رئيس التحرير
عصام كامل

محمود البزاوى: تقديس النص الدرامي فكرة "غبية".. والأداء لا يُكتب فى الورق ( حوار )

الفنان محمود البزاوي
الفنان محمود البزاوي

 استمتعت بتقديم شخصية ممدوح فى قصر النيل ولكن المسلسل ككل لم يره أحد
 

 بذلت مجهودا كبيرا فى شخصية زاهى بـ "شقة 6" وتفاجأت أن المسلسل"مكسر الدنيا"


الارتجال يحتاج الى وعى  و"الفورمات" الخاصة بالمسلسلات تفى بغرض 

المشاهدة. يجب التوافق مع التكنولوجيا لأنها ستعم وتنتشر وستسود رغم أنفنا
 

 لاأشغل نفسى بعالم الأشباح والعفاريت.. وفكرة ما وراء الطبيعة "بتبيع"
 

المنصات الرقمية تساهم فى تطور عالم المسلسلات وأصبحنا ننظر إلى المحتوى فقط


تقديم 3 حلقات أسبوعيًا من المسلسلات يزيد حالة التشويق والإثارة والمتابعة


محلاوى معجون بالفن، أداؤه دومًا يمتاز بأنه سهل ممتنع، وأبعد ما يكون عن التصنع، لذا فقد تسلل إلى قلوب الجمهور بلا استئذان منذ أن أطل عليهم إطلالته الأولى فى عالم الفن، ومع توالى أعماله، تعلق الجمهور بشخصيات قدمها، فمن يمكنه أن ينسى "طه القناوي" فى همام فى أمستردام، أو "العربى سيطرة" فى فيلم الرجل الأبيض المتوسط، وأخيرا "عم زاهي" ذلك الرجل الغامض فى مسلسل الرعب شقة 6 الذى خدع المشاهدين فتشككوا فى بداية المسلسل أنه وراء جميع "المصائب" التى تعانى منها روبى، ومع توالى الحلقات يكتشفون أنه بريء مظلوم فى تحول درامى مفاجئ لم يكن لينجح فى إقناع الجمهور إلا بالأداء المتقن لهذا الفنان.. إنه الممثل والمؤلف محمود البزاوى الذى كان لـ "فيتو" معه هذا الحوار:

*ما هى كواليس قبولك لشخصية زاهى فى مسلسل شقة 6؟


كعادتى فى معظم أعمالى يأتينى الدور وأرى الشخصية، وإن أعجبتنى أوافق عليها، ولقد كانت شخصية زاهى جديدة بالنسبة لى فلم أقدم شخصية فى هذه المنطقة من قبل، وتصورت أننى يمكننى تقديمها أو تمنيت أن أتمكن من تقديمها.

*كيف نجحت فى إقناع جمهور مسلسل شقة 6 أنك شرير ثم صدمتهم بأنك المظلوم؟


هذا الـ Twist فى الأحداث له علاقة بـ"فورمات" الكتابة نفسها، فالتشويق الذى يحدث فى المسلسل له علاقة بالمخرج والمونتير والموسيقى، ونحن كممثلين طرف، ولقد اجتهدت لكى أكون عنصرًا فعالًا فى هذه العملية، وأن أحقق الغرض من الشخصية، واجتهدت كذلك لكى أحقق أهداف المخرج، خاصة أنه مغامر، والمغامرة شكل من أشكال الإبداع بالنسبة لى، وأنا تعاملت مع هذا المسلسل باعتباره مغامرة والحمد لله تفاجأنا جميعًا أن هذه المغامرة كان لها صدى جيد.

*ما أكثر تحد واجهته وأنت تُعد لشخصية زاهى؟


أنا لا أحب "الحاجات الكبيرة دي" مثل التحدى وأن أقول إننى بحثت عن شخصية مثلها، الأمر ببساطة أن مخزونى عن الشخصيات من هذا النوع يكون من أشياء رأيتها فى حياتى، والمصدر الذى استقيت منه تفاصيل شخصية زاهى كان "الورق" وليس أي شيء آخر.

*هل كنت تتوقع أن تحقق شخصيتك فى مسلسل شقة 6 هذا الصدى الإيجابى؟


كنت متخيلا أن الأمر سيمر "عادي"، مجرد شخصية وأديتها، فأنا كنت "مستمتع" وأنا أقدم شخصية ممدوح فى مسلسل قصر النيل، ولكن المسلسل ككل "ما اتشافش كويس"، أما زاهى فبذلت المجهود المطلوب ودخلت المغامرة مع المخرج والكتاب، ولكننى لم أكن أتخيل هذا الصدى الكبير، وتفاجأت أن شقة 6 "مكسر الدنيا".

