رئيس التحرير
عصام كامل

جبروت امرأة.. يابانية تسمم 4 رجال من أجل الميراث

محكمة يابانية
محكمة يابانية

تواجه عجوز يابانية عقوبة الإعدام، جراء تسميمها ثلاثة من شركائها، ومحاولتها قتل الرابع بهدف الحصول على الميراث، وذلك بعد خسارتها آخر فرصة للاستئناف أمام القضاء.

وأفادت شبكة "سي إن إن" أن السيدة شيساكو كاكهي البالغة من العمر حاليا 74 عاما، قد أدينت بقتل ثلاثة رجال بمادة سامة، فيما نجا الرابع من الموت.

حكم الإعدام


وأضافت الشبكة أن محكمة أوساكا العليا أيدت حكم الإعدام على كاكهي، التي باتت تعرف باسم "الأرملة السوداء" بعدما استخدمت سم السيانيد لقتل شركائها العاطفيين الأثرياء كبار السن بغية الحصول على الميراث.

وقال القاضي في حيثيات الحكم:  "لقد استخدمت (كاكهي) وكالة زواج للتعرف على الضحايا المسنين لتسممهم الواحد تلو الآخر بعد أن جعلتهم يثقون بها.. إنها جريمة لا هوادة فيها تستند إلى نية قتل واضحة وقوية".
وقد تمكنت تلك القاتلة المتسلسلة من جمع نحو مليار ين ياباني (8.8 مليون دولار أمريكي تقريبا) خلال 10 أعوام، ولكنها خسرت لاحقا معظم تلك الثروة جراء المضاربات في أسواق المال.

واستمر زواجها الأول 25 عامًا إلى أن توفي شريكها في العام 1994، وبحلول العام 2007، دخلت في علاقة مع رجل يدعى توشياكي سوهيرو ويبلغ من العمر 78 عامًا.

وفي ديسمبر 2007، تناولت كاكهي طعام الغداء مع سوهيرو وأولاده، وهنا استغلت الزوجة القاتلة أن قرينها يتناول مكملات غذائية مع الطعام في كبسولات لتدس له سم السيانيد في إحداها.

وبعد أقل من 15 دقيقة من تناول الغداء، سقط سوهيرو فاقدًا للوعي، وعندما وصلت سيارة الإسعاف، كان يلهث وأنفاسه على وشك التوقف، وفقا لما ذكرت محاضر المحكمة.

ورافقت كاكهي زوجها سوهيرو إلى المستشفى، لكنها أعطت نفسها اسمًا مستعارًا، عندما تحدثت إلى طاقم الإسعاف في المستشفى، حيث وجد الأطباء أن العجوز على وشك الموت بعد إصابته باختناق.

الناجي الوحيد


وأوضحت محاضر المحكمة أن سوهيرو كان الناجي الوحيد من بين ضحايا كاكهي الأربعة، لكنه أضحى "يعاني من خلل وظيفي غير قابل للشفاء وضعف في البصر، ليتوفى بعد عام ونصف بسبب مرض غير ذي صلة".
وبعد بضع سنوات من تلك الحادثة، تعرفت على عشيقها الجديد، مايوزري هوندا، والذي كان يبلغ من العمر 71 في العام 2011.
وفي مارس 2012، وبعد أن كان الاثنان يتجولان في في أحد المتاجر، ذهب كل منهما في طريقه.

وعند حوالي الساعة الخامسة مساءً في ذلك اليوم، فقد الرجل وعيه بينما كان يقود دراجة نارية، ليعلن المستشفى الذي أسعف إليه وفاته بعد ساعتين، ويبدو أن "الأرملة السوداء" كانت قد دست له السم في أحد الأطعمة أو المشروبات في ذلك اليوم.

وأما الرجل الثالث، فكان يدعى مينورو هيوكي، ويبلغ من العمر 75 عاما، وكان قد تعافى من سرطان الرئة قبل أن يلتقي كاكهي ويقع في غرامها في يوليو من العام 2013.

وبحلول أغسطس من ذلك العام أرسل هيوكي رسالة إلكترونية لكاكهي، أنه يريد "البقاء معها إلى الأبد"، وأصبحا بعد ذلك قريبين، وكثيرًا ما يأكلان معًا ويقضيان الليالي في منزلي بعضهما بعضا.
ولكن تلك العلاقة الرومانسية انتهت في 20 سبتمبر، عندما خرج الزوجان لتناول العشاء في أحد المطاعم، وهنا أيضا استغلت كاكهي أن صديقها العجوز يتناول مكملات صحية في كبسولات لتدس له السم في إحداها.

وقبل أن ينتهيا من تناول وجبتهما كان هيوكي قد فقد وعيه، وعندما وصلت سيارة الإسعاف كان يلهث ويتنفس بصعوبة، ورغم أن لديه أولادا، فقد أخبرت “الأرملة السوداء” الطاقم المسعف بأنه وحيد ويعاني من مرض السرطان، وعندما عرضوا عليها الإذن بإنعاشه كهربائيا رفضت ذلك بحجة الخوف على حياته ليفارق الحياة بعد ساعتين من وصوله إلى المستشفى.

وفي نوفمبر 2013، وبعد شهرين فقط من وفاة هيوكي، كانت كاكهي قد ارتبطت بآخر ضحاياها إيسو كيكهي، ولكن لم يمض شهر على زواجها حتى كانت القاتلة المتسلسلة تواعد رجلا آخر في السر.

ويبدو أن الزوج، إيسو، لم يكن أكثر حظا من سابقيه، إذ توقف قلبه بعد وقت قصير من تناول العشاء في المنزل مع زوجته الجديدة التي اتصلت بالإسعاف، ولكن توفي بعد ساعة من وصوله إلى المستشفى.

وقد أثار موت إيسو شكوك الشرطة اليابانية، خاصة أن اثنين من عشاق كاكهي كانا قد توفيا بنفس الطريقة، لتبدأ تحقيقات مطولة أدت إلى كشف جرائم تلك العجوز وإثباتها بالأدلة القاطعة أفضت إلى اعتراف الأرملة السوداء بجرائمها.

ورغم محاولة فريق دفاعها إثبات أن موكلتهم مصابة بالخرف "ألزهايمر"، غير أن المحكمة رفضت تلك الحجج وأيدت حكم إعدامها.

الجريدة الرسمية