رئيس التحرير
عصام كامل

احذر أن تكون منهم..من هم الذين لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة؟

من هم الذين لا يكلمهم
من هم الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة

حينما يعرض الخلق على المولى سبحانه وتعالى يوم العرض فإن هناك ثلاثة صنوف من البشر لا ينظر الله اليهم ولا يكلمهم أبدا فمن هم هؤلاء وكيف تبعد نفسك عنهم؟ 

وردت روايةٌ مُتقاربةٌ عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- تذكر وتعرِّف بـ الثَّلاثة الذين لا يكلِّمهم الله تعالى، ومنها ما جاء في صحيح مسلم، في رواية أبي ذرٍ الغفاري -رضي الله عنه- عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: «ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهمْ اللهُ يومَ القِيامةِ: المَنَّانُ الذي لا يُعطِي شيئًا إلا مِنَّةً، والمُنفِقُ سِلْعَتَهُ بِالحَلِفِ الفاجرِ، والمُسبِلُ إزارَهُ. وفي روايةٍ: ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهمْ اللهُ ولا يَنظُرُ إليهِمْ ولا يُزَكِّيهِمْ ولهمْ عذابٌ ألِيمٌ».

 

وفى كتابه المنهاج لشرح صحيح مسلم، يقول الإمام النووى أن قول النبى: «ثَلاثٌ لا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» هذا القول هُوَ عَلَى لَفْظِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ،وقِيلَ: مَعْنَى «لَا يُكَلِّمُهُمْ» أَيْ لَا يُكَلِّمُهُمْ تَكْلِيمَ أَهْلِ الْخَيْرَاتِ بِإِظْهَارِ الرِّضَا، بَلْ بِكَلَامِ أَهْلِ السُّخْطِ وَالْغَضَبِ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ الْإِعْرَاضُ عَنْهُمْ، وَقَالَ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ: لَا يُكَلِّمُهُمْ كَلَامًا يَنْفَعُهُمْ وَيَسُرُّهُمْ، وَقِيلَ: لَا يُرْسِلُ إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ بِالتَّحِيَّةِ.

وأضاف النووى فى شرح للحديث، أن قوله –صلى الله عليه وسلم- «وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ولا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»، أَيْ يُعْرِضْ عَنْهُمْ سبحانه ولاينظر إليهم، فإن نظرته تعالى لِعِبَادِهِ هى رَحْمَتُهُم وَلُطْفُهُ بِهِمْ، موضحًا أن معنى «لَا يُزَكِّيهِمْ» أى لَا يُطَهِّرُهُمْ مِنْ دَنَسِ ذُنُوبِهِمْ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ وَغَيْرُهُ: مَعْنَاهُ لَا يُثْنِي عَلَيْهِمْ، مشيرًا إلى أن العذاب الأليم هو المُؤْلِمٌ، قَالَ الْوَاحِدِيُّ: هُوَ الْعَذَابُ الَّذِي يَخْلُصُ إِلَى قُلُوبِهِمْ وَجَعُهُ،و قَالَ: وَالْعَذَابُ كُلُّ مَا يُعْيِي الْإِنْسَانَ وَيَشُقُّ عَلَيْهِ.

وأوضح الإمام أن قول رسول الله « رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالْفَلاةِ يَمْنَعُهُ مِنْ ابْنِ السَّبِيلِ» أى رجل منع فضل الماء من ابن السبيل المحتاج وهو الإنسان الذى عنده ماء من مزرعة أو بئر أو غير ذلك في أرض فلاة خالية من السكان يمر الناس من عنده ليشربوا فيمنعهم ولا شك في غلظ تحريم ما فعل، وشدة قبحه فإذا كان من يمنع فضل الماء الماشية عاصيا فكيف بمن يمنعه الآدمي المحترم؟، فلو كان ابن السبيل غير محترم كالحربي والمرتد لم يجب بذل الماء له، والفلاة هي المفازة والقفر التي لا أنيس بها.

اجتماع ملائكة الليل والنهار

وبين أن قول النبى «وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَحَلَفَ لَهُ بِاللَّهِ لَأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ»، أى الحالف كاذبا بعد العصر فمستحق هذا الوعيد، والسبب فى تخصيص الوقت بما بعد العصر، لشرفه بسبب اجتماع ملائكة الليل والنهار وغير ذلك، أى أن البائع حلف للمشتري أنه أعطى كذا وكذا وهو كاذب فاشتراها المشتري بناء على ما قاله البائع أنه صدق والأمر ليس كذلك.

وأشار إلى أن قول الرسول «وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ»، أى هذا الرجل بايع الإمام لكنه بايعه للدنيا لا للدين ولا لطاعة رب العالمين إن أعطاه من المال وفى وإن منعه لم يف فيكون هذا الرجل متبعا لهواه غير متبع لهداه ولا طاعة مولاه، فمن بايع الإمام على الوجه المذكور فمستحق هذا الوعيد لغشه المسلمين وإمامهم، وتسببه إلى الفتن بينهم بنكثه بيعته لا سيما إن كان ممن يقتدى به.

وفى تعليق له قال الشيخ رمضان عبدالرازق الداعية الإسلامي، إن هناك 3 لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم يوم القيامة، أولهم “إمام كذاب”.

وأوضح الشيخ رمضان عبدالرازق خلال لقائه بفضائية "الحياة"، أن “إمام كاذب” ليس معناها إمام أو الشيخ، وإنما أي مدير في أي مكان، أو رب أسرة، ويكذب على من معه لا شيء يدعوا لذلك.

وأشار إلى أن الثاني، شيخ زان.. وهو رجل كبر في السن ويزني، أم الثالث فهو عائل مستكبر رجل فقير ومتكبر.

الجريدة الرسمية