"الشيخ الراتب".. عادة قديمة أوشكت على الاندثار في بيوت الصعيد | صور
مرتديا جلبابه، يضع عمامته على الرأس ممسكا بيده كتاب الله، يأتي في وقت العصاري، يأتي الشيخ ليقرأ ما تيسر من آيات الله، حتى تحضر البركة في المنزل وتطرد الأرواح الشريرة.
عادات صعيدية أوشكت على الاندثار لا يحرص عليها إلا القليل من أهالي الصعيد في القرى والنجوع بمحافظة قنا، التي لا تزال تحرص على عادة الشيخ الراتب يوميًّا في العصر أو يوم الجمعة.
عادة صعيدية
يؤكد الشيخ محمود السيد، أحد أهالي قرية قفط، أن الشيخ كان يحضر في وقت العصاري ليقرأ مما تيسر من آيات الله لتحضر البركة وكان معروفًا باسم شيخ الراتب هنا في القرى، ولابد أن يكون المكان أو المنزل نظيفًا ورائحته طيبة، ويجلس في غرفة استقبال الضيوف، ويبدأ في القراءة، ويقدم له الأرز باللبن وكانت هذه عادة أيضا يحرص عليها الكثير من الأهالي.
وأشار يحيى العامر، أحد أهالي قرية قوص، إلى أن الشيخ الراتب كان معروفًا وجداتنا وأمهاتنا كن يحضرنه في المنزل ليقرأ في يوم الجمعة وقت العصاري، وأحضره والدي وجدي عندما توفي أحد أعمامي، وهناك من كان يحضره كنوع من الراحة وطرد العين والأرواح الشريرة.
محو الشيخ الراتب
وأكدت الجدة هانم محمود علي، سبعينية العمر، أن المحو يكون مكتوبًا على طبق نظيف لونه أبيض يحتوي على آيات من القرآن الكريم ويوضع للشخص الذي تعرض للخضة أو الحسد أو مصاب بحالة اكتئاب.. وبعد أن ينتهي الشيخ من كتابته يوضع في المنزل حتى الفجر، وبعدها يوضع له ماء ويشربه المصاب بأي مرض روحي او نفسي، ليتم الشفاء.. وكان الشيخ الراتب معروفًا لنا كطبيب روحي يحضر إلى المنزل يوميا في وقت العصاري أو يوم الجمعة.
وسردت ايمان سيد علي، ستينية العمر، أن هذه العادات أوشكت على الاندثار بسبب عدم الاعتقاد أو البعض كان يعتبرها عادات قديمة بالية وقد غير التليفزيون والراديو الكثير من المفاهيم، ولكن حضور الشيخ إلى المنزل شيء لا يمكن أن يستبدل بغيره، فهناك عادات تربينا عليها قائلة: “بركة كبيرة لا يمكن أن تكون هناك اجهزة تغطي هذه العادة الصعيدية التي توراثناها وقليلون في القرى والنجوع حاليا يحرصون عليها حتى يومنا هذا”.