رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء حسين كمال مدير مكتب عمر سليمان: لو انتظر الجيش 48 ساعة أخرى لانتشرت أعمال السلب والنهب في شوارع مصر

فيتو

  • القوات المسلحة انتظرت نداء الشعب ولم تتأخر في تلبيته
  • نجاح ثورة 30 يونيو الحدث الأهم والأعظم منذ حرب 73
  • الإخوان اعتقدوا أنهم ملكوا الدنيا والآخرة بوصولهم للحكم ونسوا "إن ربك لبالمرصاد"
  • لا أستبعد خوض الفريق عنان انتخابات الرئاسة ولا أحد يستطيع التكهن بالمرشح الأوفر حظا
  • أشكر الإخوان لأنهم ساهموا في وعي الشارع بفكرهم قبل أن يغرقوا بالوطن
  • الشعب المصري تعلم الدرس ولن يكرر الخطأ الجسيم مرة أخرى
  • لن يسمح أحد بعودة هؤلاء للعمل السياسي وقضاياهم كفيلة بدخولهم خنادقهم لفترة ليست بالقليلة
  • لن يحصل الإخوان على ربع ما كانوا يحصلون عليه في الانتخابات البرلمانية
  • المخابرات لعبت دور البطولة لإنقاذ البلاد ومن واجبي الوطني كشف أفعال الجماعة الإجرامية


  • على الرغم من غيابه عن المشهد السياسي منذ فترة ليست بالقليلة بعد رحيل اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية السابق، والذي كان يشغل منصب مدير مكتبه عندما كان يتولى منصب نائب رئيس الجمهورية، إلا أنه فاجأ الشعب المصري بعقد مؤتمر صحفي قبل ساعات من اندلاع تظاهرات 30 يونيو، ليفجر أسرارا وكواليس عن جماعة الإخوان المسلمين والنظام السابق الذي أسقطته ثورة 30 يونيو.
  • اللواء حسين كمال مدير مكتب اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق والمعروف إعلاميا باسم "الراجل اللى ورا عمر سليمان " كشف عوار جماعة الإخوان وتنبأ بإسقاط محمد مرسي، والبعض أكد أنه كان يتحدث بمعلومات سابقة عن إسقاط النظام قبل اندلاع التظاهرات.
  • "فيتو" حرصت على الالتقاء بحسين كمال للتعرف على كواليس الساعات الأخيرة في حكم الإخوان، وما دار خلف الستار بين القوات المسلحة وجماعة الإخوان فكان هذا الحوار..

  • حوار: أيمن مصطفى

  • - هل تنبأت بسقوط الإخوان أم أنك كنت تتحدث عن معلومات من القوات المسلحة والمخابرات العسكرية؟
  • في البداية أبارك للشعب المصري بمختلف طوائفه على نجاح ثورة 30 يونيو حيث أعتبره الحدث الأهم والأعظم منذ حرب 73، أما بخصوص التنبؤ والمعلومات فأنا لم أتنبأ فقط بل توقعت بناء على معلومات سابقة أستقيتها من مصادر داخل القوات المسلحة بعدما طغت جماعة الإخوان في البلاد وتنبأت بخروج الملايين لإسقاط النظام والمعلومات التي تلقيتها أن الجيش المصري لن يقف أمام نداءات الشعب وبالفعل لبى النداء خلال 72 ساعة وأسقط النظام.

  • - ترددت أنباء عن مساندة المخابرات العسكرية لشباب تمرد لإسقاط الإخوان؟
  • هي لم تكن مساندة كما يتردد في أذهان البعض، وإنما بطبيعة نظام عملها داخل البلاد فهي تعلم مدى الغضب والكبت الذي ينتاب الملايين في الشوارع، ومن واجبها الوطني نقل كل ما يجرى في الشارع إلى المجلس العسكري لدراسة الموقف والوصول إلى حلول تستقر بها البلاد، وإنقاذ البلاد من قبضة الإخوان، وهو الدور الذي لعبته المخابرات في الساعات الأولى لــ 30 يونيو، ولذلك كان البيان الأول للقوات المسلحة مطمئنا للشعب خوفا من حدوث انفلات أمني، ولكن مؤسسة الرئاسة تجاهلت الخطاب ولم تقتنع بغضب الملايين وانتهت المهلة ولبى الجيش نداء الشعب وأسقط النظام.

