رئيس التحرير
عصام كامل

بعد انتهاء 3 موجات لكورونا.. الخبراء يكشفون حقيقة الوصول إلى مناعة القطيع

موجات لكورونا
موجات لكورونا

منذ بداية جائحة فيروس كورونا، كان الجميع ينظر إلى مناعة القطيع على أنها السبيل الوحيد للانتهاء من وباء كورونا، وأنها الوسيلة الأنجح للخروج من الأزمة، لكن يبدو أن مثل هذا الأمر ربما يكون وهما.

متحور كورونا 

وقال البروفيسور أندرو بولارد من جامعة أكسفورد أمام النواب البريطانيين في 10 أغسطس الماضي: "مع المتحورة الحالية، نحن في وضع لا يمكننا معه تحقيق المناعة الجماعية، لأنها تصيب الأشخاص الملقحين"، ولكن حتى وإن صارت المناعة الجماعية عن طريق التطعيم "خرافة"، على حد تعبير بولارد، يصر الخبراء على ضرورة إعطاء اللقاحات.

اللقاحات ومناعة القطيع

ويقول عالم الأوبئة أنطوان فلاهولت: "ما يوصي به العلماء هو ضرورة تحصين أكبر عدد ممكن من الناس"، وذلك ل3 أسباب أولًا ما زالت اللقاحات فعالة للغاية في الوقاية من الأشكال الحادة للمرض وتجنيب المرضى دخول المستشفى.

وثانيا، فهي توفر حماية جماعية لأولئك الذين لا يستطيعون الاستفادة من التطعيم ممن لديهم ضعف في جهاز المناعة بسبب مرض آخر (السرطان أو الزرع، على سبيل المثال).

وثالثًا، يظل من الممكن "تحقيق مناعة جماعية، ولكن ليس فقط عن طريق التطعيم"، من خلال اتباع الإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات والبعد عن التجمعات، للحد من انتشار الفيروس ومن ثم تقليل المخاطر قدر الإمكان.

مناعة القطيع

وفي نفس السياق، يقول الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن مناعة القطيع تعني مناعة السكان أو المناعة المجتمعية، والتي تتحقق الحماية غير المباشرة من مرض معدٍ عندما يكتسب أفراد مجتمع ما المناعة من ذلك المرض إما عن طريق اللقاح أو الإصابة السابقة بالعدوى.

وأكد أنه لا مانع من تحقيق مناعة القطيع عن طريق التطعيم وليس بالسماح للمرض بالانتشار في عموم الناس، لما في ذلك من مضاعفات وإزهاق للأرواح لا داعي لها.

كوفيد-19

الاعتماد على انتشار العدوى لتحقيق مناعة القطيع تهدد بالتضحية ببعض الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات وهذا لا يجوز أخلاقيًا، وخاصة أن هناك مخاطر محدقة بالمتعافين من كوفيد -19، فربما يلحق بهم ضررًا بعضلة القلب بعد الشفاء أو يعانون من بطء التعافى فى صورة كوفيد طويل الأمد.

ويفترض عادة أنه ستكون هناك مناعة قطيع عندما يكون 60 إلى 70% من السكان محميين من مسببات الأمراض، ولتحقيق مناعة القطيع ضد كوفيد-19 بصورة مأمونة، ينبغي تطعيم نسبة كبيرة من السكان للحدّ من العدد الإجمالي للفيروسات القادرة على الانتشار في أوساط السكان.

وأوضح أستاذ المناعة، تختلف نسبة الأشخاص الذين يتعين تحصينهم لتحقيق مناعة القطيع بين مرض وآخر، فعلى سبيل المثال تقتضي مناعة القطيع ضد الحصبة تطعيم نسبة 95% من السكان، وتتمتع نسبة 5% المتبقية بالحماية لانقطاع تفشي الحصبة بين أولئك الذين تم تطعيمهم، أما بالنسبة لشلل الأطفال، فتكفي التغطية بنسبة 80%.

وعلى الرغم من أن كبار السن والأشخاص المصابين بحالات صحية كامنة أشد عرضة لمخاطر الإصابة بالمرض الوخيم والوفاة، فإنهم ليسوا الوحيدين المعرضين للمخاطر.

ورغم أن بعض المصابين بالعدوى يتعرضون لأشكال خفيفة أو معتدلة من مرض كوفيد-19 وبعضهم لا يعاني من أي مرض على الإطلاق، فإن العديد من الأشخاص يعانون من أعراض خطيرة ويحتاجون إلى دخول المستشفى.

تحقيق مناعة القطيع

وبعد ظهور سلالات متعددة لفيروس الكورونا، فإن مناعة القطيع ضد كورونا يبدو أنها لن تتحقق للأسباب التالية: 

١-اللقاحات لا تكسب مناعة عالية جدًا.

٢- المناعة المكتسبة من العدوى قصيرة الأمد.

٣-معدلات التطعيم باللقاحات عالميًا متدنية. 

٤-هناك تفاوت كبير فى توزيع لقاحات الكورونا، و75% من لقاحات كورونا اقتصرت على 10 دول فقط.

الحل سيكون فى تطبيق التدابير الوقائية اللازمة جنبًا إلى جنب مع تطعيم أكبر قدر من الجماهير.

تكرار الإصابة

وفسر أستاذ المناعة عدد من النقاط حيث قال: أنه يجب على كل من أصيب بالكورونا أن يعي عدة نقاط: أنه طالما حدثت الإصابة بالعدوى، فهناك بوابة سمحت للفيروس بدخول الجسم، المهارة فى غلق هذه البوابة.

وتابع: تكرار السلوكيات الضارة التي سمحت الكورونا بإحداث العدوى، يسمح لكورونا بالعودة من جديد، لذا فتغيير السلوكيات الضارة يجب أن يطبق تجنبا للعودة فى أحضان الكورونا.

وأضاف يجب محاولة اكتشاف الخلل المناعى، وترميمه، موضحا تداعيات التطورات المناعية خلال العدوى أصبحت متعددة، وما كان مباحًا قبل الكورونا ربما يصبح محرما بعدها، والعكس صحيح.

أستاذ المناعة أكد علي أن الأمراض المزمنة المهملة العلاج هى الساحة المفضلة للكورونا، والإصابات والوفيات أكثر بين ذوى الأمراض المزمنة فى كافة الفئات العمرية، وليس المسنين فقط، لذلك علاج ضغط الدم المرتفع، والسكرى، والربو، وأمراض الأوعية الدموية ضروري  جدا قبل وخلال وبعد الكورونا.

 وأكد أن التدخين خطأ جسيم للمصابين بكورونا، وبشكل أخطر من غيرهم، فالمضاعفات والوفيات تزداد مع التدخين، كتدخين التبغ كثيرًا ما حول كوفيد-19 البسيط لشديد أو حرج، مشيرا إلى أن تكرار الإصابة يرجع لتعدد سلالات كورونا، كما أن المناعة المكتسبة من عدوى الكورونا قصيرة الأمد.

الجريدة الرسمية