تتعلق بدرجات التقاضي.. تعرف على التعديلات الأخيرة لقانون الإجراءات الجنائية
يعد قانون الإجراءات الجنائية من أبرز القوانين التي يستهدف مجلس النواب تعديلها خلال الفترة المقبلة نظرًا لمرور أكثر من ٥٠ عامًا على صدور ذلك القانون؛ حيث عقدت اللجنة التشريعية في الفصل التشريعي السابق عدة جلسات استماع للجهات القضائية وأساتذة الجامعات والمحامين وغيرهم من الجهات المختصة حول مشروع القانون الجديد، بالإضافة إلى قيام عدد من النواب بتقديم تعديلات حول عدد من مواد القانون.
وجاءت من أبرز التعديلات الأخيرة التي أعلن عنها النائب إيهاب رمزى، عضو مجلس النواب، بشأن قانون الإجراءات الجنائية، تتعلق بدرجات التقاضي؛ حيث تنص على ضرورة وجود تقاضي لدرجتين في الجنايات، وذلك لإتاحة المجال للمحاكم للنظر في موضوع القضية لأكثر من مرة، على عكس الوضع الإجرائي الحالي.
وكان النائب إيهاب رمزى، قال في تصريحات له إنه سيتقدم بمشروع قانون بتعديل بعض أحكام مواد قانون الإجراءات الجنائية رقم 150 لسنة 1950 وتعديلاته لتعارضها مع مواد الدستور أرقام 96 و240؛ حيث تشمل التعديلات ١٣ مادة.
وجاء في المذكرة التفسيرية للتعديلات المفتوحه، أنه انطلاقًا من مبدأ ضرورية وإلزامية أن يقوم المشرع المصري بصنع قانون يحكم عملية التقاضي على درجتين في الجنايات، تطبيقًا لقواعد الدستور المصري 2014 في المادة 96 منه الذي نص على أنه: ".... وينظم القانون استئناف الأحكام الصادرة في الجنايات...."، ما يتضح أن الدستور ولأول مرة جعل الأحكام الصادرة في الجنايات استئنافًا.
وتابع: كما نص الدستور في المادة 240 منه على أنه "تكفل الدولة توفير الإمكانيات المادية والبشرية المتعلقة باستئناف الأحكام الصادرة في الجنايات، وذلك خلال عشر سنوات من تاريخ العمل بهذا الدستور، وينظم القانون ذلك".
وقال الدكتور إيهاب رمزي، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب: إن هذا القانون يأتي انطلاقًا من مواثيق حقوق الإنسان التي تبنتها الدولة دوما وشملتها نصوص الدستور المصري 2014، والتي تنص على الحق فى الاستئناف، كمكون أساسي من مكونات المحاكمة العادلة، ووسيلة إجرائية للمحافظة على سيادة القانون كون أن الجنايات أخطر الجرائم والأحكام الصادرة بشأنها تستحق اهتمامًا أكبر لخطورة العقوبات الصادرة فيها.
وأضاف "رمزي" أن هذا القانون يضمن أن القاضى الذى يعلم أن حكمه سيكون محل بحث ومُعرض للتعديل من محكمة أخرى يبذل حرصًا أكبر وعناية أشد فى بحثه للقضية، وعند إصداره لحكمه وكذلك إتاحة الفرصة للمحكوم عليه لتدارك ما فاته من أوجه دفاع أمام محكمة الدرجة الأولى.
وأشار عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب إلى أن التعديلات تنص على وجود تقاضي لدرجتين في الجنايات لإتاحة المجال للمحاكم للنظر في موضوع القضية لأكثر من مرة، على عكس الوضع الإجرائي الحالي والذي يجعل الحكم الصادر من محاكم الجنايات نهائيًا وغير قابل للطعن عليه سوى بالنقض، والمعروف أن محكمة النقض محكمة قانون لا موضوع ومن ثم فإنه يضيع على المتقاضين حقهم في أن تنظر المحاكم موضوع الدعوى مرة أخرى ومن هنا نري الزامية وجود هذا التشريع.
وشدَّد الدكتور إيهاب رمزى على أنه من المسلَّم به أن الحق فى الاستئناف ومبدأ التقاضى على درجتين، وجهين لعملة واحدة، إذ يعنى مبدأ التقاضي على درجتين إتاحة الفرصة للمحكوم عليه بعرض دعواه أو قضيته من جديد أمام محكمة أعلى درجة من المحكمة التى أصدرته. بمعنى أن الدعوى أو القضية تنظر من محكمتين على التوالى، إذ يكون الحكم الصادر من محكمة أول درجة قابل للطعن عليه بالاستئناف أمام محكمة ثانى درجة أو محكمة استئناف أعلى، ولا يصبح الحكم نهائيا بعد صدوره من محكمة الدرجة الأولى، إلا إذا شاء المحكوم عليه فيه ألا يستأنفه فى المواعيد المحددة.
وتابع الدكتور إيهاب رمزى قائلًا: إن العديد من الاتفاقيات والقرارات الدولية أقرت بالحق في الاستئناف ويتعلق هذا التعبير بالأحرى بتحديد أساليب إعادة النظر من قِبل هيئة قضائية أعلى، مشيرًا إلى أن عدم جواز الطعن بالاستئناف في الأحكام الصادرة فى مواد الجنايات أمر منتقد، لأن الجنايات أخطر الجرائم والأحكام الصادرة بشأنها تستحق اهتمامًا أكبر لخطورة العقوبات الصادرة فيها، ولا يغنى عن ذلك إجازة الطعن فيها أمام محكمة النقض.