  • - ما رأيك فيما يردده الإخوان الآن أن سقوط النظام جاء بانقلاب عسكري وليس تلبية نداء الشعب؟
  • جاهل من يقول إنه انقلاب عسكري، فلو كان انقلابا كما يردد أنصار جماعة الإخوان، ما كان هناك تظاهرات وملايين المواطنين في الشوارع وفي منازلهم ينادون بإسقاط النظام، ومن الواجب الوطني للقوات المسلحة التدخل وقت الأزمات ولو وقف الجيش مكتوف الأيدي 48 ساعة أخرى لحدث انفلات أمني في الشوارع وانتشرت أعمال السلب والنهب ولكن قيادات القوات المسلحة كانوا أكثر حكمة ويقظة ولبوا نداء الشعب على الفور ورفضت أن تضع نفسها على رأس الحكم، وكلفت رئيس المحكمة الدستورية العليا بإدارة شئون البلاد وإعداد خارطة الطريق.

  • - وهل تتوقع صمت قيادات الإخوان وأعضاء الجماعة على إسقاط محمد مرسي؟
  • رد بسخرية "وأين قيادات الجماعة الآن"، جميعهم متهمون بقضايا فساد وتحريض على قتل المتظاهرين، وما صفتهم حتى يطالبون بعودة النظام ومحمد مرسي، أنا لا أستطيع وصف "الشاطر، والبلتاجي، والعريان، والكتاتني، وحجازي، وغيرهم" إلا بأنهم شخصيات تربت على العمل في الخفاء ولديهم نهم للحكم ويقومون بإرهاب المعارضين ومتاجرة بالدين والآن يجنون ثمار أعمالهم، اعتقدوا أنهم ملكوا الدنيا والآخرة بوصولهم للحكم ونسوا "إن ربك لبالمرصاد" ليتهم يتعلمون الدرس.

  • - هل تعتقد أن يعود شبح الإخوان مرة أخرى للعمل السياسي في أي من الانتخابات المقبلة؟
  • أتمنى أن يتواجدوا في الحياة السياسية ولكن بأدب وعدم متاجرة بالدين ويعلنوا للجميع أنهم جماعة سياسية وليست دينية وإذا اختارهم الشعب فــ أهلا وسهلا ولكن أعتقد أن الشعب المصري تعلم الدرس ولن يكرر الخطأ الجسيم مرة أخرى، ولن يسمح أحد بعودة هؤلاء للعمل السياسي وقضاياهم كفيلة بدخولهم خنادقهم لفترة ليست بالقليلة، ولن يعود زمن الإخوان مرة أخرى للحكم، ولن يحصلوا على ربع ما كانوا يحصلون عليه في الانتخابات البرلمانية وأتمنى أن يتعلموا سياسة وألا يستغلوا الدين لحصد مكاسب سياسية ويعلموا أن الله رقيب عليهم.

  • - وماذا عن تصورك للفترة المقبلة في البلاد؟
  • إنشاء الله سيعم الخير على الشعب المصري بعدما أنقذنا المولى تعالى والجيش المصري من قبضة الإخوان، وأتمنى أن تنال خريطة الطريق التي سيضعها الجيش المصري مع رئيس المحكمة الدستورية العليا والمجلس المقرر تشكيله للمصالحة الوطنية إعجاب الشعب المصري وأن يوضع دستور يتوافق عليه الجميع من خلال لجنة تشكل من جميع القوى السياسية ومختلف طوائف الشعب، ثم إجراء انتخابات رئاسية يفوز بها من يستحق، ثم انتخابات برلمانية ويسود الهدوء الشارع المصري.

  • - حسين كمال فجأة ظهر للشعب رغم اختفائه عن المشهد السياسي لفترة طويلة وهاجم الإخوان بشدة هل حدث هذا الظهور بعدما أيقن سقوط الإخوان؟
  • إذا كنت خرجت للشعب لكشف كواليس وأفعال جماعة الإخوان فهذا من واجبي الوطني الذي تربيت عليه داخل المؤسسة العسكرية التي أتشرف بالانتماء إليها، ولم أخرج بعدما أيقنت سقوط الإخوان، وإنما بعدما أيقنت مدى الاكتئاب الذي يعيش فيه الشعب المصري بسبب السياسة الفاشلة لمحمد مرسي وحاشيته وتيقنت مدى رغبتهما في الاستحواذ على مقاليد الحكم وعدم مشاركة أي تيار سياسي في إطار سياستهم لأخونة مؤسسات الدولة. 

