انتهازية الإخوان.. التنظيم المصري يستغل فشل "النهضة" في إعادة التسويق لمشروعه
تحاول جماعة الإخوان الإرهابية في مصر بانتهازية شديدة الاستفادة من معاناة تجربة حركة النهضة في تونس حاليا، والأزمة الكبرى التي تسببت فيها، بسبب تحالفها مع الفساد، والتآمر على دولة القانون وتعطيل المحكمة الدستورية، وهو كأس السم الذي تتجرعه الآن بعد أن حاولت دسه للمجتمع بأكمله.
فشل النهضة
وتسوق جبهة القيادات التاريخية لأنصارها أنها كانت على حق في عدم اتباع منهج حركة النهضة التونسية التي تحولت إلى حزب سياسي فقط، واتهمتها بالتخلي عن مشروعها الإسلامي بزعم اختلاف الشخصية المصرية عن التونسية ومنسوب التعليم والثقافة وتقبل الجمهور المحافظ من أنصار الجماعة لفكرة التخلي عن الدعوة، وهو ما جعلها محل اتهام من الجميع بالتخلي عن مشروعها لصالح السلطة.
ويرى الدكتور عمرو الشوبكي، الباحث والمفكر السياسي، أن لايمكن التعامل مع الإخوان في مصر بنفس المنطق الذي يتم التعامل به مع حزبي النهضة في تونس والعدالة والتنمية في المغرب ولا أي حزب سياسي له مرجعية إسلامية، فجماعة الإخوان المصرية دينية عقائدية تصف نفسها أنها جماعة ربانية، وتعتبر أن الانضمام لها جهاد في سبيل الله وأن أعضائها في مرتبة أعلى مقارنة بباقي أفراد المجتمع.
تنظيم ديني
أضاف: هذا التنظيم الديني المحكم والمغلق والمتعدد المستويات والذي لا يقبل أعضائه إلا على أساس التزامهم ببرامج إعداد دينية وتطلب الولاء والثقة المطلقة في القيادة اعتبره سيد قطب مظهر العبقرية الضخمة في بناء الجماعات ويجعل نظام الجماعة عقيدة تعمل في داخل النفس قبل أن تكون تعليمات وأوامر ونظما.
تابع: قناعة عضو الإخوان أن انتماءه للجماعة جهاد في سبيل الله وأن الحفاظ عليها هدف وغاية في حد ذاته، ولكن تحول بعد وصوله إلى السلطة إلى عنصر ضعف لأنه أصبح عامل انغلاق وعزله عن باقي أفراد المجتمع، وحول الرابطة التنظيمية والتربية الدينية لدي الجماعة إلى شعور بالتمايز والتفوق على الآخرين.
اختتم: لقد خسرت جماعة الإخوان المسلمين على مدار أكثر من 90 عاما كل معاركها السياسية والدينية مع النظم المختلفة دون أن تقدم تجربة نقدية واحدة، والغريب أنها خسرت معاركها وهي في المعارضة في مواجهة النظام الملكي والنظم الجمهورية، وحين لاحت لها فرصة استثنائية ووصلت للسلطة بعد ثورة التحقت بها ولم تصنعها، خسرتها أيضا.