رئيس التحرير
عصام كامل

طنطاوي في وثائق ويكليكس.. جنرال عنيد رفض تغيير إستراتيجية الجيش المصري

المشير طنطاوي
المشير طنطاوي

توفي اليوم الثلاثاء، المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، والذي تولى مناصب رفيعة أبرزها رئاسة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في أعقاب ثورة 25 يناير، وتولى خلالها إدارة أمور الدولة.

وخلال الفترة التي أعقبت ثورة يناير، بعدما أعلن الرئيس الراحل حسني مبارك تنحيه عن السلطة، ونقل صلاحياته للمجلس العسكري، ظهر دور المشير طنطاوي، وسط دولة كانت تعج بالأزمات الداخلية والخارجية.

 

ويحمل التاريخ العسكري للمشير طنطاوي موقف مشرف، كشفته وثائق ويكيلكس على لسان جنرالات وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، بعدما اشتكوا مقاومته تغيير إستراتيجية الجيش المصري بما يتماشى مع المصالح الأمريكية، وأكد حماية الأراضي المصرية أولوية وخط أحمر.

 

إستراتيجية الجيش المصري

المشير العنيد كما وصفته أمريكا فى وثائق نشرها موقع "ويكليكس"، رفض الرضوخ للمطلب الأمريكي الرامي إلى تعديل إستراتيجية الجيش، وأبلغهم أن الأمن القومي للبلاد "خط أحمر" لا يمكن تجاوزه.

 

وكشف موقع "ويكيلكس" عن برقيات دبلوماسية أمريكية خلال تلك الفترة من تاريخ مصر، تفيد بأن وزير الدفاع المصري المشير طنطاوي قاوم ضغوطًا أمريكية لتعديل إستراتيجيته في التصدي لتهديدات إقليمية جديدة، مؤكدًا أن الأمن القومي للبلاد "خط أحمر" لا يمكن للولايات المتحدة أن تتجاوزه.

 

وقالت إحدى البرقيات إن مسؤولين عسكريين أمريكيين قالوا إن الجيش المصري في حاجة إلى أن تتم إعادة تركيزه لمجابهة "تهديدات متباينة" مثل الإرهاب وتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة والقرصنة ودعم السياسة الأمريكية تجاه إيران.

 

بينما نصت برقية أخرى، أنه: "في حين أن العلاقات العسكرية الامريكية المصرية لا تزال قوية... يقاوم الجيش المصري جهودنا لتعديل توجهاته بشكل يتجاوب مع مهمة التصدي إلى التهديدات الإقليمية والمرحلية الجديدة".

 

وبهذا الشأن قال المسؤولون العسكريون المصريون إن التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة مختلفة عن تلك التي تواجه بلادهم.

 

طنطاوي عقبة رئيسية

وورد في برقية أخرى، حديث للواء الراحل محمد العصار مساعد وزير الدفاع الأسبق، قوله: إن سياسة الدفاع المصرية تعطي الأولوية للأرض المصرية وقناة السويس والحفاظ على جيش تقليدي قوي لمواجهة الجيوش الأخرى في المنطقة.

 

وأظهرت البرقية أيضًا أن العصار قال إنه على الرغم من أن مصر تفضل شراء أسلحتها وعتادها من الولايات المتحدة إلا أن "الأمن القومي خط أحمر"، مضيفا أن المصريين يمكنهم "التحول إلى مصدر آخر إذا اضطروا إلى ذلك".

 

وأظهرت برقية تعود إلى سبتمبر 2008 أن مسؤولين أمريكيين انتقدوا الجيش المصري بسبب "استمراره في... التدريب على حرب جيش مقابل جيش مع التركيز بدرجة أكبر على القوة البرية والمدرعات". لكن العصار قال إن الأسلحة الثقيلة مثل الطائرات والدبابات ضرورية لمهام مكافحة الارهاب ودعا المسؤولين الامريكيين إلى مطالبة الكونجرس بعدم تقييد المعدات التي تحصل عليها مصر منها.

 

وقالت البرقية الأمريكية، إن وزير الدفاع المصري المشير محمد حسين طنطاوي هو العقبة الرئيسية أمام تغيير مهمة الجيش.

الجريدة الرسمية