محمد صبحى: قعدت 7 سنوات «كومبارس».. و266 فنانا تتلمذوا على يدي|حوار
لا أؤيد أي عمل فنى يتناول سيرة أحد المشاهير لأنه لن يكون على ما يرام
أنا جواهرجي.. ولكن قد أقدم قطعة ذهب وفى النهاية تجدها قطعة صفيح
لايوجد مؤلف أو مخرج أو نجم صنع نفسه بدون مساعدة أحد
المسرح حياتى وأعشقه.. وأعتبر نفسي أفضل فنان يرفع الستار
جميع أعمالي في المسرح والسينما تحمل رسالة وقيمة
منذ 50 عامًا مازلت أجرى مسابقة لاختيار الشباب الذين يشاركوني الأعمال التى أقدمها
سيمون فنانة من طراز فريد خلقت لنفسها مكانة بين النجوم خاصة المسرح
ليس لدينا حراك فنى.. وأقدم فنا عربيا وليس فنا مصريا فقط
المناخ الحالى لا يسمح لى بتقديم ما لم أقم بتقديمه للجمهور فى خلال 50 عامًا
عملى الدرامى الجديد يناقش مشكلات الفيروسات المنتشرة فى العالم وكيف أعادت الناس للتجمع فى منازلهم
أحداث مسرحية "عائلة اتعملها بلوك" تبدأ من عام 1927، حتى 2127
مسرحية "هنوريكم نجوم الضهر" تناقش المتاجرة بأحلام الشباب الموهوب
هو واحد من أبرز الفنانين المصريين، كتب شهادة نجاحه مع إطلالته الفنية الأولى، عاصر أكابر النجوم والفنانين وكان ندًا قويًا لهم، فنان صاحب مبدأ ومشروع وفكر، أعماله تحمل دائمًا "وجهة نظر"، لا يوثر "سكة السلامة" مثل غيره من الممثلين الذين يلعبون في المضمون، يؤمن بأن للفن أدوارًا أبعد من التسليه والترفيه، وتمتد إلى التربيه والتوجيه، فقدم "يوميات ونيس"، لا تخلو مسرحياته من المناوشات والإسقاطات السياسية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، يشتبك مع القضايا الخارجية فقدم: "فارس بلا جواد"، و"خيبتنا" و"ماما أمريكا".
هو من مواليد 1948، وتخرج في معهد الفنون المسرحية بتقدير امتياز عام 1970 وتم تعيينه معيدًا وأسس فرقة "ستوديو الممثل" مع لينين الرملي عم 1980
ورغم ابتعاده سينمائيًا وتليفزيونيًا إلا إنه لا يزال يعزف مسرحيًا في وقت صار المسرح فيه عملة نادرة..إنه الفنان الكبير محمد صبحي الذي يتحدث في هذا الحوار الحصري كما لم يتحدث من قبل، مجترًا ذكريات عمرها يزيد على نصف قرن من الزمان، وساردًا جانبًا من المشاكل التي تفسد المشهد الفني، وطارحًا بما يملكه من خبرات أكاديمية وعملية الحلول والاقتراحات..وإلى نص الحوار:
*هل تعتبر المسرح هو الحياة بالنسبة لك بعد رحلة العطاء الطويلة؟
ليس بدقة شديدة، ولكن لدى رسالة دائمة وهى أن العمل الفنى هو الذى يحدد المصير، سواء كان دراما أو سينما أو مسرحا، وأنا بشكل خاص أعشق المسرح، وعندما تخرجت تعينت لمدة 15 عامًا أدرس فى المسرح، وكتبت فى بدايتى أن المسرح حياتى وأنا أعيش خارجه بلا أكسجين، وبالفعل هذا الأمر ينطبق فى الحقيقة، وأردد دوما أن الإنسان يفهم الأمور بشكل خاطئ، لأنه يرى أنه لا بد أن يستمتع بالمسرحية التي يشاهدها، وأنا أقول إن الفنان إن لم يستمتع هو فلن يمتع المشاهد.
*هل محمد صبحى كان يجد سعادته فى الأعمال المسرحية مثلما كنت تدخلها على العديد من الجمهور؟
الفنان الذى لا يستمتع بما يقدمه للجمهور فهو غير صادق، وأشك كثيرا أنه سيمتع الجمهور، قد لا أكون أفضل شخص يقدم المسرح ويوجد غيرى كثير من الفنانين، ولكنى على يقين أننى أفضل فنان يرفع الستار، وهذا كان طلبى من المولى سبحانه وتعالى فور تخرجى من المعهد، وأجد أننى الوحيد الذى يرفع الستار بشكل مختلف ومميز دومًا، وأنا محتاج إلى أن أكون مختلفا، والحمد لله وجدت هذا الأمر وتحقق فى الدراما أو المسرح بالتحديد.
