رئيس التحرير
عصام كامل

«توماس فريدمان»: حقبة الإسلام السياسي لم تنته بعد.. والسرقة سر تظاهرات 30 يونيو.. مرسي تصرف بشكل غير لائق بعد الثورة وسعى مع جماعته إلى الاستيلاء على مزيد من السلطة

الكاتب الأمريكي الشهير
الكاتب الأمريكي الشهير "توماس فريدمان"

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالًا للكاتب الأمريكي الشهير "توماس فريدمان" حول الأوضاع السياسية المستجدة في مصر، خاصة مع سقوط نظام، ودخول مصر في مرحلة انتقالية برعاية القوات المسلحة.

واستهل "فريدمان" مقاله متسائلا: "مشاهد إسقاط الحكومة التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين، في مصر يثير اهتمامي بشكل كبير، ومن قراءتي للصحف وبعد زيارتي إلى كل من مصر وتركيا خلال الأسابيع الماضية، يمكنني القول: لقد رأيت تمرد الوسط غير الإسلامي والجيش في مصر يقف ضد جماعة الإخوان المسلمين.. لقد رأيت تمرد العلمانيين والشباب المتحضر في تركيا ضد حزب البناء والتنمية.. رأيت حزب النهضة الإسلامي في تونس أجبر من قبل الناخبين على حل وسط مع الأحزاب العلمانية في كتابة دستور جديد للبلاد.. ومنذ عام رأيت ائتلاف يقوده أستاذ علوم سياسية تلقى تعليمه في الغرب يفوز على منافسه في انتخابات حرة ونزيهة".
وأوضح "فريدمان" أنه من السابق لأوانه القول بأن حقبة الإسلام السياسي انتهت، ولكن حتى الآن يمكننا القول إن الوسط السياسي المعتدل بدأ بالدفع مرة أخرى نحو هذه الأحزاب الإسلامية وأن المواطنين في جميع أنحاء المنطقة يشعرون بمزيد من التمكن. والحقيقية أن نكسة الإطاحة بالإخوان من سدة الحكم تضع عبئا كبيرا على أن الجيش سيتصرف بطريقة أكثر ديمقراطية من هؤلاء الذين حل محلهم.. ولكن يبقى التساؤل: ما الذي أوصل مصر إلى هذا الوضع، ومصر تمضي إلى أين؟.
ولفت "فريدمان" إلى أنه من الأفضل بدلًا من التساؤل هل ما حدث بمصر ثورة شعبية من جانب المصريين أم انقلاب عسكري من جانب وزير الدفاع "عبدالفتاح السيسي"، التركيز على لغة القانون والنظام، يشير إلى أن الرئيس "مرسي" فاز بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية الماضية لأنه تمكن من إقناع العديد من المصريين العلمانيين بأن الفكر الإسلامي سيساعد كثيرا على اقتصاد مزدهر فضلا عن عدم رغبة الكثيرين في التصويت لمنافسه "أحمد شفيق"، ولكن تدريجيا وضح أن "مرسي" يتصرف بشكل غير لائق بمصر ما بعد الثورة فسعى مع جماعته إلى الاستيلاء على مزيد من السلطة وهو ما جعل فئة كبيرة من الشعب المصري تشعر بالغش من جانب الرئيس المنتخب، ورأوا أنه وحزبه سرقوا شيئا قيما وهو فرصتهم في وضع مصر على المسار الحقيقي للديمقراطية.
وشعر شباب ثورة يناير 2011 الذي أطاح بالرئيس السابق "حسني مبارك" بأن ثورتهم سرقت وأنه لا مجال لهم في مصر الجديدة في الوقت الذي شاركهم فقراء الريف والحضر بحالة من الاستياء والغضب لتنفجر هذه التظاهرات الشعبية التي أصرت على الإطاحة بالرئيس "محمد مرسي".
وانتهى "فريدمان" ليؤكد أن مصطلح "السرقة" هو كلمة السر وراء سقوط حكم الإخوان بعد عام واحد من اعتلائهم كرسي الحكم.
الجريدة الرسمية