في ذكرى تحريرها.. مفيد شهاب يكشف أسرار خاصة عن مفاوضات استرداد طابا
تمر اليوم 29 سبتمبر الذكرى 33 لحكم إعلان طابا مصرية من جانب هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا في النزاع حول مصرية طابا، حيث جاء الحكم فى صالح مصر.
وفي 19 مارس 1989 تم الاحتفال التاريخي برفع العلم المصري على طابا وتنكيس العلم الإسرائيلي معلنا السيادة المصرية على طابا واسترداد جزء عزيز من الوطن.
القضية مرت بالعديد من مراحل التسويف والمماطلة من جانب إسرائيل لمنع استرداد الحق المصرى خلال المفاوضات التي نجح المصريون في الفوز بها، ولدى الدكتور مفيد شهاب العديد من خبايا المفاوضات حول طابا.
ذكرى عطرة
وقال الدكتور مفيد شهاب عضو هيئة الدفاع المصرية في قضية استرداد طابا أمام التحكيم الدولي، فى تصريحات لـ"فيتو"، إن ذكرى استرداد طابا من الذكريات العطرة فهي من أكبر المعارك التي خاضتها مصر لتحرير أرضها، ويجب الاستفادة من أوقات الأزمات للتمكن من حل المشكلات التي يواجهها الوطن، حيث إن جميع الشعوب تمر بلحظات إنكسار ولحظات انتصار ويعد حكم طابا آخر معركة خاضتها مصر من اجل اتمام الانسحاب الاسرائيلى من كامل الأراضي المصرية.
المعركة القانونية
وأكد شهاب أن هذه المعركة بدأت بالانتصار العسكري في أكتوبر 1973 الذي اذهل العالم وبعد عدة سنوات كانت اتفاقية السلام في 1979 وبموجبها انسحبت إسرائيل من الأراضي المصرية إلا أنها أرادت الاحتفاظ ببعض الأراضي منها ومنها رأس النقب وطابا ولو على سبيل الإيجار وهو ما رفضته مصر وعندما اقتربنا من 25 إبريل 1979 أصبحت القيادة السياسية في مأزق خاصة وأنها قامت بإعداد الرأي العام للإعلان عن الانسحاب الكامل من الأراضي المصرية.
استرداد طابا
وأضاف مفيد شهاب: القيادة السياسية قامت بإحضار وزير الخارجية والاتصال برجال القانون ورجال القوات المسلحة لاستبيان المزاعم الإسرائيلية للتفكير في الخطوة التالية وشكلت لجنة قومية من خبراء القانون والسياسة والقوات المسلحة واستخدمت مصر وسائل ضغط وفقا لمعاهدة السلام التي أقرت التفاوض بين الدولتين وكان يقودها الفريق حسن على والجانب الإسرائيلي شارون.
وتابع مفيد شهاب: كانت هناك محاولات إسرائيلية لإفشال التفاوض وهنا بدأت القيادة المصرية تهدد بقطع العلاقات الدبلوماسية ووقف التطبيع وهو ما يؤدى لإفشال العلاقات، وكان اللجوء إلى التحكيم وفقا لاتفاقية السلام.
جلسة تاريخية
وقال مفيد شهاب: جاء الحكم بأحقية مصر في طابا صادم لإسرائيل فى جلسة تاريخية وبعد انتهاء المرافعات كان لدينا نوع من الراحة ويتبقى الحكم الذي قال إن هناك 14 علامة حدودية مختلف عليها بين مصر واسرائيل 9 في الشمال وهذه كنا لا نهتم بها لصغر مساحتها و4 علامات حدود فى رأس النقب وهي العلامات 85 و86 و87 و88 وطابا وهى مساحة 5.5 كيلو متر.
راس النقب الاستراتيجية
واضاف مفيد شهاب: المحكمة أصدرت حكم بأن الموقع الذي أعلنته مصر للحدود هو الصحيح وأن منطقة رأس النقب استراتيجية هامة وبعدها العلامة 91 وهى طابا وهنا هللنا للحكم من الفرحة الا ان الجانب الاسرائيلي أصابه الذهول وضربت القاضية الاسرائيلية بيدها على المقعد وقالت ان هذا الحكم باطل وغير قانوني ولن تعترف به وهنا قال لها رئيس المحكمة الحكم بتأييد 4 ضد 1 ومن حقك كتابة رأيك للتاريخ لكن هذا لن يغير من الأمر شيء.
اتفاقية السلام
وأشار إلى أن اتفاقية السلام كانت تقول إذا أراد أحد الأطراف تفسير الحكم تظل المحكمة في حالة انعقاد وهذا ما حاولت إسرائيل استغلاله بدعوى وجود عبارات غير واضحة وبالتالي فهي تريد تفسير الحكم وهو غير واضح بهدف المماطلة فكان رد المحكمة لا تفسير لما هو مفسر.