بعد زيادة الطلب العالمي.. علماء يدرسون زراعة القهوة "معمليا"
إزالة الغابات والقضاء على المساحات الزراعية ليس خطرا على البيئة فقط بل امتد خطرها لأصحاب الكيف من مدمني القهوة، التي تعد أكثر المشروبات شعبية في العالم، وتأتي في المرتبة الثالثة بعد الماء والشاي، ومع الارتفاع الملحوظ في الاستهلاك العالمي، يكافح الإنتاج بصعوبة لتلبية هذه المتطلبات.
زيادة الطلب العالمي
وقالت منظمة ”القهوة الدولية“ إن الإنتاج بالكاد يلبي الطلب العالمي هذا العام، وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة لمستقبل هذا القطاع ولعشاق القهوة، مع توقعات باحتمال زيادة الطلب العالمي على القهوة ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050.
ويواجه القطاع العديد من التحديات للاستمرار في مواكبة الطلب العالمي، نظرا لأن المزارعين يستصلحون مساحات شاسعة لتلبية الطلب المتزايد، إلا أن قرارات إزالة الغابات والقضاء على المساحات الزراعية التي تتبناها العديد من الدول تشكل مصدر قلق.
تقلبات الأسعار
كما أن تقلبات الأسعار تجعل سبل عيش المزارعين في خطر دائم، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة نتيجة لتغير المناخ، الذي يجعل زراعة حبوب القهوة أكثر صعوبة.
طرق بديلة لإنتاج القهوة
ووفقا لمركز البحوث التقنية الفنلندي (VTT)، هناك حاجة ملحة لطرق بديلة لإنتاج القهوة، لهذا، وجد فريق أبحاث بالمركز حلا محتملا في تقنية ”الزراعة الخلوية“، حيث نشر الباحثون دراسة جديدة توضح بالتفصيل طريقة أكثر استدامة لإنتاج ما يكفي من القهوة لتلبية الطلب العالمي.
قهوة مزروعة معمليا
وعلى عكس محاصيل البن التقليدية، أصبح إنتاج القهوة ”المزروعة معمليا“ ممكنا باستخدام عملية تسمى ”الزراعة الخلوية“، التي تتميز بالعناصر الغذائية لإنتاج منتجات محددة في بيئة معملية.
ووفقا للباحثين، فإن الدفعة التجريبية الأولى للقهوة المصنعة هي نفسها الأخري التقليدية، على الأقل من حيث المذاق والرائحة.
ولا تزال القهوة المزروعة معمليا حتى الآن عملية تجريبية، وبالتالي لا يمكن توفيرها للجمهور.
ترخيص إدارة الغذاء والدواء الأمريكية
وبافتراض حصول التجربة الجديدة على موافقة هيئة ”Novel Food“ الأوروبية وترخيص إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ”FDA“، فقد يتم تقديمها يوما ما للمستهلكين كبديل لحبوب القهوة التي يتم الحصول عليها بالطريقة التقليدية.
رئيس فريق الدراسة بـ“VTT“، الدكتور هيكو ريشر، يقول: ”كانت تجربة تناول الكوب الأول مثيرة، فقد أثبتنا الآن أن القهوة المزروعة في المختبر يمكن أن تكون حقيقة واقعة“.
وأضاف: ”أقدر أنه لا يزال أمامنا أربع سنوات فقط لتكثيف الإنتاج والحصول على الموافقة التنظيمية للوصول إلى منتج تجاري جديد يواكب متطلبات السوق“.