ما البكور التي قال عنها رسول الله "اللهم بارك لأمتي في بكورها"؟
ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال: اللهم بارك لأمتى في بكورها.. فما معنى هذا القول وما هي البكور ؟
وأجاب الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر والداعية الإسلامى: من ثمرة البكور ان يفيق النائم قبل أن تطلع الشمس فيجنى ثمرة عمله ويحصل رزقه ورزق عياله، أو يسعى في طلب العلم وتحصيله ليجنى ثمرته عملا صالحا ينفعه وينفع من حوله.
وقد كان الناس في القرى أيام طلبنا العلم بالأزهر الشريف يعرفون البكور ويعرفهم وكأن بينهم وبينه عهدا لا يخلفونه، فقبل ان تطلع الشمس ترى الفلاح قد ذهب إلى بماشيته وأفطرها ونظف مكانها في الوقت نفسه تكون زوجته قد عجنت وخبزت ويكون صغيره قد ذهب الى سيدنا في الكتاب يحفظ القرآن ويقرأ ويكتب.
وتكون الأسواق قد عمرت بالبضائع والسلع، وربح الناس من تجارتهم قبل الهجير ـ الشمس الحارقة ـ في الصيف، وقبل أن يلطخ الزحام الاثواب بطين الأرض من اثر المطر في الشتاء.
وقد حفظ أحد الصحابة الحديث ووعاه وكان ينطلق مع فتيانه البكور كل يوم، ولم يمر عام الا واصبح من أغنى الأغنياء، وفى الحديث كذلك ( لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا ومافيها ) والغدو هنا هو السعي في البكور ن ويقول عز وجل في كتابه العزيز ( واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشى والابكار ).
اختفت العادات القديمة
ويقول سبحانه ( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ) .
وقد غفل كثير من الناس عن البكور حتى الفلاح صار اليوم عاشق السهر أمام التليفزيون وامام الفضائيات ونتج عن ذلك ان نام عن البكور، وان ناقشته شكا لك سوء حاله بعد ان اختفت السواقى التي كانت تبعث الشجن في النفوس وظهر بدلا منها الماكينات وصار الناس يسخرون من البكور فإذا قلت لشخص سأحضر غدا في السابعة، يقول لك هوه انت بياع لبن، وعليه صارت مواعيد الناس مضطربة ونومهم غير منتظم والتزامهم بها أصبح مفقودا.
ثمرة البكور
وهكذا ومن ثمرة البكور أن تشهد النهار الوليد وقد قال الله تعالى فيه: ( والصبح إذا تنفس ) فقد حرمنا انفسنا ان نتنفس مع الصبح أطيب هواء، وأن نستعين به على شقاء سرعان ما يزول اذا جنينا ثمرته مالا وجاها وتحضرا ومسارعة في ان تعلو رايات فوق رايات الأمم.