*وجهت رسائل كثيرة للجمهور من خلال المسرح هل كان هناك استفادة منها؟
قدمت فى السينما ما يقرب من 22 فيلما منهم 10 أفلام بها رسائل قوية للجمهور وبعضها أفلام كوميدية، وقدمت من المسرح 44 مسرحية خلال تاريخى الفنى، الجميع يتذكر أكثرهم، و28 عملا دراميا منهم رحلة المليون وسنبل بعد المليون، على بيه مظهر، ومسلسل أنا وهؤلاء، وكل الناس تسأل عن هذه الأعمال بشكل كبير، وخاصة هذا العمل، لأنه أول عمل يناقش المشكلة السكانية التى يتم التنويه عنها حاليًا، وهذا العمل كتب شهادة نجاح كبيرة مع الجمهور، ولكن حاليًا لا يلتفت لمثل هذه الأعمال، وتعرض أعمال كثيرة بدون تفكير أو هدف، ومسلسل ونيس الـ8 أجزاء، فكل عمل قدمته كان به رسالة قوية للجمهور استفاد منها بشكل أو بآخر.
*قدمت الدعم لعدد كبير من النجوم فى بدايتهم.. محمد صبحى وجد من يدعمه فى بدايته الفنية؟
لا أحد من النجوم أو غيرهم يستطيع أن يقول إنه صنع نفسه، لأن الفن أسرة مترابطة ولا بد أن تكون مكتملة مثل غيرها كي تظهر للجمهور، وأنا وجدت من احتضننى فى بداية ظهورى، مثل أم كلثوم عندما جاءت من الريف وقف بجانها العديد من الشعراء مثل أحمد رامى، والفنانين ورياض السنباطى إلى أن أصبحت أم كلثوم، وأنا فى بدايتي ظللت 7 سنوات «كومبارس» إلى عام 75 عندما وقفت فى أحد أعمالى مع محمود المليجى وتوفيق الدقن، وكنت حينها أنا البطل، ولم أصدق نفسى وقتها، فكان هؤلاء النجوم الذين عملت معهم هم الصلة الأساسية فى حياتى، ومن أجل هذا أقول إنه لا أحد من المؤلفين أو المخرجين أو النجوم أو غيرهم يقول أنا صنعت نفسى بدون مساعدة أحد.
*هل هناك نجوم فن تتلمذوا على يديك ؟
ما يقرب من 266 فنانا تتلمذوا على يدي سواء فى المعهد أو الأكاديمية، ولكل فنان منهم رحلة كبيرة مع الفن، ومنهم خالد زكى، ومحمد العربى، سعاد نصر، وهناء الشوربجى وعماد رشاد وأحمد آدم وصلاح عبد الله، وعبد الله مشرف ومحمود القلعاوى، وشريهان، وسحر رامى وهانى رمزي، كل هؤلاء الأسماء وفى الجيل الجديد منى زكى وفتحى عبد الوهاب وأحمد وفيق ومصطفى شعبان، وأنا أعتز بكل من درست له أو قدمت له نصيحة أو معلومة فى يوم ما ووجد منها فائدة.
*قلت إن هناك 266 فنانا تتلمذوا على يديك، ولكنك كرمت 100 شخص فقط لماذا؟
بالفعل من عملوا معى عددهم 266، لكن اللجنة التى تعمل معى قامت بعملية فزر لتختار من هم الأكثر عملا معى فى الخمسين عاما، مثل المخرج أحمد بدر الدين وسعاد نصر ولينين الرملى، ومن منهم كان الأكثر تنوعا معى فى المسرح والسينما والتليفزيون، وهناك من شاركنى فى أعمال قليلة ربما عمل أو اثنين، ولكنه كان مؤثرا بشدة فى مسيرتى.
*الإحباط دائما ما يحيط أغلب النجوم فى بدايتهم الفنية.. ماذا عن رسالتك لهم؟
الشباب الذين يخوضون المسرح دائما ما يكون لديهم شغف بالعمل، ولا يوجد منا من لا يصاب بالإحباط، فكل فنان منا جاء عليه وقت ومر بأزمات كثيرة، ولكن لا بد أن يتخطى هذا الأمر سريعًا ويعود لرونقة كى يقدم أفضل ما لديه.
*هل وجدت من بين طلابك من لا يستحق أن يدرس له أو يساعده محمد صبحى؟
أنا أعتبر نفسى جواهرجى أستطيع أن أقدم لك قطعة من الذهب وفى النهاية تجدها عبارة عن قطعة صفيح، ومن الممكن أن أقدم لك الذهب خالصًا، فهذا حالى، وأنا أومن بالممثل إذا كان يملك الموهبة، وأؤمن دوما بمقولة إذا لم يوجد من يرغب فى التعلم لن تجد المعلم، لأن المعلم لا يخرج إمكاناته إلا إذا وجد من يريد أن يتعلم ويحب العلم، وما زلت منذ 50 عامًا أجرى مسابقة كى اختار من خلالها بعض الشباب الذين يعشقون المسرح كى يشاركوني فى هذا الأعمال التى أقدمها، وأخرج كل عام بشباب يستحقون بالفعل أن أدرس لهم وأن أدربهم على كل ما هو جيد، فأنا لا أضيف الموهبة ولا أضيف البراعة، إنما أنا مدرب جيد ومن لديه الموهبة سيجد نفسه يتناغم مع العمل الفنى فى كل مراحله، مثل سيمون فهى فنانة من طراز فريد خلقت لنفسها مكانة بين النجوم، خاصة فى المسرح عندما أخرجت كل مواهبها فى المسرحيات التى شاركت فيها معى، وأنا أعتبرها من أفضل الفنانات.
