أسباب تمنع إسرائيل من خوض حرب مباشرة مع إيران
رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية أن إسرائيل غير قادرة على خوض حرب مباشرة ضد إيران بسبب صغر مساحتها الجغرافية، ولهذا السبب عليها أن تقلق بسبب قرار الولايات المتحدة تقليص تواجدها العسكري في الشرق الأوسط.
علاقة خاصة
وأشارت المجلة في تقرير نشرته، امس الأربعاء، إلى أن إسرائيل، التي تتمتع بـ ”علاقة خاصة“ مع الولايات المتحدة تراقب الأحداث الأخيرة في أفغانستان عن كثب، وأن هناك قلقًا حقيقيًا في ”تل أبيب“ من انسحاب أمريكي وشيك من سوريا والعراق، وهما دولتان على مقربة جغرافية من إيران، معتبرة أن الدعم الأمريكي على هذه الجبهات أمر حاسم لأمن إسرائيل.
ولفتت إلى أن بعض الخبراء الإسرائيليين يعتبرون أن برنامج إيران النووي يشكل تهديدًا خطيرًا جدًا لوجود إسرائيل في المنطقة، فيما يصر آخرون على أنه ليس هناك أي تهديد.
عمق استراتيجي
قالت المجلة: ”لكن إسرائيل، ككيان جغرافي، ليست لديها مساحة كافية للمناورة أثناء الحروب، وتفتقر إلى العمق الإستراتيجي للدفاع عن نفسها ضد أعدائها وعلى هذا النحو، ولأن إسرائيل تدرك جيدًا أن التهديد الذي تشكله إيران يتجاوز قدرتها العسكرية فإنها لن تجازف بخوض حرب شاملة ضد إيران بشكل مباشر.“
وبحسب المجلة، فإن أفضل خيار لإسرائيل هو أن تتعامل قوة عظمى مع التهديد الإيراني، وهو ما يفسر اعتماد إسرائيل على استمرار الوجود الأمريكي في المنطقة.
الاكتفاء الذاتي
ونبهت المجلة إلى أنه في خضم الهيجان حول الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، أشار عدد من الجنرالات الإسرائيليين، والمحللين الأمنيين السابقين، إلى أن إسرائيل قادرة تمامًا على حماية نفسها في المنطقة حتى دون وجود أمريكي في الشرق الأوسط.
وأضافت: ”مع ذلك يعتقد البعض منهم أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن إسرائيل أبدًا، وأن مع وضع هذا في الاعتبار يمكن التشكيك في افتراضات الاكتفاء الذاتي“.
ولفتت المجلة في تقريرها إلى أن حركة حماس في قطاع غزة اعتبرت انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان انتصارًا لطالبان، وبالتالي هزيمة لواشنطن، مشيرة إلى أن هذا تطور لا يمكن لإسرائيل أن تتغاضى عنه.
وقالت إنه بالنسبة لجماعات مثل حماس وغيرها من الحركات المناهضة للصهيونية، فإن انتصار جماعة جهادية مثل ”طالبان“ على الولايات المتحدة يظهر أنه لا توجد قوة لا تقهر، لافتة إلى أن إيران ربما تعتمد الآن على انسحاب الولايات المتحدة من العراق.