المئات يتظاهرون في كابول للمطالبة بالإفراج عن احتياطيات أفغانستان من النقد الأجنبي
خرج مئات الأفغان، اليوم الجمعة، في مظاهرة احتجاج في كابول، وذلك لمطالبة الولايات المتحدة بالإفراج عن مليارات الدولارات من احتياطيات البنك المركزي المحجوبة خارج أفغانستان، في الوقت الذي تجد فيه حكومة طالبان صعوبات في احتواء الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.
وتأتي المظاهرة، التي جرى تنظيمها بشكل جيد ورُفعت فيها لافتات بعبارات مكتوبة باللغة الإنجليزية، في وقت يصعد فيه مسؤولو طالبان مطالب تسليم أكثر من تسعة مليارات من الاحتياطيات الأجنبية المتحفظ عليها في الخارج.
وكتب سهيل شاهين المتحدث باسم طالبان على تويتر عن المظاهرة، مؤكدا دعم الحكومة الجديدة للمتظاهرين ومطالبهم، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.
وتزايدت الضغوط للإفراج عن أموال البنك المركزي مع تفاقم الأزمة الاقتصادية التي أعقبت انهيار الحكومة المدعومة من الغرب في الشهر الماضي، ما جعل الملايين يواجهون صعوبات في تحمل ارتفاع أسعار الغذاء وغيره من الضروريات الأساسية.
الجفاف الشديد
وكان الجفاف الشديد مصدر تهديد بحدوث مجاعة في عدة مناطق من الريف الأفغاني، إلا أن المشكلات وصلت أيضا إلى مدن مثل العاصمة كابول، حيث لم يحصل العديد من العاملين الحكوميين على أجورهم لأسابيع في حين تفرض البنوك قيودا صارمة على السحب النقدي.
وفي مظاهرات الجمعة، صب المشاركون غضبهم على المسؤولين الأمريكيين، ورفعوا شعارات من بينها "لا ينبغي للأفغان العاديين أن يدفعوا ثمن هزيمة أمريكا".
وقال أحد المشاركين في المظاهرة، واسمه رحمة الله، إن الأمر لا يتعلق بمشكلات قد تواجهها واشنطن مع أشخاص بعينهم، وأضاف "إنه مال الشعب".
وقال الملا نور الدين ترابي، أحد مؤسسي حركة "طالبان" وأبرز منفذي تفسيرها المتشدد عندما حكمت أفغانستان سابقًا، إن "طالبان" ستنفذ عقوبات الإعدام وبتر الأيدي، لكنها قد لا تفعل ذلك في العلن.
ورفض الملا نور الدين ترابي في حديث إلى وكالة "أسوشيتد برس" الغضب حيال الإعدامات التي نفذتها "طالبان" في الماضي، والتي كانت أحيانا تحدث على مرأى ومسمع الحشود في ملاعب رياضية، وحذر العالم من الصدام مع حكام أفغانستان الجدد.
وقال من كابول: "الجميع انتقدنا لتنفيذ عقوبات في الملعب، لكننا لم نقل أبدا أي شيء بشأن قوانينهم وعقوباتهم".
وأضاف: "لا أحد سيخبرنا ما يجب أن تكون عليه قوانيننا. سنتبع الإسلام وسنضع قوانيننا بناء على القرآن"- علي حد قوله-.
تطبيق الحكم المتشدد
ومنذ سيطرة "طالبان" على كابول في 15 أغسطس الماضي، يراقب الأفغان والعالم لمعرفة ما إذا كانوا سيعيدون تطبيق حكمهم المتشدد مثلما كان الأمر في أواخر التسعينات من القرن الماضي.
وتشير تصريحات ترابي إلى أي مدى لا يزال قادة "طالبان" متمسكين برؤية متشددة، حتى بالرغم من تبنيهم أساليب التكنولوجيا وتغييراتها، كـ: الهواتف المحمولة والمقاطع المصورة.
وكان ترابي، الستيني، وزيرًا للعدل وكبير ما يطلق عليها وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - أو الشرطة الدينية عمليًا - خلال الحكم السابق لـ"طالبان".