*كيف ترى المسرح فى الوقت الحالى، والفرق المسرحية مثل مسرح مصر وغيرها؟
المسرح فى حد ذاته فى الوقت الحالى لم يحظَ باهتمام الجميع؛ لأننا ليس لدينا حراك فنى مثل البداية، ولن أستطع أن أحكم على شيء لم أره، فأنا لم أر أي شيء من هذه الأشياء، إنما المسرح الذى يقوم على مناهج وناس عارفة ماالذى تقدمه، وهل ستبنى إنسانا أم تهدمه كل هذه الأمور تختلف تمامًا.
*المسرح وصل الصيت به بأن يصل لخارج مصر، ماذا عن رسالتك للجمهور فى الوطن العربى؟
أنا فنان مهموم بقضايا بلدى ووطنى والعالم، ومن أجل هذا ألمس هذا الجمهور سواء داخل مصر من يأتى من خارجها ويفضل أن يشاهد المسرح، ويجد أننى مهموم بقضايا كبيرة، والجمهور سواء خارج مصر أو بداخلها يكون على علم جيدًا أننى فنان أقدم فنا عربيا وليس فنا مصريا فقط وأشكر المولى على هذا، لأن الأمر يختلف كثيرًا، وأنا أفضل الاهتمام بكل ما يخص الوطن العربى ككل.
*هل توافق على تقديم السيرة الذاتية لمحمد صبحى فى عمل فنى؟
أنا ضد أي عمل فنى يتناول أحد المشاهير؛ لأنه لن يكون على ما يرام، وكل التجارب التى ظهرت ما عدا أم كلثوم كانت غير موفقة بالمرة، مثلا أنا معجب بالريحانى ولكى أقدمه فى عمل فنى لا بد أن آتى بحياته الخاصة ومن هنا سوف أفسد صورته، وستوجد أشياء غير حقيقة، وأردد لا أوافق على عمل سيرة ذاتية لفنان الكل يعشقه، فمن خلالها يمكن تشويه معالم عند الجمهور كانت على ما يرام.
*إذا أردنا منك أن تلخص مسيرتك الفنية فى كلمة واحدة؟
"بروفة" للأسف الإنسان عندما يسير مشوار كبير فإنه يرى خلاله أشياء كثيرة جدًا، عندما تقول له تعالى كمل فى طريق تانى هيبقى زاد خبرة وزاد معرفة وزاد تقنية وأنا بالفعل 50 سنة بالنسبة لي كانت بروفة، والمناخ الحالى لا يسمح لى بتقديم ما لم أقم بتقديمه للجمهور فى خلال 50 عامًا.
*ماذا عن عملك الدرامى الجديد الذى تعود من خلاله للدراما بعد غياب فترة طويلة؟
يتم التجهيز له حاليًا، والعمل يناقش مشكلات الفيروسات المنتشرة فى العالم، وكيف أعادت الناس للتجمع فى منازلهم.
*هل انتهيت من مسرحية "عائلة اتعملها بلوك"؟
كورونا أثرت بشكل كبير على المسرحية، ولكننى أنجزت منها ما يقرب من 90%، ولكن سنستأنف التصوير خلال الفترة المقبلة بجانب مسرحية أخرى "نجوم فى عز الضهر".
*هل تتناول أحداث مسرحية "عائلة اتعملها بلوك" عصر الإنترنت والعصر الحالى؟
ليس بالمعنى الحرفى، وإن كان بالفعل اسمها مأخوذا من العصر الحالى، لكن أحداثها تبدأ من عام 1927، حتى 2127 وما يمكن أن تصل به التكنولوجيا بحالنا، من خلال رحلة البطل فى البحث عن النبتة الأولى فى العائلة، حيث يكتشف أن جين العائلة بدأ منذ وفاة سعد زغلول 1927، وتستعرض المسرحية عبر أحداثها رحلة هذه الأسرة مرورا بعصر عبد الناصر والسادات ومبارك والعصر الحالى وحتى سنة 2127، لنرى ماذا تغير فى هذه الأسرة سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا، وهذا العمل من تأليف مصطفى شعيب، وإخراجى، والبطولة لأعضاء فرقتى الذين سبق وقدموا عرضى "خيبتنا" و"غزل البنات".
*وماذا عن أحداث مسرحية "هنوريكم نجوم الضهر"؟
تناقش المتاجرة بأحلام الشباب خصوصا الموهوب منهم فى عالم الفن، وكيف وصل حال الفن إلى ما أصبحنا عليه الآن، حيث طغت عليه سلبيات كثيرة، وهى من تأليفى وإخراجى، وأعتمد فيها على مجموعة كبيرة من نجوم شباب فرقة "ستوديو الممثل".
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"