هل انتهى زمن فضائيات التحريض الإخوانية؟
ضربات قاسية لجماعة الإخوان الإرهابية، توجه لها من النظام التركي، الذي يحرص حاليا على إعادة مسار العلاقات مع الدولة المصرية إلى نطاق التصرفات السياسية المسئولة، عبر وقف آلة التحريض الإخواني الممنهج على أراضيه، الذي دأبت عليه جماعة الإخوان منذ إسقاطها عن الحكم في 2013 إثر ثورة شعبية، وضعت حدا للتصرفات الإخوانية المعادية للدولة ومؤسساتها وهويتها الوطنية.
وقبل أيام جرى وقف هيثم أبو خليل آخر حبات التحريض في عنقود قناة الشرق الإخوانية، وانضم إلى قافلة الموقوفين بقرار من تركيا على شاكلة معتز مطر ومحمد ناصر وهشام عبد الله وحمزة زوبع، وقبل أن تستفيق المنظومة الإخوانية من ضربة أبو خليل انضم له أيضا حسام الغمري، ما يشير بوضوح إلى أفول زمن تحريض الفضائيات الإخوانية.
رسائل الإيقاف
يقول حسين مطاوع، الداعية الإسلامي والباحث في شئون الجماعات الإرهابية، إن إيقاف البرنامج التحريضي لهيثم أبو خليل على قناة الشرق الإخوانية، رسالة لكل من يظن نفسه صاحب قضية خارج البلاد.
أوضح مطاوع أن هيثم أبو خليل لحق بمعتز مطر ومحمد ناصر، لافتا إلى أن الأمر كله لا يعدو كونه مصلحة متبادلة بين هؤلاء والأنظمة في الخارج، فلما زال سبب وجودهم تخلوا عنهم.
وأضاف: هيثم أبو خليل وأقرانه كان لهم دور معين وبانتهاء هذا الدور لم يعد لوجودهم ضرورة، موضحا أن استمرار هذه البرامج كان عائقا كبيرا أمام أى مباحثات بين تركيا والتحالف العربى بشكل عام ومصر بشكل خاص.
واستكمل حديثه قائلا: مخطئ من يظن أن هيثم أبوخليل كان يقدم محتوى حقوقى أو محتوى فيه معارضة موضوعية، بل كان يقدم ومعه زملاؤه محتوى تحريضيا ضد الدولة المصرية وجيشها وهذا رأيناه بأعيننا، موضحا أن إيقاف ابوخليل خطوة ستتبعها خطوات بكل تأكيد أهمها تسليم المطلوبين أمام القضاء المصرى.
المحادثات الاستكشافية
وكانت المحادثات الاستكشافية بين مصر وتركيا، جرى استئنافها قبل أسابيع، وأوضحت مصادر دبلوماسية مصرية أن المحادثات الجديدة استجابة للدعوة المقدمة من وزارة الخارجية التركية، وقام نائب وزير الخارجية المصري السفير حمدي لوزا بزيارة أنقرة لبحث العلاقات الثنائية بين الجانبين، فضلا عن عدد من الملفات الإقليمية.
وبدأت تركيا قبل أشهر مراجعة شاملة لعلاقاتها مع مصر، بعد سنوات من التوتر على خلفية الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي إثر ثورة شعبية اندلعت في 30 يونيو عام 2013 ضد ممارسات الإخوان العدائية في مصر، وتحاول تركيا بهذه المحادثات إنهاء الأزمة التي افتعلتها مع مصر عبر اتصالات استخبارية ودبلوماسية.
ويستقبل الرأي العام التركي المحادثات بحفاوة كبيرة تترجم على صفحات الجرائد التركية التي طالما انحازت للإخوان في السابق، ويدافع الإعلام عن محاولات تركيا تطبيع علاقاتها مع مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وتركز المناقشات الاستكشافية على الخطوات الضرورية التي قد تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين على الصعيد الثنائي وفي السياق الإقليمي.