رئيس التحرير
عصام كامل

أهلا بمصر!


انجلى الليل وانكسر القيد، وانتصرت إرادة الشعب وتخلصنا من حكم استبدادى شديد السوء والغباء، استعدنا مصرنا الحبيبة التي اشتقنا إليها طويلا، بعد أن سلبت منا على مدى عام كامل استخدم فيها هذا الحكم الدينى لقهر المصريين واغتيال الروح السمحة لمصر العظيمة.


أهلا بمصر العظيمة الجميلة الرائعة صاحبة الحضارة، بعد طول غياب ذقنا فيه الكثير من الآلام والإحباط، وعشنا سنة بدت كالدهر غابت فيها البسمة من الوجوه واستوطن الخزى القلوب.

أهلا بمصر التي تفتح ذراعيها لكل أبنائها جميعا، مهما اختلفت دياناتهم وانتماءاتهم السياسية، في ظل مواطنة حقيقية ومساواة كاملة بين الجميع بلا استثناء.

أهلا بمصر التي لا تعرف التطرف أو الإرهاب الأسود الذي يستغل الدين في خداع البسطاء، ويزرع سموم الفرقة في أرضها الطاهرة التي كانت أول بقعة في العالم تعرف التوحيد.

أهلا بمصر الديمقراطية الفنية التي يسودها القانون ويلتزم به الجميع، الكبير والصغير، الغنى والفقير، المسئول والمواطن العادى، وتتم فيها الانتخابات بنزاهة لكى تعبر عن إرادة الناخبين.

أهلا بمصر التي يسود ربوعها العدل ولا يعانى فيها أبناؤها ذل الحاجة والفقر، ووطأة الغلاء، ونقص وتدهور الخدمات وعدم الوفاء بحاجاتهم الأساسية ويعشيون في ظل حياة كريمة.

أهلا بمصر التي لا مكان فيها للفاسدين ولصوص المال العام وهواة التربح والكسب الحرام، والتي تكافئ بالقانون كل فساد وتحطمه وتطارد وتعاقب من يتورطون فيه.

أهلا بمصر العزيزة القوية صاحبة الاقتصاد المزدهر التي يتفرغ أبناؤها لتنميتها وإنقاذها من أزماتها الاقتصادية، كل بما لديه من سواعد وأموال وخبرات وعقول، حتى نستغنى عن سؤال اللئيم، وصاحب المصلحة للتدخل في شئوننا الداخلية، ولا نمد أيدينا لمن يهدد استقلالنا.

أهلا بمصر القوية بكبرياء شعبها وقوة جيشها والتي تعودت أن تقود ولا تنقاد، وتوجه غيرها ولا تتلقى التوجيه من أحد، والتي تحمى بقوة أمنها القومى وتصون مصالحها القومية وتدعم في مساعدة أشقائها وصونها دوما عن باقى العالم كله.

أهلا بمصر التي يسود السلام ربوعها وينتشر التسامح في كل أرجائها ويختفى فيها الاقتصاء والعزل والانتقام وتكون فيها الكلمة للقانون فقط، وللناخبين من خلال الانتخابات الحرة النزيهة.

أهلا بمصر التي لا تشتغل بالنظر خلفها وتركز بعدها على المستقبل حتى تقوى وتزدهر ساسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتحقق نهضة حقيقية وليست زائفة مثل تلك النهضة الفالصو التي روج لها الإخوان وغرروا بها بعضنا للوصول إلى الحكم.

أهلا بمصر.. ووداعا لكل الآلام.. وتحية للشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمنا لخلاصنا من حكم استبدادى.
الجريدة الرسمية