صدق أو لا تصدق.. أمر رئاسي وراء كتابة وإذاعة "شنبو في المصيدة"
بعد هزيمة يونيو 67 طلب الرئيس جمال عبد الناصر من رئيس الإذاعة أن يقوم الفنان فؤاد المهندس وشويكار بتقديم مسلسل جديد كوميدى يعرض في شهر رمضان الذى كان على الأبواب، وبالفعل اتصل رئيس الإذاعة بـ فؤاد المهندس وأبلغه طلب الرئيس ففرح المهندس ورشح الصحفى الساخر أحمد رجب لكتابته وذهب على الفور إلى أحمد رجب في مكتبه بأخبار اليوم وطلب منه كتابة المسلسل.
وبعد أقل من أسبوع ذهب أحمد رجب إلى فؤاد المهندس بمنزله وعرض عليه قصة المسلسل الجديد واتفق مع السيناريست صبري عزت على كتابة السيناريو والحوار وأن يكون اسم المسلسل الإذاعى "شنبو في المصيدة".
وتوالى تسجيل حلقات المسلسل وتألق فؤاد المهندس وشويكار وانشغل الناس بمتابعة المسلسل الذى عرض فى أواخر سبتمبر عام 1967، وتحقق للرئيس عبد الناصر ما أراد من اختيار فؤاد المهندس للترفيه عن المواطنين بعد الهزيمة.
وكما كتب عبدالله أحمد عبدالله الشهير بميكى ماوس أن الرئيس اختار فؤاد المهندس لأنه كان الأستاذ في الكوميديا بلا منافس في الستينات وأنه يستطيع إضحاك الناس بعد زوال عهد إسماعيل يس.
مرحلة كتابة القصة
ومن ناحية أخرى اختار فؤاد المهندس أحمد رجب لكتابة القصة لأنه يرى أن كتابة رجب تموته من الضحك فما بالك الجمهور، كما أن رجب أستاذ في السخرية ولم يكن شنبو هو تجربته الأولى في الإذاعة لكن قد سبقه تقديم مسلسل “شيء من العذاب” مع الموسيقار محمد عبد الوهاب وتحول إلى فيلم سينمائى بطولته أيضا مع سعاد حسنى.
حقق مسلسل “شنبو في المصيدة” نجاحا كبيرا لأن الشعب كان تواقا الى الضحك ويريد أن ينسى مرارة الهزيمة.
رؤية سينمائية
كما شجع نجاح المسلسل المخرج حسام الدين مصطفى لتقديم القصة في السينما ووافق أحمد رجب ووافق المهندس، وعرض الفيلم وكسر الدنيا كما يقال وعرض الفيلم في صالات السينما واحتشدت الجماهير لرؤيته وأصبح حديث الناس.
انتقادات كثيرة
إلا أن الفيلم تعرض لكثير من الانتقادات واتهم بمحاولة المخرج تغييب العقل والتقليل من وقع الهزيمة، ودافع فؤاد المهندس عن الفيلم باعتباره يقدم قيمة يتفق عليها الناس، وأعلن أنه يعترف بأن الفيلم السينمائى والمسلسل الإذاعي هو بمثابة مشاركة منه في حرب الاستنزاف التي تسبق النصر ومكملا لدور الجيش.