رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تدمر التنمية والعمران بؤر التطرف في سيناء؟ ‏

إرهاب الإسلاميين
إرهاب الإسلاميين

على مدار سنوات طويلة كان انعدام التنمية في سيناء يفتح الباب على مصراعيه أمام التطرف، الذي أصبح مثل متحور كورونا ‏يدمر كل جوانب المجتمع السيناوي، بعد أن استغل التنظيم الفقر وهشاشة المجتمع وسوء الخدمات في بناء بنية تحتية له ‏يستخدمها في الهجوم على المؤسسات الأمنية.‏


لكن بعد تدخل الدولة المصرية وتحديدا منذ تولي الرئيس السيسي رئاسة الجمهورية والأمر تختلف كليا، يد الدولة طالت كل ‏شيء، بدأت بالأمن وتدمير البؤر الاستيطانية ثم انتهت بالتنمية الواسعة على جميع المستويات، التي لم تحقق إلا جزء مما ‏تطمح له الدولة لهذا الجزء الغالي من تراب مصر.  ‏


ويقول السيد شبل الكاتب والباحث السياسي: إن غياب حضور الدولة في سيناء وضعف مخططات التنمية طوال أربعين ‏عاما ‏مضت كان سببا رئيسيا في جعلها بيئة مهيأة لظهور الحركات الظلامية.‏


فرص التطرف ‏

وأوضح شبل أن التطرف الديني يعتمد على شقين واحد فكري/نفسي والثاني اجتماعي/مادي، مؤكدا أن القضاء على ‏الفقر ‏وتحسين ظروف المعيشة والاهتمام بالتعليم وتوفير الوظائف ضمن سياق العمل الحديث كلها عوامل تساهم في ‏تجفيف ‏البركة التي تسبح فيها العناصر المتطرفة.‏


ولفت الباحث إلى أن تعمير سيناء يجب أن يكون قرارا داخليا خالصا ولا يخضع لأي اعتبارات خارجية، لأنه ما من شك ‏أن ‏أعداء مصر يريدون شبه الجزيرة السيناوية صحراء جرداء خالية من مظاهر الحياة والمدنية والتحديث.‏


بحر البقر ‏


وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتح أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعي في العالم وتعد الأضخم من نوعها، ‏حيث ‏تقع على بعد ١٠ كيلومتر جنوب أنفاق بورسعيد في سيناء وشمال مدينة القنطرة شرق بحوالي ١٧ كيلو متر وتعد من ‏أهم ‏مشروعات برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء وتعظيم مواردها الطبيعية.‏


وتساهم المحطة في استصلاح ٤٥٦ ألف فدان من خلال إعادة تدوير وتشغيل مياه الصرف الزراعي والصناعي ‏والصرف ‏الصحي التي سيتم تحويلها من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية أسفل قناة السويس، وبعد المعالجة سيتم ‏تصريفها في ‏قناة الشيخ جابر‎.‎

 

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء أن هذا المشروع الأضخم على مستوى العالم تم تنفيذه ‏بأيدي ‏وسواعد مهندسي وعمال مصر بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، لافتا إلى أن المشروع يعتبر نموذجا ‏لكل ‏المشروعات التي تشهدها الدولة المصرية خلال السنوات السبع الماضية. ‏


تعمير سيناء ‏


وخلال كلمته، استعرض الدكتور مصطفى مدبولي المشروعات التي تم تنفيذها خلال السنوات السبع ‏الماضية، ‏والمشروعات المزمع تنفيذها خلال العامين المقبلين؛ بهدف اكتمال وتهيئة سيناء لتحقيق الهدف الأسمى من ‏تعميرها، وأكد ‏أن سيناء كانت دومًا في قلب كل المصريين؛ موضحا أنها ليست رقعة جغرافية عادية، لكنها مدخل قارة ‏بأكملها، بجانب أنها ‏صاحبة أطول سجل عسكري معروف في التاريخ.‏


ولفت رئيس الوزراء إلى أن المشروعات الضخمة التي بدأت الدولة في تنفيذها لتنمية سيناء كانت بمثابة حلم اجتمع ‏عليه ‏كل المصريين أملا في تحقيقه، وخاصة بعد الظروف التي مرت بها سيناء في أعقاب ثورة 30 يونيو؛ حيث كانت ‏مسرحا ‏للعمليات الإرهابية قبل أن تطلق الدولة المشروع القومي المتكامل لحماية وتنمية سيناء على كافة المستويات؛ ‏وتنفيذ شبكة ‏بنية تحتية كبرى لم تشهدها  سيناء في تاريخها بالكامل، جنبًا إلى جنب تنفيذ مشروعات عديدة تسهم في ‏عمليات التنمية.‏
 

الجريدة الرسمية