بأوراق بخط يده.. رحلة عبد الناصر من ثورته على إسماعيل صدقى حتى معرفته بالسادات والمشير
من خلال أوراق خطها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بيده ونشرتها ابنته هدى عبد الناصر، فجاءت أوراقه معبرة عن شخصيته وأفكاره وسياساته فكتبت تقول:
لم يتطلع يوما للزعامة لكنه دون قصد حصل عليها بعد أن قاد ثورة الضباط الأحرار من أجل حرية الوطن واستقلاله وكرامة المواطن، خاض معارك في الداخل والخارج حتى رأى فيه الكثير زعيما قوميا.
ولد جمال في المنزل 12 شارع الدكتور قنواتى بحى فلمنج بالإسكندرية في 15 يناير 1918 حيث انتقل والده موظف البريد من قريته بنى مر بأسيوط للعمل وكيلا لمكتب بريد باكوس.
يقول الكاتب الفرنسي جان لاكوتير: “عبد الناصر ذو الجذور الصعيدية من جنوب الوادى جاء في وقت كانت فيه مصر منهكة من صراعات الدول الكبرى للفوز بها، ومن ناحية أخرى شعبها في ثبات عميق بعيدا عن مسئولياته، وبدأت تحركاته بثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني بقيادة سعد زغلول”.
وتكمل الدكتورة هدى عبد الناصر كلامها وتقول: التحق عبد الناصر بمدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية حيث كان يقيم عمه خليل حسنين، وفيها واجه الحياة بأقسى صدماتها بعد ان توفيت والدته ودفنت دون وجوده.
وفى هذا وفى حوار له مع صحيفة الصنداى تايمز قال "لقد كان فقدان أمى في حد ذاته أمرا محزنا للغاية، أما فقدها وأنا بعيد عنها تركت في شعورا لا يمحوه الزمن، وقد جعلتنى آلامى وأحزانى في تلك الفترة أصبحت أجد مضضا بالغا في إنزال الألم والأحزان بالغير في مستقبل السنين".
ثورة الشباب
ولد جمال والحس الثوري متأصل في شخصيته فليس غريبا أن يقود المظاهرات ضد النظام وهو طالب بمدرسة رأس التين الثانوية وهو في الثالثة عشر من عمره احتجاجا على إصدار إسماعيل صدقى مرسوما بإلغاء دستور 23، وأصيب بجراح وتم اعتقاله مما أكسبه حماسا وعنادا واستنكارا للأوضاع.
هتف للحرية دون أن يعرف معناها وفصل من المدرسة فأبعده والده الى القاهرة ليعيش مع عمه والتحق بمدرسة النهضة بحي الظاهر عام 1933 ليستمر نشاطه السياسى ويرأس اتحاد الطلبة.
تضيف هدى عبد الناصر: زاد شغفه بالقراءة بدءا من سيرة رسول الله وكتابات روسو وفولتير وديكنز وفيكتور هوجو والعقاد وعبقرياته وعودة الروح لتوفيق الحكيم التي تركت في نفسه أثرا كبيرا واعترف بذلك لتوفيق الحكيم.
ابن البوسطجى
كما قرأ الرئيس الراحل لكبار القادة في العالم والثائرين مثل الإسكندر، يوليوس قيصر نابليون، غاندى ومصطفى كامل حتى انه كتب مقالا عن فولتير باسم رجل الحرية، واختير لأداء شخصية يوليوس قيصر فأبدع فيها وهو طالبا.
حصل على البكالوريا وتقدم إلى الكلية الحربية ورسب في كشف الهيئة لأنه حفيد فلاح وابن موظف البوسطة،والتحق الرئيس الراحل بكلية الحقوق وبعد ثلاثة أشهر خرج منها لعدم استطاعته سداد المصروفات.
الكلية الحربية
وفى عام 1936 تقدم ثانية للكلية الحربية واعجب اللواء إبراهيم خيري وكيل وزارة الحربية بصراحته واصراره فوافق على دخوله الكلية الحربية، وتخرج بعد 17 شهرا والتحق بسلاح المشاة في منقباد وهناك تعرف على أنور السادات وزكريا محيى الدين وعبد الحكيم عامر وكانت تلك المعرفة بداية الضباط الأحرار.