بتكلفة 1.5 مليون جنيه.. ذكرى إنشاء أول خط سكة حديد في مصر
بدأت قصة إنشاء خط سكة حديد بمصر في عام 1834 في عهد محمد على الكبير عندما كلف المهندس الإنجليزى توماس جيفرسون بربط القاهرة بالسويس بخط سكة حديد يبدأ من عين شمس إلى السويس لنقل البضائع والمعدات والركاب والبريد بتكلفة 300 ألف جنيه.
وبالفعل بدأ مد القضبان إلا أن المشروع توقف بسبب اعتراض فرنسا عليه لأسباب سياسية حيث كانوا في مرحلة إقناع الوالي بحفر قناة السويس، واعترضت تركيا خشية على نفوذها وسلطانها في مصر ورفض المشروع الفرنسي ولكن تم إحياء الفكرة بعد ذلك بـ17 عاما فى عام 1851.
وفى سبتمبر عام 1851 بدأ إنشاء أول خط سكة حديد فى مصر، وترجع قصة دخول السكة الحديد الى مصر كما نشرت مجلة المصور فى 22 سبتمبر عام 1954 فى تقرير لها عن السكك الحديدية وكيف بدأ فى مصر قالت فيه:
فبعد أن انتهى الإنجليز من مد الخط بين ليفربول ومانشستر وهو أول الخطوط الحديدية التى افتتحت فى العالم اتجهت النية إلى تعميم نفس التجربة فى مصر.
وكان المهندس توماس جيفرسون جالواى على اتصال وثيق بمدير شركة سكة حديد ليفربول مانشستر ففوضوا إليه أن يعرض على والى مصر فكرة إنشاء طريق حديد.
مخترع إنجليزي
وكانت وفاة محمد على فرصة لإنجلترا لتكتسب الوالى الجديد والحصول على امتياز مشروع الخط الحديدي إلى السويس واضطر عباس الأول للرضوخ لمطالب بريطانيا لتتولى إقامة المشروع.
واختير روبرت ستيفنسون نجل مخترع مشروع السكة الحديد الاصلى لتقديم المشورة إلى الوالى واختيار بداية الخط من من الإسكندرية الى القاهرة ثم السويس على ان تكون الاعمال الفنية لإنجلترا أما الإدارة فهى مصرية خالصة.
وسافر نوبار باشا وكان مترجما إلى لندن حاملا المشروع للتصديق عليه والإشراف على شراء وشحن المعدات وصدر الأمر بتعيين ستفنسن فى وظيفة كبير مهندسى المشروع إلى جانب 18 مهندسا آخرين وشهد على الاتفاق القائم بمهمة وزير الخارجية استيفان بك.
12 محطة
وضرب ستيفنسن أول معول فى مشروع الخط الحديدى فى 23 سبتمبر 1851 واستمر العمل فيه خمس سنوات، وافتتح فى عام 1856 واختزلت الرحلة بين القاهرة والإسكندرية فى 7 ساعات بعد ان كانت تقطع بالزوارق او البواخر فى 42 ساعة، وقسمت المسافة إلى 12 محطة بتكلفة مليون ونصف المليون جنيه بواقع 11 ألف جنيه لكل ميل سددته مصر عن طريق القروض.
والمحطات هي الإسكندرية،كفر الدوار، أبو حمص، دمنهور، ايتاى البارود، كفر الزيات، طنطا ،بركة السبع، بنها، طوخ، قليوب، مصر.
تذكرة مقابل الذهب
ويحكى عريان أفندي أول ناظر محطة سكة حديد في مصر وأول كمسارى أيضا ذكرياته عن اول قطار عمل به وقال: كان القطار منفردا وكانت الأجور تدفع بالذهب مقابل التذكرة وكان يعمل ناظرا لمحطة القاهرة ولمحطة الإسكندرية الإسكندرية في نفس الوقت، ويقطع القطار المسافة في 42 ساعة ولم يكن هناك كبارى على النيل بل كان يحمل القطار على صنادل من ضفة إلى ضفة.
أول مدير
وفى عام 1861 أصبحت المسافة في سبع ساعات فقط، وعين الحاج عبدالله أغا وهو انجليزى اسمه الاصلى ريتشارد اعتنق الإسلام وتزوج من مصرية مسلمة وكان أول مدير للسكك الحديدية في مصر وكان يعمل من قبل مترجما للقنصلية الإنجليزية.
وكان الوالى سعيد مولعا بركوب القطار لدرجة انه كان أحيانا يقود القطار بنفسه، وكان يخصص لنفسه ورجاله صالونا في كل قطار.