في الذكرى الـ21 لاقتحام شارون للأقصى.. آلاف الشهداء وما زال المسجد أسيرا
تحل اليوم الذكرى الـ 21 على انطلاق شرارة الانتفاضة الثانية من باحات المسجد الأقصي حيث اقتحم زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون المسجد الأقصى بنحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة، وبموافقة من رئيس الوزراء حينها إيهود باراك.
شرارة شارون
اقتحمت عناصر كبيرة من القوات الخاصة الأقصى ومشطت ساحاته قبيل وصول شارون، وحاصرت من فيه داخل المباني والمصليات، وبمجرد وصوله أمام المصلى القبلي، ردّ المصلون المحاصرون داخله بإلقاء حاملات المصاحف الخشبية والأحذية تجاهه، وبدأت القوات الخاصة بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية تجاههم".
إغلاق أبواب الأقصى
ومن ثم أغلقت قوات الاحتلال حينها كافة أبواب المسجد الأقصى بوجه المصلين على مدار ساعات، لكن أعدادا منهم وصلت عبر أسطح المباني المجاورة.
مع حلول اليوم التالي تجمع المقدسيون بأعداد كبيرة داخل المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، وبمجرد فراغهم منها، باغت الاحتلال المصلين بالهجوم عليهم، ومن ثم اندلعت المواجهات وسقط العشرات على الأرض بين جرحى وشهداء.
دماء الشهداء
وسالت دماء المصلين كالشلال عند "سبيل البراق" وفي الطريق الواصلة بين المتحف الإسلامي والمصلى القبلي، وعند منبر برهان الدين الواقع في صحن مصلى قبة الصخرة المشرفة، حيث كان هدف قوات الاحتلال حينها إصابة أكبر عدد من المصلين، والتسبب بإعاقات دائمة لهم، في محاولة لإثبات الوجود الإسرائيلي وإرهاب المجتمع المقدسي".
انتفاضة ثانية
وخلال هذه المواجهة، صدحت مآذن الأقصى بالتكبيرات والنداءات وكذلك مآذن البلدات المقدسية عامة، ولم تهدأ المواجهات التي بقيت مشتعلة في كافة أحياء المدينة، لتنطلق من المسجد شرارة الانتفاضة الثانية.
وسرعان ما امتدت المواجهات إلى كافة نقاط التماس في جميع أنحاء فلسطين، ثم تحولت إلى انتفاضة مسلحة، وبلغت ذروتها باجتياح دبابات الاحتلال الإسرائيلي المدن الفلسطينية التي تخضع لإدارة السلطة الفلسطينية، ومنها رام الله، حيث حاصرت الآليات العسكرية الإسرائيلية الثقيلة مقر الرئيس ياسر عرفات وقصفت عدة مرافق فيه عام 2002.
حصار عرفات
واستمر حصار عرفات حتى نهاية عام 2004 حيث تدهورت حالته الصحية ونُقل إلى فرنسا، لكنه توفي في ظروف استدعت اتهام إسرائيل بتدبير اغتياله خلال الحصار.
آلاف الشهداء
قتلت إسرائيل خلال 5 سنوات من الانتفاضة، التي سميت أيضا "انتفاضة الأقصى"، 4412 فلسطينيا، وأصيب نحو 49 ألفا. بينما قُتل 1100 إسرائيلي، بينهم 300 جندي، وجُرح نحو 4500 آخرين. ورغم مرور عقدين على اندلاعها، فلا يزال المسجد الأقصى المحرك الأكبر للفلسطينيين في المواجهة مع إسرائيل.