أوقاف الفيوم تستبدل الرسوم الفرعونية بعبارات إسلامية في أحد المساجد | صور
استبدلت مديرية أوقاف الفيوم الرسوم الفرعونية علي حوائط مسجد قرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق لمحافظة الفيوم، بعبارات وجمل إسلامية، كما تم أزالت زهرة اللوتس من أعلى أعمدة المسجد الذي كان يأخذ الطابع الفرعوني في تصميم المباني وتشطيبات الواجهة وساحة الصلاة.
وفد وزارة الاوقاف
وكانت وزارة الأوقاف المصرية قد أرسلت اليوم السبت وفدا من الإدارة الهندسية لازالة النقوش الفرعونية من مدخل مسجد قرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق، بعد أن أثارت جدلا واسعا محليا واستخدمته بعد القنوات الفضائية المغرضة في الإساءة إلي مصر.
تصميم المسجد
وكان أحد المهندسين الشبان تطوع لتصميم مبني المسجد بعد إزالته للتجديد بالجهود الذاتية لأبناء القرية، وصمم المهندس الشاب المسجد علي الطراز الفرعوني معتمدا علي أنه لم يرد نص سواء في القرٱن أو السنة يحدد شكل المسجد، واختيار الطراز المعماري لأي مسجد متوارث من الدول الإسلامية في العصور السابقة، واجتهد المهندس الشاب لإخراج نموذج من بنات أفكاره.
هاجت الدنيا علي مواقع التواصل الاجتماعي وبين الفضائيات المغرضة ولم تقعد بسبب النموذج المستحدث المسجد المستخدم الطراز الفرعوني، واتهمه البعض بالابتداع في الدين ووصل الأمر ببعضهم إلى الاتهام بالردة والعودة إلى عبادة آلهة الفراعنة.
وقال الشيخ خالد محمود مدير عام الدعوة بمديرية الأوقاف بمحافظة الفيوم، إنه جرى فتح تحقيق مع المهندسين الذين أجروا تصميمات المسجد لمعرفة أسباب وضع هذه التصميمات.
رأي أوقاف الفيوم
وأوضح الشيخ دهمان أحمد مدير أوقاف الشواشنة الذي يقع المسجد في دائرة اختصاصه، إن المسجد مقام منذ 2009، ويجري تجديده في الوقت الحالي، وسيتم اليوم محو الرسومات الفرعونية واستبدالها بالنقوش الإسلامية المتعارف عليها، وأنه استدعى عمال تابعين لإدارة أوقاف الشواشنة لإزالة تلك الرسومات ومساءلة المسئولين عن تنفيذها.
وقال إن عملية دهان المسجد وإعادة تطويره تجري بجهود ذاتية ولم يتدخل فيها مسئولو الأوقاف.
يذكر أن كتاب «عمارة المساجد»، الصادر عن مركز الكويت للفنون الإسلامية، يتناول فيه مؤلفه الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع الخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، عناصر المسجد المعمارية الإسلامية، وأهميتها، هادفا إلى إرشاد المهندسين المعماريين وكذلك أئمة المساجد والمهتمين بالعمارة الإسلامية إلى العناصر المعمارية التراثية فى المساجد وذلك منذ عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، بما يجعل الكتاب مرجعا مهما فى التأريخ لعمارة المساجد.
وقد جاء بالكتاب أن بداية عمارة المساجد فى الإسلام جاءت بسيطة، دون تكلفة تذكر، ودون عناصر تؤدى إلى إضفاء الرهبة، بل السكينة والاطمئنان، وهذا يعبر عن طبيعة الإسلام كدين لا يقر واسطة بين العبد وربه، إذ تأسى المسلمون فى عمارة مساجدهم بعمارة الرسول صلى الله عليه وسلم لمسجده فى المدينة المنورة، واستوحوا منها الأسس والمضامين التى تجب مراعاتها عند إنشاء أى مسجد. ثم تناول الكتاب أهم عناصر المسجد المعمارية بتفصيل شديد، حيث يبّين معنى كلمة مسجد، وحائط القبلة، والمنبر، والميضأة، والمآذن، وزخرفة المساجد.
