رئيس التحرير
عصام كامل

6.5 مليون خدمة طبية بأعلى جودة منذ تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل حتى الآن

جانب من المؤتمر الصحفي
جانب من المؤتمر الصحفي

نظمت اليوم الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية مؤتمرا بمناسبة اليوم العالمي لسلامة المرضى بحضور الدكتور أشرف إسماعيل، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية، والدكتور أحمد السبكي رئيس هيئة الرعاية الصحية، والمهندس حسام صادق، المدير التنفيذي للهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل.

 

جاء ذلك بهدف تسليط الضوء على عدد من المحاور الرئيسية المتعلقة بتحقيق سلامة المرضى، والحد من المخاطر المتعلقة بخدمات الرعاية الصحية، والتصميم الآمن للمنشآت الصحية، والسلامة الإكلينيكية، والدور المحوري للموارد البشرية في تحقيق سلامة المرضى، والممارسات الصحيحة لمنع ومكافحة العدوى، ودور صناعة الدواء في سلامة خدمات الرعاية الصحية.


وخلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أكد الدكتور أشرف اسماعيل، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن القرار التاريخي للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطبيق التأمين الصحي الشامل علي جميع المصريين ضد جميع الأمراض في كل محافظات خلال 10 سنوات طبقًا لأحدث المعايير الدولية في الجودة والسلامة، وكذلك المبادرات الصحية الرئاسية غير المسبوقة.. يعكس وضع صحة المواطن علي قمة أولويات الدولة المصرية.

 

وأشار إلى النجاح الذي حققته هيئة الاعتماد والرقابة بالتعاون مع هيئة الرعاية الصحية وكافة القطاعات الحكومية وغير الحكومية والخاصة، في تسجيل 170 منشأة صحية حتي اليوم في 12 محافظة والعمل جاري علي أكثر من 500 منشأة متوقع أن يتم تسجيلها واعتمادها قبل 30 يونيو 2022 كما استطاعت الهيئة في أقل من ثلاث سنوات أن تحصل علي اعتماد دولي غير مسبوق لثلاثة أنواع  من المنشآت هي المستشفيات والرعاية الصحية الأولية  والمختبرات الطبية  وجاري العمل علي 4 أنواع من المنشآت من المتوقع الحصول علي اعتمادها الدولي خلال الشهور القليلة القادمة.


وأوضح د.اسماعيل إن تطبيق مفهوم الأمن والسلامة إنما يبدأ من التصميم الآمن للمنشآت الصحية مشيرا إلى قيام الهيئة، بتوجيه من القيادة السياسية  وبالتعاون مع كل الجهات المختصة كمركز بحوث الاسكان ووزارة الصحة والحماية المدنية وهيئة الشراء الموحد، بمراجعة تصميمات أكثر من 60 منشأة طبية حتي اليوم مما كان له أثرا كبيرا في مراجعة الكود المصري لبناء وتطوير المستشفيات مع مركز بحوث الاسكان والبناء فضلا عن تبني الهيئة، مع هيئة الشراء الموحد ومقدمي الخدمة وعلي رأسها هيئة الرعاية الصحية، برنامج التطبيق الآمن للتكنولوجيا الطبية حيث يتم التأكد من سلامة الأجهزة وصيانتها ومعايرتها وحسن استخدامها وتعظيم الموارد وتجنب الهدر في استخدام التكنولوجيا الطبية.

وأشار، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، إلى سعي الهيئة لتسجيل واعتماد جميع العاملين في القطاع الصحي في المنشآت المسجلة والمعتمدة التأكد من وجود العناصر البشرية ذات الكفاءة العالية والعلم والخبرة المطلوبة لأداء العمل طبقًا لمستوي ومجال عمل الخدمة الصحية المقدمة.. مشيرا إلى أنه علي الرغم من أن مصر تنتج عشرات الآلاف من هذه الموارد البشرية، غير أن الطلب عليها من كل المنطقة العربية وأوروبا وأمريكا جعل مصر في حاجة ماسة إلي المزيد من التخصصات الهامة التي تقوم عليها المنظومة، داعيا جميع القطاعات إلى العمل معًا لوضع استراتيجية وطنية خلال السنوات الثمانِ القادمة لتحديد احتياجات الدولة من الموارد البشرية والتخطيط لسد الفجوة ليس فقط من حيث الأعداد ولكن من حيث المؤهلات العلمية والخبرات وجودة تقديم الخدمة وكذلك اعادة النظر في منظومة التعويض المادي والأدبي للعاملين في مجال الصحة.

وفي ختام كلمته، أكد الدكتور أشرف اسماعيل أن القيادة الواعية هي المسئولة عن خلق واستمرار ثقافة الجودة والسلامة داخل المؤسسة الصحية.. وهي التي تدرك أن المؤسسة الصحية هي مؤسسة تحمل مخاطر عالية ومتعددة، وتؤمن بأن نظام التشغيل لابد أن يأخذ بعين الاعتبار كل هذه المخاطر ويعمل علي منعها بأسلوب استباقي دون انتظار لحدوث الخطر ثم التعامل معه.

