سهرة غنائية للمولوية المصرية بقيادة التوني في ساقية الصاوي
يحيى الشيخ عامر التوني، قائد المولوية المصري، لإحياء سهرة صوفية جديدة، في حضرة جمهوره ومحبيه، بين جدارن ساقية عبد المنعم الصاوي، وذلك يوم يوم السبت الموافق 30 أكتوبر المقبل على خشبة مسرح النهر.
وتعد المولوية المصرية من الضيوف الأساسية على ساقية الصاوي، حيث تقام حفلاتهم في الساقية بشكل دوري، ويتهافت الجمهور على حضور حفلاتهم مؤكدين بذلك أن هذا النوع من الفن الذي يخاطب الروح والوجدان أصبح له معجبيه من مختلف الأعمار.
وتأسست الفرقة في عام 1994 عندما وجدت أن الفن الغنائي المنتشر مرتبط أكثر بالمادية وغافل عن عرض المواضيع التي تناقش الوجدان والروح، لذلك تأسست الفرقة لإعلاء كلمة التصوف والعشق الإلهي حتى كبرت واشتركت في العديد من المهرجانات والعروض داخل مصر وخارجها.
"جذور المولوية"
والمولوية أحد الطرق الصوفية السنية. مؤسسها الشيخ جلال الدين الرومي (604 هـ - 672 هـ = 1207 - 1273 م). وهو أفغاني الأصل والمولد، عاش معظم حياته في مدينة قونية التركية، وقام بزيارات إلى دمشق وبغداد. وهو ناظم معظم الأشعار التي تنشد في حلقة الذكر المولوية. واشتهرت الطريقة المولوية بتسامحها مع أهل الذمة ومع غير المسلمين أيًّا كان معتقدهم وعرقهم، ويعدها بعض مؤرخي التصوف من تفرعات الطريقة القادرية.
واشتهرت الطريقة المولوية بما يعرف بالرقص الدائري لمدة ساعات طويلة، حيث يدور الراقصون حول مركز الدائرة التي يقف فيها الشيخ، ويندمجون في مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحى فيتخلصون من المشاعر النفسانية ويستغرقون في وجد كامل يبعدهم عن العالم المادي ويأخذهم إلى الوجود الإلهي كما يرون.
اشتهر في الطريقة المولوية النغم الموسيقي عن طريق الناي، والذي كان يعتبر وسيلة للجذب الإلهي، ويعتبر أكثر الآلات الموسيقية ارتباطًا بعازفه، ويشبه أنينه بأنين الإنسان للحنين إلى الرجوع إلى أصله السماوي في عالم الأزل.
لا تزال الطريقة المولوية مستمرة حتى يومنا هذا في مركزها الرئيسي في قونية. ويوجد لها مراكز أخرى في إسطنبول، وغاليبولي، وحلب. ورغم منع الحكومة التركية كل مظاهر التصوف إلا أن الجهات الرسمية في تركيا تستخدم مراسم المولوية كجزء من الفولكلور التركي. ويحضر جلسات ذكر المولوية كل من يريد من كل الأجناس ومع كل الأديان ويلقى الجميع تسامحًا ملحوظًا من المولويين.