جنرال أوروبي: الربيع العربي سراب ندفع ثمنه الآن
أعرب جنرال إيطالي، أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو" يدفعان ثمن الربيع العربي الذي وصفه بالسرب، وكذلك الانسحاب من أفغانستان الذي قرره الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال رئيس اللجنة العسكرية في الاتحاد الأوروبي، الجنرال كلاوديو جراتسيانو، حسب ما نقلت عنه صحيفة "لا فيريتاه" اليوم الإثنين، إنه لا على جبهة الناتو، ولا على جبهة الدفاع في الاتحاد الأوروبي، أقول إن هناك شيء مفاجئ، فقد لاحت الإشارات بالفعل منذ عام 2011 –في إشارة لأحداث الربيع العربي- دعونا نفكر بمسرح الحرب في أفغانستان وفي ليبيا.
الخروج من كابول
وأوضح الجنرال جراتسيانو وهو رئيس أركان الدفاع الإيطالي السابق، أن الخروج الحالي من العاصمة الأفغانية "كابول" لا يمكن بالتأكيد تعريفه على أنه هزيمة عسكرية، بل نتيجة الانسحاب الذي أراده الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، وحققه الرئيس الحالي جو بايدن.
وأضاف، أنه في ذلك الوقت، وبصرف النظر عن عدد الضحايا، كان المكون العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي عند حده الأقصى، وأن إعلان انتهاء الحرب وقتها ما كان سيؤدي إلى ما حدث الآن، والذي تسبب في النهاية في تسهيل استيلاء طالبان على السلطة.
سراب الربيع العربي
وتابع الجنرال الإيطالي، من ناحية أخرى، لا يمكن الإعلان عن نهاية الحرب، فالصراع ينتهي فقط عندما يجب أن ينتهي. على بعد آلاف الكيلومترات، في قارة أخرى، في العام نفسه، تم الاحتفال بسراب الربيع العربي. وفي هذا السياق، كانت التجربة الليبية هي التدخل الأخيرة لحلف شمال الأطلسي.
كما تناول الجنرال الإيطالى، قضية الدفاع الأوروبي المشترك أيضًا، من بين الاحتياجات العاجلة، محددًا أن، الخطوة الأولى هي إنشاء دفاع للاتحاد الأوروبي في مجالات الأمن السيبراني، الفضاء والذكاء الاصطناعي.
وختم حديثه بالقول، إنها ساحات حرب تتطلب استثمارات كبيرة، وهناك حاجة للسيادة التكنولوجية الأوروبية حتى لا يتم سحقها في المنافسة مع الولايات المتحدة والصين.
انتقاد بايدن
تزامن اندفاع إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى الخروج من أفغانستان مع اندفاع مماثل للحكم عليه بين المنتقدين والمعلقين الذين انتقدوه بسبب قرار عده كثيرون غير ضروري وخيانة، سواء ممن خدموا في أفغانستان أم من الشعب الأفغاني نفسه.
وتعزز الصور المفجعة من مطار كابل هذا المعنى. وهناك قدر كبير من المشاعر يمكن تبريره. فقد استثمر الغرب الكثير من الدماء، والوقت، والمال في أفغانستان. كما فعل ذلك الشعب الأفغاني أكثر بكثير.
من الصعب خوض جدال بشأن الانتقادات الموجهة إلى قرار إدارة بايدن المتعجل بالخروج. وقد تكون أفغانستان بالفعل غير قابلة للإنقاذ، وقد تكون تركيبة هيئاتها الحاكمة غير ممثلة للشعب، وفاسدة للغاية، ولكن هذا يؤكد الحجة القائلة بأن أفغانستان لم "تضل الطريق" في العامين الماضيين فحسب، بل خلال الـ20 عاما الماضية.