ما هي آداب الطلاق في الإسلام؟.. تعرف على رأي الشرع
من آداب التربية الإسلامية حفظ اللسان عن الآخرين وستر العورات والتزام الجميع بتقوى الله ومن هنا وضع القرآن حدودا وشروطا وآدابا للطلاق وفقا لأحكام الدين وآدابه فما هي هذه الشروط والأحكام.؟
يجيب ففضيلة الدكتور عبد الله شحاته الداعية الإسلامي الراحل فيقول:
لم يشرع الطلاق ليتشدق به الرجل في حالة الغضب ثم يفاجأ بطلاق زوجته وخراب بيته وإحباط أولاده، وإنما شرع الطلاق بحدود وأحكام وهناك آداب للطلاق منها أولا: أن ينتظر الرجل فترة طويلة قبل طلاق زوجته لعل الله يحول الكره إلى مودة ومحبة.
من أجل ذلك شرع ألا يطلق الرجل زوجته وهي حائض حتى تعود إلى هدوئها وحكمتها، كما شرع ألا يقع الطلاق إلا في طهر لم يجامعها زوجها حتى لا يزهد فيها.
ثانيا:الإشهاد على الطلاق والرجعة أي يصبر الرجل وأن يلتزم بالبحث عن رجلين فيهما صفات العدالة والإنسانية.
الإمساك بمعروف
يقول الشيخ سيد سابق في فقه السنة إن كل طلاق خلا من ذلك فباطل وليس بطلاق لقول الله تعالى:( فإذا بلغن أجلهن فامسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف، وأشهدوا ذوي عدل منكم، وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ).
العفو والصفح
ثالثا:أن يتم الطلاق في جو من المكارمة والإحسان لقوله تعالى في سورة البقرة (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) لأن الشريعة الإسلامية تلزم كل زوج وزوجة تقوى الله والتزام العفو والصفح وتفويض الأمر لله، فمن عفا وأصلح فأجره على الله
رابعا: وجوب المتعة، وهي مقابل مادي للزوجة لقاء طلاقها وحرمانها من استمرار الحياة الزوجية وفقد آمالها في حياة هادئة في ظل زوجها وأولادها
رعاية الحقوق
خامسا: من آداب الطلاق أيضا رعاية حق المطلقة في الرضاعة والحضانة والعناية بها وبأولادها والإنفاق على الأولاد حسب حالة الزوج عسرا أو يسرا لقوله تعالى ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف، لا تكلف نفسا إلا وسعها، لا تضار والدة بولدها، ولا مولود له بولده، وعلى الوارث مثل ذلك فإذا أراد فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما، وإن أردتم ان تسترضعوا اولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما أتيتم بالمعروف، واتقوا الله واعلموا ان الله بما تعملون بصير ).البقرة.
الإحسان ابتغاء وجه الله
سادسا: من الإحسان الذي أمر به المطلق أن تكون نفقة الحضانة على المستوى الذي ألفته المرأة قبل الطلاق ما دام الأمر في وسعه، ومحاولة التكرم من المطلق بزيادة العطاء ابتغاء وجه الله، يقول الله تعالى ( وأن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم، إلا أن يعفون، أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح، وأن تعفو أقرب للتقوى، ولا تنسوا الفضل بينكم، أن الله بما تعملون بصير ).البقرة.