علي جمعة: زكاة المال جاءت قرينة الصلاة في القرآن
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق: إن للزكاة أهمية كبيرة وجاء ترتيبها بين الأركان بعد الصلاة، مؤكدًا أنها اقترنت معها في ثمانية وعشرين موضعًا في القرآن الكريم فموقع الزكاة قرين لموقع الصلاة.
وأضاف علي جمعة أن الزكاة في اللغة تعني النماء، والزيادة، والطهر، والصلاح، وصفوة الشيء، وما أخرجته من مالك لتطهره به، وقد استعملها القرآن الكريم بمعنى الإنفاق في سبيل الله من المال، ومعنى الصلاح.
الزكاة والصلاة
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "استكمالا لشرح حديث معاذ رضي الله عنه، ذلك الحديث الذي جمع أبواب الخير، نكمل إجابة النبي ﷺ عن الأعمال التي تقرب من الجنة، وتبعد عن النار، وكنا قد ذكرنا قوله ﷺ: «تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت» وكنا قد تكلمنا عن عبادة الله سبحانه، وإقامة الصلاة، وفي هذه المرة نتكلم عن الزكاة وما يليها"
وقال "قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «وتؤتي الزكاة» فيه إرشاد لمعاذ رضي الله تعالى عنه لأهميته الزكاة، وترتيبها بين الأركان بعد الصلاة، وكان ترتيب النبي ﷺ لإيتاء الزكاة بعد إقامة الصلاة لموافقة ترتيب رب العزة في القرآن الكريم، فقد اقترنت الصلاة بالزكاة في ثمانية وعشرين موضعًا في القرآن الكريم فموقع الزكاة قرين لموقع الصلاة، ونذكر من هذه المواضع، قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ [البقرة:3]. وقوله سبحانه: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [البقرة:43]. وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ﴾ [البقرة:83]. وقوله سبحانه: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [البقرة:110].
معنى الزكاة
وأضاف جمعة "وقوله عز وجل: ﴿وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ﴾ [البقرة:177]. وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة:277]. وقوله سبحانه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً﴾ [النساء:77]. وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء:162].
وعن معنى الزكاة قال جمعة "الزكاة في اللغة تعني: النماء، والزيادة، والطهر، والصلاح، وصفوة الشيء، وما أخرجته من مالك لتطهره به، وقد استعملها القرآن الكريم بمعنى الإنفاق في سبيل الله من المال، ومعنى الصلاح قال الله تعالى: (فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) [الكهف:81]. قال الفراء: أي صلاحا، وقال تعالى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا) أي ما صلح منكم (وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:21] أي يصلح من يشاء"
وتابع قائلًا: "وشرعا: اسم لمال مخصوص يؤخذ من مال مخصوص على وجه مخصوص يصرف لطائفة مخصوصة. يعلمنا سيدنا رسول الله ﷺ هذه العبادة في ثلاثة أحاديث الأول قوله ﷺ: « وَلاَ في أَقَلِّ مِنْ عِشْرِينَ مِثْقَالًا مِنَ الذَّهَبِ شَىْءٌ ». [رواه الدارقطني]
وقال "الثاني: ما حكته لنا السيدة عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ «كَانَ يَأْخُذُ مِنْ كُلِّ عِشْرِينَ دِينَارًا فَصَاعِدًا نِصْفَ دِينَارٍ وَمِنَ الأَرْبَعِينَ دِينَارًا دِينَارًا ». [رواه ابن ماجة].
واستطرد على جمعة قائلًا: "الثالث ما رواه سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه حيث قال: « فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ.» [رواه البخاري].
عبادة الزكاة
وأضاف "نتعلم من الأحاديث فقه الزكاة وكيف نعبد الله بهذه العبادة العظيمة: زكاة المال: إذا بلغ مال المسلم المدخر المقدار الذي يجب فيه الزكاة، ومر عليه سنة هجرية وجب إخراج الزكاة، ومقدار الزكاة 85 جرامًا من الذهب فإن كان الجرام ثمنه 90 جنيها مصريا مثلا، فيكون المبلغ الذي إذا مر عليه الحول أخرج المسلم زكاته هو 7650 جنيها مصريا، وقيمة الزكاة التي يخرجها المسلم، إذا تحقق الشرطان (المقدار ومرور السنة الهجرية) ربع العشر أي نسبة 2.5% من هذا المبلغ"
وتابع "زكاة الفطر: وهذه الزكاة لا يشترط فيها بلوغ مقدار معين من الثروة أو المال، وهي واجبة على كل فرد من المسلمين، يخرجها المسلم عن نفسه وعن من يتولى أمرهم من أبناء قصر وزوجات وأقارب تلزمه نفقتهم، ويخرج المسلم ما يساوي 2.5 كيلو ونصف من الأطعمة المهمة التي يحيى بها الناس وتصلح للتخزين كالأرز، والأفضل أن يخرج المسلم، قيمة هذه الأطعمة لما فيه النفع للفقير."