  • - ولماذا لم تخرج بتلك المعلومات التي فجرتها من قبل؟
  • حرصا على استقرار البلاد وأملت خيرا في البداية، وقلنا نمنحهم الفرصة ولكن خذلونا جميعا، فكان واجبي أن أخرج لأكشف أفعالهم وإن كنت اعترف بأنها تأخرت ولكنها جاءت في الوقت المناسب، وفخور ما قدمته لثورة يناير.

  • - بعد موقف الجيش الأخير هل تتوقع أن الرئيس القادم سيحاول التقرب من المؤسسة العسكرية؟
  • لن يستطيع أحد الاستحواذ على المؤسسة العسكرية ولا قيادات المجلس العسكري مهما فعل، ورغم ذلك الجيش لن يكون متربصا ومسببا إرهابا للرئيس القادم، وإنما هو رقيب على الشعب المصري ولن يسمح لأحد بالتلاعب به أو سيطرة تيار بعينه على مقاليد الحكم، وإذا كان هناك رئيس يشارك الجميع ولا يقصي قوى سياسية لحساب أخرى، وإذا نال رضاء الشعب فلماذا يتدخل الجيش، وإنما سيحكم قبضته فقط على حدود البلاد وتأمين مصر من الخارج لأنه لا يقحكم نفسه في الحياة السياسية.

  • - وهل يمكن أن يدفع المجلس العسكري بمرشح للرئاسة؟
  • لا أتوقع ولكن لا أستبعد خوض أي من القيادات العسكرية التي أحيلت من الخدمة في خوض الانتخابات، لأن هذا من حقهم ولا يستطيع أحد السطو عليه، ولكن الجيش سيبقى حارسا فقط على مصلحة الوطن ولن يدخل في معارك سياسية حتى لا يقلل من هيبته أمام الشعب.

  • - ولكن هناك شائعات ترددت عن خوض الفريق سامي عنان الانتخابات بتعليمات من المجلس العسكري؟
  • لا توجد عندي معلومات بذلك، ولا أستبعد خوض الفريق عنان الانتخابات ولكن ليس للمجلس العسكري دخل بها من الأساس لأن الفريق عنان والمشير طنطاوي أديا دورهما بإخلاص وأصبحوا خارج المؤسسة العسكرية، وأكرر الجيش المصري لا يسمح لنفسه بخوض معارك سياسية، وإنما إذا أراد أحدهما خوض الانتخابات فسيكون القرار نابعا من شخصه وليس من المجلس العسكري، وإن كنت أستبعد خوض المشير طنطاوي ولكن لا أستبعد خوض الفريق عنان للانتخابات.

  • - وهل تتوقع نجاح الفريق عنان في خوضه للانتخابات؟
  • الله أعلم، لا أحد يستطيع التكهن بشيء في الوقت الحالي، لأن المرشحين المنافسين لم يظهر أحد منهم ولم توضح الصورة حتى الآن وإن كنت أتمنى ألا نتحدث عن انتخابات رئاسية في الوقت الحالي لحين الانتهاء من إعداد الدستور حتى نعلم من له حق في خوض الانتخابات فمن الممكن أن تعلن شخصية ما عن خوض الانتخابات ويفاجئ بأن الدستور يمنعه.

  • - إذا لم يكن الرئيس القادم على خلفية دينية فهل سيكون على خلفية عسكرية؟
  • أكرر لا أحد يستطيع التكهن بالمرشح الأوفر حظا حتى الآن ولكن المؤكد أنه لن يكون على خلفية دينية، لأن الشعب تعلم الدرس من الإخوان المسلمين، وأنا أتوجه إليهم بالشكر بعدما ساهموا في وعي الشارع بفكر الجماعات الإسلامية قبل أن يغرقوا بالوطن.
  • الجريدة الرسمية