*هل كان لديك مساحة للارتجال فى شقة 6؟


الارتجال وارد فى أي عمل سواء مسلسل شقة 6 أو غيره، فالإحساس يقود الممثل أثناء أدائه للشخصية لردود أفعال وأيضا أفعال معينة، فمن الممكن ألا أقول الجملة المكتوبة فى النص وأستبدلها برد فعل قد يلقى إعجاب المخرج فيلغى الجملة أو قد يحدث العكس، ولكن بصفة عامة لا بد من وجود وعى فيما يتعلق بالارتجال.

*هل هذا يعنى أن محمود البزاوى "المؤلف" لا يؤمن بقدسية النصوص الدرامية؟


أنا لا أؤمن بأن النصوص الدرامية مقدسة وأعتبرها فكرة "غبية"، فعلى سبيل المثال قد أقوم بـ"بروفة" أمام الفنان نضال الشافعى، وفى هذه الحالة أمثل بما يتناسب مع طبقة صوت وشكل وطول وعين نضال الشافعى، وقد يعتذر نضال الشافعى ليلًا، وأتفاجأ ثانى يوم فى التصوير أننى أمثل أمام الفنان أحمد فتحى، سيكون الأمر مختلفًا تمامًا بالتأكيد، فالأداء لا يُكتب فى "الورق".

*شاركت فى مسلسل يدور فى فلك عالم الأشباح والعفاريت.. هل يؤمن محمود البزاوى بهذا العالم؟


لم أبذل مجهودًا فى البحث عن هذه الأمور، ولم أشغل نفسى بها، أحب القراءة عن الأساطير الإغريقية، لكن بصفة عامة هناك أمور يتم تقديمها لدعم غريزة الخوف بداخل الإنسان، فحينما اكتشف علماء النفس فكرة أن البشر يمتلكون غريزة الخوف قرروا أن "يبيعوا بها" فتم تقديم دراكولا وفرانكشتاين، وانتشرت الحكايات والكتب عن هذا العالم، وعامة فكرة ما وراء الطبيعة "بتبيع".

*ما رأيك فى سيطرة المنصات الرقمية على عالم المسلسلات؟
أنا أرى أن المنصات تساهم فى تطور عالم المسلسلات، وهى تمثل نوعًا من أنواع التطور باعتبارها من الوسائل الجديدة فى عالم البث، وكلما كان هناك محتوى جيد فى المنصات ستكون مثلها مثل أي قناة تعرض محتوى جيدا، فلم نعد ننظر للمسلسل أنه يتم تقديمه من خلال قناة أو من خلال منصة، بل يتم النظر إلى المحتوى الذى يتم تقديمه.

*هل ستلغى هذه المنصات الرقمية المسلسلات بصورتها التى تعودنا عليها؟


"اللى احنا اتعودنا عليه" جملة "تخسر"، مثل الجملة التى يرددها الكثيرون "مفيش مسلسل زى ليالى الحلمية"، أقول لا، لا يوجد مسلسل مثله لأنه قائم بذاته، لكن هل سنعيد ليالى الحلمية من جديد ونعيش فقط فى "اللى فات" ولا نفكر فيما هو قادم؟ يجب استقبال التكنولوجيا لأنها ستعم وتنتشر وستسود غصبا عنا، لذا يجب أن نفكر فى كيفية التوافق معها، وهناك من يشتاق إلى زمن المسلسلات التى كانت تعرض الساعة 7 وربع على القناة المحلية، لا أعلم لماذا يريد هؤلاء أن يرتدوا إلى الخلف ولماذا لا يتوافقون مع الزمن؟!

*وما رأيك فى فكرة الحلقات الـ 15 أو الأقل للمسلسلات؟


"الفورمات" الخاصة بالمسلسلات التى يتم تقديمها فى 8 حلقات أو 10 حلقات أو 15 حلقة تفى بغرض المشاهدة.

*وما تعليقك على تقديم ثلاثة حلقات أسبوعيًا من مسلسل شقة 6.. وهل ساهم هذا فى زيادة تعلق الجمهور بالعمل؟


هذا تكنيك خاص بعرض المسلسلات التشويقية، بمعنى ألا يتم عرض المسلسل "مرة واحدة "، وهذا التكنيك يساهم فى زيادة حالة التشويق والإثارة والمتابعة.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية