رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا أسقطوني


في أعقاب إعدام سيد قطب أول وآخر منظري جماعة الإخوان ظهرت اعترافات الرجل عن خططه وجرائمه التي كان ينوي تنفيذها في كتيب بعنوان (لماذا أعدموني)؟!.


قليل أولئك الذين قرأوا تلك الاعترافات واستوعب من خلالها أن الرجل لم يحكم عليه بالإعدام بسبب أفكاره التكفيرية وحسب وإنما بسبب خططه الإجرامية.

الآن يجري حدث مشابه مع فاجعة 1965 وهو سقوط المشروع الإخواني برمته بالتزامن مع سقوط رئاسة مرسي وإمارة خيرت أو هتلر سعد الشاطر.

التعامل مع الحدث يحتاج إلى درجة كبيرة من الحكمة والحذر لئلا يتحول مرسي العياط إلى (الرئيس الشهيد مرسي) ولئلا يصبح هتلر سعد الشاطر (جيفارا العروبة والإسلام) ولا تنسوا أن أغلب جماهير الإخوان (أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون).

أتمنى وهذه مجرد أمنية ربما لا تتطابق مع واقع الجرائم التي قد يدان بها هؤلاء، والذين أمنوا العقاب وأمنوا مكر الله فأساءوا الأدب ألا يحكم على أي من هؤلاء بالإعدام لئلا يتحول هؤلاء المتآمرون إلى شهداء.

الأمر الثاني وهو الأهم أن يعطى كل واحد منهم ومنذ الآن أقلاما وأوراقا ليكتبوا مذكراتهم وأن يطالبوا بتدوين أسرار علاقتهم مع نظام المخلوع الأول وأمريكا وإسرائيل على أن يجري هذا بواسطة صحفيين محترفين لأن هذا هو حق للناس بعيدا عن القضايا الجنائية.

من حق الناس أن يعرفوا على لسان الإخوان طبيعة علاقتهم بالأمريكان والصهاينة وقطر والسعودية ومن أين يأتي تمويلهم وما هي حقيقة الاتهامات المنسوبة للشاطر بغسل أموال المخدرات والاتجار بالأعضاء البشرية لضحايا الكارثة السورية.. وما هو دورهم في الفترة الفاصلة بين 11 فبراير 2011 ولحظة انتخاب برلمان الإخوان فضلا عن دورهم في مجزرة استاد بورسعيد 2012 لئلا يبقى الناس في وهم المؤامرة الكونية من أجل إسقاط (الخلافة الإخوانية العثمانية الانكشارية البيومية الشاطرة)؟؟!!.

فليتجنب المسئولون الأمنيون والسياسيون الوقوع في أخطاء الحقبة الناصرية عندما قاموا بتنفيذ حكم الإعدام في سيد قطب وتركوا فكره التكفيري ينتشر انتشار النار في الهشيم ليتحول بعد هذا إلى حرائق تأكل الأخضر واليابس وألغام تنفجر فينا كل حين.
أما من الناحية الفكرية فمواجهتهم ليست بالأمر العسير.
(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) الزخرف 76.
نقلا عن موقع النفيس
الجريدة الرسمية