محمد بن سلمان وتميم وطحنون.. كواليس صورة الشورت لقادة الخليج العربي
صورة بملابس رياضية غير رسمية أظهرت ثلاثة من قادة الخليج، حتى الأمس القريب كانت تجمعهم التصريحات العدائية والقطيعة الدبلوماسية والاتهامات المتبادلة، لكنهم هذه المرة وقفوا إلى جوار بعضهم البعض ورسمت على الوجوه ابتسامة عريضة، وتخلوا على البرتوكولات الرسمية واصطفوا إلى جوار بعضهما البعض بالشورت، على سواحل البحر الأحمر، لتوضع هذه الصورة فى كتاب تاريخ المنطقة لما سيترتب عليها من دلالات ورسائل ترسم ملامح التحالفات الإقليمية الجديدة ربما لسنوات قصيرة أو عقود طويلة.
الصورة التى باتت حديث العامة والنخبة لقادة الخليج جمعت، ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، ومستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد، ربما لم تكتمل بشكل كامل نظرا لغياب ولى عهد أبو ظبى الشيخ محمد بن زايد، لكن البعض فسر غيابه بسبب تواجده فى زيارة عمل بدول أوروبية.
الرسالة السياسية
دلالة صورة الشورت، لم تأخذ حقها إعلاميا بسبب تجاهل وسائل الإعلام الخليجية الغوص فى تفاصيلها، مكتفية بالإشارة لها كما وردت فى تدوينة بدر العسكر مدير مكتب ولى العهد السعودي، بدون اجتهادات أو تحليلات كعادة وسائل إعلام الخليج فى مثل هذه الأخبار طالما لم يصدر بها بيانات تفصيلية من قصور الحكام.
لكن رغم حالة الصمت الإعلامى الحميد، رأى البعض أن الصورة اختزلت الحالة السياسية والمشهد المتبدل في الخليج بعد أربع سنوات من الجفاء والقطيعة التي طالت كافة المستويات، منذ إعلان الرباعى العربى مقاطعة قطر منتصف 2017.
فهل تمثل تلك الصورة الودية النهاية الفعلية للأزمة بين الأشقاء رغم الخلافات الجوهرية تجاه الملفات الإقليمية، أم أنه تصالح ضرورة فرضتها التطورات الدولية.
البعض رأي أن وجود تميم إلى جانب ولى العهد السعودي، أمر تقليدي بعد قمة العلا وتوجه الرياض لطى صفحة الخلافات مع الدوحة وفتح صفحة جديدة، لكن وجود طرف إماراتى ربما يكون المتغير الحقيقى خصوصا أن أبوظبى ظلت متحفظة على التقارب مع الشقيقة الخليجية التى اعتادت وصفها بالمارقة، وذهب البعض إلى أن حضور طحنون بن زايد، كان بمثابة طى غلاف الكتاب الأخير فى الأزمة، استعدادا لمرحلة انطلاق خليجية جديدة.
عهد الشباب
بعيدا عن دهاليز السياسية التى تحتمل الخطأ والصواب فى التحليلات، توقف متابعون عند مظهر الأمراء الذين برزوا بأزياء شبابية تخالف الأزياء الرسمية والتقليدية التي اعتاد المسؤولون الخليجيون الظهور بها خلال لقاءاتهم الإعلامية.
قرأ البعض في ذلك المظهر دليلا على التحول الذي طرأ على دول الخليج بعد وصول أمراء شباب إلى سدة الحكم، وقصد منها توجيه رسالة انفتاح للغرب، بعد عقود من الاتهامات التى طالت تلك العواصم بدعم وتمويل الإرهاب.