باحث: التنظيم الدولي للإخوان ليس بعيداً عن اشتعال الأحداث في تونس
قال عمرو فاروق الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإرهابية، إن التنظيم الدولي للإخوان ليس بعيداً عن اللعب بسيناريوهات الأزمة التونسية، مؤكدا أنها مفتوحة ومليئة بالكثير من التوقعات، ولاسيما أن اللوبي الإخواني التابع للتنظيم الدولي في واشنطن ليس بعيدا عن مايحدث في المشهد، ويلعب دورًا خلال اللحظات الراهنة بحكم الاتصالات المباشرة مع الإدارة الأمريكية، لإجبار الرئيس التونسي على التراجع عن قراراته، والاحتفاظ بالمكاسب السياسية التي حققتها حركة النهضة الإخوانية.
مظاهرات تونس
كان شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية شهد أمس مظاهرات شارك فيها الآلاف وانقسمت بين مندد بقرارات الرئيس قيس سعيد وداعم لها.
ورفع المتظاهرون شعارات ضد قرارات الرئيس سعيد، مطالبين بعودة عمل البرلمان، في المقابل رفع متظاهرون آخرون شعارات داعمة للإجراءات التي اتخذها الرئيس في وقت سابق.
كان الرئيس التونسي قرر بعد اندلاع احتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية، وسط أزمة سياسية، تجميد عمل البرلمان، وإقالة الحكومة، ولايزال حتى الآن رافضا لإعادة البرلمان الذي تسيطر عليه الإخوان ممثلة في حركة النهضة، وهو مايسبب لها حالة من الجنون وتنظم من وقت لآخر احتجاجات على أمل الضغط عليه لإجباره على إعادتها للسلطة مرة آخرى.
حملة بيانات
أوضح فاروق أن التنظيم الدولي يحاول الضغط على تونس من خلال حملة بيانات رسمية من فروع الإخوان في المغرب والجزائر وليبيا، وكذلك المؤسسات الإخوانية مثل اتحاد علماء المسلمين، فضلًا عن حشد موقف أوروبي رافض لقرارات الرئيس التونسي.
أشار فاروق إلى استمرار الاتصالات الإخوانية بعدد من دوائر صنع القرار وممثلي البرلمانات الأوروبية والمنظمات الحقوقية الدولية، بما يخدم مساعيهم في إدانة التحركات السياسية الأخيرة في العمق التونسي، ووصفها بأنها انقلاب على الشرعية الدستورية.
أوضح الباحث أن خيارات "الإخوان" في تونس بين الحل السلمي والجلوس الى طاولة التفاوض السياسي، أو الانحراف تجاه العنف الممنهج، لم تُحسم بعد، وتتوقف على الكثير من العوامل، أهمها استيعابهم المشهد السياسي واقعيًا، في ظل انهيار مكوّنات التنظيم في العديد من الدول العربية.
أكد فاروق أن مدى قدرة الإخوان على الرضوخ للضغوط من القوى السياسية والدوائر الشعبية التي عانت منذ تصدّر الجماعة المشهد السياسي التونسي على مدار السنوات الماضية، فضلًا عن موقف الدول الراعية للإرهاب وضغوطها، ومحاولتها استثمار الأزمة التونسية بما يحقق مكاسبها الإقليمية والدولية سيحدد تفاصيل المشهد لاحقا.