مصالحها مع طالبان.. أسباب رفع أمريكا أفعانستان من قائمة اهتماماتها
لا تعمل أمريكا والغرب خلفها إلا للمصالح الغربية فقط، كل دولة وحساباتها ومصالحها، قالها الرئيس جو بايدن بكل صراحة: «لم نذهب إلى أفغانستان لإقامة دولة أو تمكين الديمقراطية أو غيرها، بل حماية للمصالح الأمريكية» هكذا هدموا الدولة، ثم سلموها مرة آخرى لـ«طالبان» وبعد مفاوضات بينهما تحكمها المصالح لا القيم، تطالب أمريكا الأمم المتحدة برفع العقوبات عن حكومة طالبان، ورفعت أفغانستان كلها من قائمة اهتماماتها بالمنطقة.
يحدث ذلك رغم تحذير تقارير أمنية حديثة من التحركات اللوجستية لتنظيم القاعدة لتجميع مقاتليه وترتيب أوضاعه داخل أفغانستان، بعد حوالي شهر واحد من سيطرة حركة طالبان على عموم البلاد.
سياسات حمقاء
يقول مشاري الزايدي، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الدينية: إما علينا الاقتناع أن دولة عظمى مثل الولايات المتحدة قد تقع في أحمق السياسات مدمرة بذلك التزامات القيادة العالمية، أو نذهب مع الذاهبين إلى أن كل ما يجري مُرتب بدقة شديدة في طيات خطط مسبقة لتوجيه الأمور إلى وجهات مستقبلية لا تعلم بها إلا عقول قليلة في بلاد العم سام.
أضاف: نعم اعترفت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، أفريل هاينز قالت في مؤتمر حول الأمن القومي: نحن لا نضع أفغانستان في صدارة قائمة الأولويات، بل ننظر إلى اليمن والصومال وسوريا والعراق.. هناك نرى التهديدات الأخطر، حيث تكتفي الولايات المتحدة بتقارير أجهزة الاستخبارات الأمريكية لمراقبة إمكانية قيام الجماعات الإرهابية بإعادة تكوين نفسها في أفغانستان، ولايهم ممارسات طالبان في البلاد.
ضعف الاستخبارات
أشار الباحث إلى جمع المعلومات الاستخباراتية داخل أفغانستان تراجع بشدة منذ الانسحاب الأمريكي، مردفا: الاستخبارات الأمريكية مطمئنة أن أفغانستان تحت ولاية طالبان لا تشكل خطرًا على أمريكا والأمن العالمي، وهذا هو المهم بالنسبة لها وليس ضروريا تصدير التطرف أو توطينه في المنطقة.
أوضح الكاتب أن واشنطن لا تملك المعلومات الكافية من داخل أفغانستان عن طبيعة النشاط وما يجري، وهو الأمر الذي قالته كوندوليزا رايس أيضًا، وزيرة خارجية بوش الابن، بأن أمريكا فقدت عيونها وآذانها داخل بلاد الأفغان، موضحا أن المخيف في تقارير الاستخبارات الأمريكية أنها وضعت اليمن والصومال وسوريا والعراق في مصدر الخطر.