بيان العزل.. قصة مهندس بث أنقذ السودان من انقلاب الفجر
سرد مهندس غرفة البث بتلفزيون السودان الرسمي، علي عمر الشهير بـ"حجو" تفاصل دقيقة حول اقتحام المبنى على يد ضباط وعناصر مدنية، بهدف إذاعة بيان تسلم السلطة.
وقال مهندس البث التلفزيون الرسمي، علي عمر، إن ضابطًا برتبة عقيد طلب منه بث المارشات العسكرية، وإعلان تسلم السلطة، لكنه رفض الانصياع لمطلبه.
وتابع في تصريحات لصحيفة "السوداني"، أنه في تمام الساعة السادسة والنصف صباحًا، وأنا أزاول عملي بغرفة البث المباشر كالمعتاد، تم إخطاري عبر زميل بأن هناك ضابطًا يرتدي الزي العسكري برتبة عقيد واثنين بالزي المدني يريدون مقابلتي.. بالفعل تحدث معي الضابط عن الدولة والانفلات الأمني والاقتصاد، ثم أخبرني بأنّهم استلموا كل مفاصل الدولة، وطلب مني إذاعة مارشات عسكرية.
اقتحام غرفة البث
واستطرد، رفضت وقلت للضابط بالحرف الواحد بأنني لن أنفذ أي برنامج إلا بتوجيه من المدير العام، وعندما حاول أن يضغطني بأنهم السلطة، قلت له: "ممكن تدِّيني طلقة في رأسي بعدها نزل الحاجة العايزها".
مشيرا إلى أنه لم يتم تهديده بالسلاح، ولكنه كان مستعدًّا إن تطلب الأمر التضحية بروحه، وقال: “لأنني في هذه اللحظة أحسست بأنني لا أسوى شيئًا، وكل شئ يهون من أجل الوطن”.
ولفت إلى أن العناصر التي اقتحمت غرفة البث، كانوا يقفون على بُعد مسافة منه ومشغولين على ما يبدو بمحادثات هاتفية، إلا أن أحدهم فجأةً طلب منهم المغادرة بعبارة (يلا نمشي)، وبالفعل ذهبوا.
وقال، نزلت فورًا ومعي مهندس التبريد والتكييف ومسؤول الأمن والسلامة بالتلفزيون وتابعناهم، فوجدناهم خرجوا من بهو التلفزيون ودخلوا مكتب الاستخبارات المؤجر في جزء من منزل الصادق المهدي.
بيان القيادة العامة
وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، حاول بعض الضباط والرتب الأخرى في الساعات الأولى من صباح اليوم، القيام بمحاولة للاستيلاء على السلطة في البلاد، تمت السيطرة واعتقال معظم المشاركين في المحاولة الفاشلة وعددهم 21 ضابطا وعدد من الصف والجنود.
وتابعت القيادة العامة في بيان رسمي، تمت إستعادة كل المواقع التي سيطر عليها الانقلابيون، مازال البحث والتحري جار لاعتقال بقية المتورطين.
كما تفقد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة، يرافقه النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، ورئيس هيئة الأركان، ظهر اليوم الثلاثاء، سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة فى العاصمة الخرطوم، وخاطب البرهان ضباط وصف وجنود سلاح المدرعات شاكرًا لهم حكمتهم في التعامل مع المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت أحداثها فجر اليوم حقنًا للدماء وحفاظًا على أمن البلاد وثورتها المجيدة، وأكد في معرض حديثه حرص القوات المسلحة على سلامة وسلاسة الانتقال حتى قيام الانتخابات، مؤكدًا أنَّ الجميع يحلم بسودان الحرية والسلام والعدالة تطبيقًا فعليًا، لافتًا إلى أنَّ القوات المسلحة ستظل فوق مستوى المزايدات والشبهات.