بسبب أزمة الغواصات.. مباحثات أمريكية فرنسية جديدة
أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية جارييل أتال، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيجري اليوم الأربعاء مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي جو بايدن على خلفية فسخ التعاقد على صفقة غواصات تعمل بالوقود النووي بين أستراليا وفرنسا.
واكد اتال ان ماكرون سيجري مباحثات جدية مع بايدن على خلفية الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة المتواصلة بين الدولتين بسبب صفقة الغواصات الاسترالية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، بحسب قناة BFMTV، أن ماكرون وبايدن سيجريان اتصالا اليوم بخصوص التوترات الدبلوماسية التي برزت بين باريس وواشنطن في الأيام الأخيرة، في ظل قرار حكومة أستراليا إلغاء صفقة غواصات هائلة مع فرنسا.
وجاء هذا القرار الذي أثار غضب فرنسا البالغ لدى إعلان الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا عن إبرامها صفقة ثلاثية جديدة للتعاون في المجال الدفاعي.
ووصفت فرنسا هذا القرار بأنه "خيانة" و"طعنة في الظهر" واستدعت، في إجراء غير مسبوق، سفيريها من الولايات المتحدة وأستراليا.
وفي سياق متصل علقت ألمانيا، أمس الثلاثاء، على أزمة الغواصات بين فرنسا وأستراليا، مؤكدة أن قرار إلغاء الصفقة كان "مزعجا ومخيب للآمال".
وزير الخارجية الألماني
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي طور علاقات وثيقة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن برلين تتضامن مع فرنسا بشأن إلغاء أستراليا عقدا ضخما لشراء غواصات منها.
وقال "ماس"، للصحفيين في الأمم المتحدة، إنه: "أتفهم غضب أصدقائنا الفرنسيين.. إن ما تقرر والطريقة التي اتخذ بها القرار كان مزعجا ومخيبا للآمال وليس فقط لفرنسا".
وأضاف: "ما نشهده يجعل الأمور أكثر تعقيدا وأعتقد أنها ستبقى كذلك لبعض الوقت".
وقال ماس: "لم تساورني الشكوك أبدًا بأننا لن نواجه مشاكل بعد الآن مع الرئيس الأمريكي الجديد".
أوروبا
وشدد على ضرورة أن نفكر في أوروبا في سبل تعزيز السيادة الأوروبية والأمر يعود لنا في النهاية للقيام بذلك أم لا.
وأعلن الرئيس الأمريكي في 15 سبتمبر عن تحالف دفاعي أسترالي-أمريكي-بريطاني جديد، الذي دفع بكانبيرا إلى إلغاء صفقة غواصات مع فرنسا وإثارة غضب باريس التي تم تجاهلها.
وعبرت دول الاتحاد الأوروبي عن تضامنها مع فرنسا، في استعراض للوحدة يُنظر إليه على أنه يهدد مساعي أستراليا للتوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة مع التكتل الأوروبي.
ومن المقرر أن تعقد أستراليا والاتحاد الأوروبي الجولة القادمة من المحادثات بشأن اتفاق تجاري في 12 أكتوبر.
وأعلنت فرنسا، أمس الثلاثاء، بدء محادثات بين مجموعة نافال جروب الفرنسية والسلطات الأسترالية حول الحصول على تعويضات مالية محتملة بعد فسخ تعاقد صفقة الغواصات.
وقالت وزارة الجيوش الفرنسية، أمس الثلاثاء، في مؤتمر صوتي دار حول أزمة الغواصات، إن "المناقشات جارية بين خبراء مجموعة نافال جروب والأستراليين" حول "التعويضات".
وأوضحت أن المجموعة الفرنسية اجتازت بالفعل "عدة مراحل في العقد" بمبلغ 900 مليون يورو، دفعت أستراليا غالبيته، مؤكدة أن "مجموعة نافال لن تخسر أموالا مقابل العمل الذي تم إنجازه".
ماكرون
واستبعد رئيس وزراء أستراليا، سكوت موريسون، إمكانية لقاء الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في نيويورك بعد "أزمة الغواصات" وتداعياتها.
وقال موريسون، إنه لن يتحدث مع الرئيس الفرنسي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم غضب باريس إزاء إلغاء عقد دفاعي قيمته 40 مليار دولار قد يهدد اتفاقا للتجارة بين أستراليا والاتحاد الأوروبي.
وألغت أستراليا، الأسبوع الماضي، اتفاقا مع مجموعة نافال الفرنسية لبناء أسطول من الغواصات التقليدية وستبني بدلا من ذلك ما لا يقل عن ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية باستخدام التكنولوجيا الأمريكية والبريطانية بعد إبرام شراكة أمنية ثلاثية مع هذين البلدين يطلق عليها اتفاقية أوكوس.