وذكر المؤلف أن القبلة هى الجهة التى شرع الله سبحانه وتعالى للمسلمين التوجه إليها، وهى بتحديد نص القرآن الكريم المسجد الحرام، مصداقًا للآية 144 من سورة البقرة: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ). لذلك جعل الفقهاء الاتجاه إلى القبلة شرطًا لصحة الصلاة.
ويتابع المؤلف أن لأحكام القبلة آثار مباشرة على العمران الإسلامى، فكونها حقًا من حقوق الله تعالى تقتضى توجيه المساجد وفقها، وإعطاء ذلك التوجيه الأولوية على كل الاعتبارات العمرانية الأخرى مثل المناخ وهندسة النسيج الحضرى القائم وغيرها، وتختلف تلك الآثار المادية بحسب الموقع الجغرافى لكل بلد من القبلة، كما لأحكام القبلة أثرها كذلك على المعالجة الداخلية لحوائط القبلة، موضحا أنه خُصص فى حائط القبلة مكان للإمام يؤم منه المصلين ويستغل مساحة المسجد بصورة مثالية، هذا المكان هو المحراب، الذى صار معلمًا لحائط القبلة فى المسجد.
أما عن المنبر فيقول إنه اختلفت المصادر والدراسات الأثرية حول بداية المنبر فى العمارة الإسلامية المبكرة، فبعض المصادر أشارت إلى أن المنبر كان ضروريًا من ناحية صحية للنبى- صلى الل ه عليه وسلم- بينما مصادر أخرى تقول بأن المنبر أدخل إلى المسجد لازدياد عدد المسلمين الذين كانوا يتجمعون للصلاة الجامعة وليستمعوا للنبى، وتبين هذه المصادر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا صعد على المنبر سلم، فإذا جلس أذن المؤذن، وكان يخطب خطبتين ويجلس جلستين، وكان يتوكأ على عصا يخطب عليها الجمعة وكان إذا خطب استقبله الناس بوجوههم وأصغوا بأسماعهم ورمقوه بأبصارهم، وقال صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إنما فعلت هذا لتأتموا بى ولتعلموا صلاتى».
ويوضح الكتاب أن المنبر يتكون من كتلتين أساسيتين، هما المدرج والجوسق، وكل منهما يتضمن عناصر فرعية فالمدرج يشمل باب المنبر والريشتين والسلم وسياجه، والجوسق يشمل القوائم والكورنيش «الطنف» والقبة.
تعد «الميضأة» عنصرا من عناصر عمارة المساجد، يذكرها الكاتب بقوله: «كان ضروريًا أن تبنى محلات الوضوء استعدادًا للصلاة، خاصة أنه قد يكون المسجد على الطريق العام، ويطرقه المارة وأبناء السبيل، أو يخاف الرجل فوات الجماعة، إذا قصد بيته لغرض الوضوء، وما بنيت المساجد إلا لأداء الصلاة جماعة، ومن باب خدمة بيوت الله ونظافتها وتوفير الراحة للمصلين فيها، خاصة أنه درج عليه الكثير من المسلمين فى بلاد العالم من حفر بئر فى المسجد، أو بناء أحواض خاصة للوضوء فقط فى صحن المسجد كما فى مسجد القرويين فى فاس، وفى العديد من مساجد المغرب، فلا مانع إذًا أن تبنى أماكن خاصة بالوضوء على أحدث طراز وأتقن وجه».
وعن المآذن، يحكى «عزب» أن المئذنة وحدة معمارية أصبحت مع القبة رمزًا دالًا على المسجد موضع عبادة المسلمين، والأذان اسم مصدر من التأذين وهو لغة الإعلام.
يفرد الكتاب فى نهايته مساحة للحديث عن زخرفة المساجد، حيث يبين أن هناك زخرفة داخلية وخارجية، تتدرج بين أنواع ثلاث هى الكتابية والنباتية والهندسية.