الحملات وحدها لا تكفي.. «سمكرى البني آدمين» يكشف المسكوت عنه في مراكز بير السلم
"بدون جراحة" هكذا يلقون الطُعم لأصحاب أمراض العظام والعمود الفقرى، الذين لا يسمعون عن حل لتخفيف آلامهم فى عيادات العظام والمخ والأعصاب سوى العمليات الجراحية، والتى تتنوع بين شفط غضروف أو تثبيت فقرات أو حقن بالتردد الحرارى، وفى رحلة هروبهم من غرفة العمليات يصطدمون ببائعى الوهم، الذين اقتحموا مهنة العلاج الطبيعى.
تقديم العلاج الطبيعى الآن أصبح غير مقتصر على خريجى كليات العلاج الطبيعى، حيث اقتحم المجال خريجو كليات التربية الرياضية، وبعض النصابين الذين حصلوا على دورات تدريبية للعلاج بالحجامة وسم النحل وتقنية "الكيروبراتيك" وهى تقنية تعتمد على "طقطقة الفقرات" لعلاج الانزلاق الغضروفى، وبالرغم من ضرورة عدم تطبيق هذه الطريقة العلاجية إلا عن طريق أخصائى علاج طبيعى، إلا أنها أصبحت مهنة يقوم البعض بممارستها بمجرد حصوله على دورة تدريبية من مركز للعلاج بالطب التكميلى يديره غير متخصصين.
سمكري البني آدمين
الوقوع فى فخ النصابين فى هذا المجال لم يكن حكرا على العامة الذين دائما يهربون من الأطباء إلى الوصفات الطبيعية والأعشاب من العطارين، بل أثبت «سمكرى البنى آدمين» أن الفنانين ليسوا بمنأى عن منهج العامية، حيث فضلوا العلاج بتقنية «الكيروبراتيك» على يد غير متخصص يدعى يوسف خيرى أطلق على نفسه «سمكرى بنى آدمين» عن الذهاب لأطباء العظام والمخ والأعصاب.
وبالرغم من أن يوسف ذاع صيته بين الوسط الفنى، إلا أن الفنانة «ساندى» حذرت من التعامل معه، مؤكدة أنه تسبب فى ضغط على النخاع الشوكى كان سيؤدى إلى شلل رباعى، ومع ذلك أصبح يمارس عمله حتى تم غلق وتشميع المركز الخاص به بمدينة نصر بواسطة إدارة العلاج الحر بمديرية الشئون الصحية بمحافظة القاهرة ومباحث الأموال العامة.
كوارث بير السلم
«سمكرى البنى آدمين» حالة من آلاف الحالات التى تمارس يوميا مهنة العلاج الطبيعى تقوم بفتح مراكز غير مرخصة، تكون نتيجتها الحتمية إصابات بالغة للمرضى قد تصل إلى الشلل.
مصدر بإدارة العلاج الحر بمديرية الشئون الصحية بمحافظة القاهرة، أكد أن تراخيص مراكز العلاج الطبيعى المنوط بإصدارها مديرية الصحة وليس المحليات، ويتم استخراجها وفقا لعدة ضوابط أبرزها: مستخرج رسمى بترخيص مزاولة المهنة لأخصائى العلاج الطبيعى، وصورة ضوئية من عقود العاملين بالمركز، وإقرار من طالب الترخيص بأنه المدير الفنى المسئول عن المركز، وتعهد بعدم القيام بتشخيص الحالات أو إعطاء وصفات دوائية أو طلب فحوصات معملية أو أشعة، وشهادة تسجيل المركز بنقابة العلاج الطبيعى، وإيصال سداد رسوم القيد بسجل أخصائى العلاج الطبيعى.
وأشار المصدر إلى أن كل هذه الإجراءات للتأكد من أن من يقوم بعلاج المرضى أخصائى علاج طبيعى حفاظا على سلامة المواطنين، إلا أنه مع انتشار المراكز غير المرخصة يكون المعالج ليس أخصائيا، وهو ما يعرض صحة المواطنين للخطر، خاصة مع تطبيق تقنيات جديدة فى العلاج الطبيعى مثل «الكيروبراتيك»، قائلا: «زمان كان منتشر علاج الانزلاق بالعصا.. دلوقتى بالطقطقة».
الكيروبراتيك
وأوضح المصدر لـ «فيتو»، أن تقنية «الكيروبراتيك» أصبحت مهنة ما لا مهنة له، بل أصبحت هناك دورات تدريبية تنتشر إعلاناتها على مواقع التواصل الاجتماعى يحاضر بها غير متخصصين، وفى الأغلب تتم هذه المحاضرات بمراكز غير مرخصة تقوم بعمل حجامة وعلاج بسم النحل وتدليك علاجى وتنتشر جدا بمحافظة الجيزة، ورغم خطورة الأمر، إلا أن هناك أشخاصا يروجون لأنفسهم بأنهم معالجون بالطرق الحديثة بناء على دورة تدريبية غير متخصصة.
وأشار المصدر إلى أن الإدارة تقوم بشن حملات تفتيشية على المنشآت الطبيعة غير المرخصة ومراكز "بير السلم"، ولكن الحملات وحدها لن تقضى على هذه الظاهرة، خاصة مع انتشار هذه المراكز، فلا بد أن يتم معالجة الأمر وفقا لعدة محاور، أولها هو تعاون المواطنين والإبلاغ عن هذه المراكز لغلقها وتشميعها، خاصة أن المديرية لا تملك حصرا لعدد المراكز المخالفة، مؤكدا على ضرورة توعية المواطنين بخطورة العلاج بهذه التقنية على أيدي غير المتخصصين، موضحا أن الخطأ بها قد يصيب الإنسان بشلل أو بعجز، لذلك لا بد من أن يطبقها أخصائى علاج طبيعى.
نقلًا عن العدد الورقي…