينها شل، وإكسون موبيل، وجرين انيرجي، على أنه لا يوجد نقص في البنزين، وقالت إن الضغوط على الإمدادات ناتجة عن "ارتفاع مؤقت في طلب العملاء، وليس عن نقص في الوقود على المستوى الوطني".
وتحدث وزراء بريطانيون مؤكدين النقطة نفسها، حيث قال وزير البيئة، جورج اوستيس: "ليس هناك نقص. الشيء الأكثر أهمية هو أن يشتري الناس البنزين بالكمية التي يفعلونها عادة".
وأضاف: "كان من الممكن علاج الأمر بالكامل إن لم نر تلك التغطية الإعلامية بشأن مسألة وجود نقص، ثم رد الفعل الشعبي على ذلك".
ولكن من الواضح أن هناك الآن نقصا في البنزين في منافذ البيع.
نفاد الوقود
وقالت جمعية تجار التجزئة للوقود، إن الوقود نفد في نحو ثلثي المنافذ (محطات التعبئة) من بين حوالي 5500 منفذ مستقل، وإن البقية "سينتهي في بعضها الوقود وسرعان ما سينفد".
ويكمن السبب الرئيسي في الواقع في نقص سائقي الشاحنات في بريطانيا مما تسبب بصعوبات في التوصيل. وتشير التقديرات إلى أن هذا النقص يبلغ حاليا أكثر من 100000 سائق في بريطانيا، وقد أدى إلى مشاكل لمجموعة من الصناعات: مثل المتاجر، وسلاسل الوجبات السريعة، في الأشهر الأخيرة.
الخروج من الاتحاد الأوروبي
فبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عاد العديد من السائقين الأوروبيين إلى بلدانهم الأصلية، أو قرروا العمل في مكان آخر، بسبب البيروقراطية على الحدود وتأثيرها على دخلهم.
وبعد وباء كورونا عاد المزيد من السائقين إلى مدنهم، ولم يرجع لبريطانيا إلا القليل منهم.
وتقاعد في الوقت نفسه السائقون الأكبر سنا، ولم يحل محلهم آخرون للتراكم الكبير في اختبارات سائقي الشاحنات الثقيلة بسبب الوباء.
واندلع الذعر بشأن الوقود بعد أن قالت شركة النفط "بي بي" الأسبوع الماضي إنها ستضطر إلى إغلاق عدد قليل من محطات الوقود "مؤقتا" بسبب نقص سائقي الشاحنات. وواجهت قلة من شركات النفط الأخرى مشاكل مماثلة في تلك المرحلة.
10500 تأشيرة
وتحت الضغط، قررت الحكومة البريطانية تعديل سياسة الهجرة ومنح ما يصل إلى 10500 تأشيرة عمل موقتة، من أكتوبر إلى ديسمبر، للتعويض عن النقص الحاد في عدد سائقي الشاحنات، وكذلك الموظفين في القطاعات الرئيسية للاقتصاد البريطاني.
وأعلنت أنها ستقدم تأشيرات مؤقتة لـ 5000 من سائقي صهاريج وقود، وعربات أغذية أجنبية، بالإضافة إلى 5500 عامل دواجن، في الفترة التي تسبق عيد الميلاد.
وأرسلت أيضا نحو مليون خطاب إلى السائقين الذين يحملون رخص شاحنات ثقيلة لتشجيعهم على العودة إلى الصناعة، وتعتزم تدريب 4000 آخرين ليصبحوا سائقي شاحنات ثقيلة.
ويذكر هذا الوضع بحقبة السبعينات حين تسببت أزمة طاقة بتقنين الوقود، وتقليص أسبوع العمل إلى ثلاثة أيام.
وقبل عقدين، أدت احتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود إلى إغلاق المصافي وشل النشاط في البلاد لأسابيع.