وفي كلمتها خلال المؤتمر، أشادت د.نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية، بالدور الذي تقوم به الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية وبما قامت به مصر من تحديد واضح للتغطية الصحية الشاملة كهدف أولي لإصلاح القطاع الصحي مما يعكس الإيمان الراسخ بأهمية الجودة والسلامة كسبيل أساسي للوصول إلى "الصحة للجميع".

وصرحت  د. القصير بأن منظمة الصحة العالمية تشيد بالجهود المبذولة في مصر من أجل توفير لقاحات آمنة وفعالة وناجحة لكوفيد-19 خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي أوضحت المنافسة غير العادلة بين الشعوب من أجل الحصول عليه، وأكدت على العمل سويا مع وزارة الصحة والسكان من أجل ضمان توفير كميات كافية من اللقاحات وتوطين الصناعات الدوائية والأغذية والمستلزمات الطبية الآمنة من أجل سلامة مصر والمنطقة.. مشيرة إلى الإنجازات التي تحققت خاصة في ظل تحديات الجائحة الراهنة بما في ذلك سلامة متلقي ومقدمي الخدمة الصحية.

وأكدت ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، على ترحيب المنظمة بتقديم كل سبل المساعدة والدعم لهيئات التأمين الصحي التعاون المشترك بين منظمة الصحة العالمية والحكومة المصرية لتفعيل مفهوم "التغطية الشاملة" من خلال تطبيقات الحوكمة الصحية، وإعادة الهيكلة المؤسسية والوظيفية، بالإضافة للمبادرات الرئاسية السباقة.

وشددت القصير على خطورة الرعاية الصحية غير الآمنة خاصة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل حيث تؤدي إلى وقوع 134 مليون ضرر كل سنة، وتتسبب في ما يقرب من 2.6 مليون وفاة على الصعيد العالمي.. قائلةً: "لا يجوز إيذاء أحد أثناء تلقيه الرعاية الصحية".

فيما يتعلق بالعنوان الذي طرحته منظمة الصحة العالمية للاحتفال باليوم العالمي لسلامة المرضى:" الرعاية الآمنة للأم والوليد"، أوضحت د. نعيمة القصير، أنه تم اختياره نتيجة  للمخاطر التي تتعرض لها النساء والمواليد حول العالم عند تلقي رعاية غير آمنة أثناء الولادة.. واضافت: قبل جائحة كوفيد كان ما يقرب من 810 امرأة و6700 وليد يلقون حتفهم كل يوم في عالمنا، لأسباب تتعلق بفترة ولادة غير آمنة بشكل أساسي.. لافتة إلى أن هناك نحو مليوني طفل يولدون موتى كل عام، وأن أكثر من 40 %من هذه الحالات تحدث أثناء الولادة.

ولفتت ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، أنه على الرغم من أن الطريق لا يزال طويلا أمام تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة الا أن مصر نجحت في خفض معدل وفيات الأمهات (من 45.9 في عام 2016 إلى 42.8 في عام 2019 لكل 100،000 ولادة)


أكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية ومساعد وزير الصحة والسكان والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل الجديدة، أن سلامة المرضى أصبح الشغل الشاغل لجميع الأطراف المعنية بجودة الرعاية الصحية، لاسيما هيئة الرعاية الصحية التي ترتكز استراتيجيتها على  تقديم كافة الخدمات الرعاية الصحية المتكاملة للمنتفعين بمنظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة، بأعلى مستويات الجودة والتي تضاهي المستويات العالمية، مشيرًا أن التوجه بترسيخ السلامة يعد توجه مؤسسي استراتيجي، ويتحقق من خلال الالتزام الكامل بالإجراءات والتدابير والأنظمة الوقائية الفاعلة، وهو ما تسعى إليه كافة نظم الرعاية الصحية في الدول المتقدمة من خلال تسليط الضوء على المفاهيم الأساسية لسلامة المرضى وثقافة سلامة المرضى وكذلك ثقافة التبليغ عن الأخطاء، والتي تعد جزءًا من الوقاية من الأخطاء، ورصد حدوثها الفعلي أو الوشيك، والتعامل بشكل ممنهج لتفادي الأخطاء التي من شأنها التقليل من مستوى الخدمة الصحية المقدمة أو عدم مأمونيتها لدى مقدموا الخدمة الصحية والمنتفعين على حد سواء.


وثمن الدكتور أحمد السبكي، خلال كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر المشترك بين الهيئات الثلاث لمنظومة التأمين الصحي الشامل، تبني المشروع توصيات منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي لسلامة المرضى، واختيار هذا اليوم والذي يعد مؤشر صريح وذو دلالة واضحة وانعكاس لتبني مشروع التأمين الصحي الشامل تحقيق التغطية الصحية الشاملة للمواطنين وبجودة عالمية، لافتًا إلى تقديم  6.5 مليون خدمة صحية للمواطنين تحت مظلة المنظومة الجديدة، وذلك بداخل كافة المنشآت الصحية التابعة للهيئة العامة للرعاية الصحية بالمحافظات الثلاث (بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية).

وأطلق الدكتور أحمد السبكي خلال كلمته، مبادرة للرعاية الصحية الآمنة داخل منشآت هيئة الرعاية الصحية، وذلك بالتعاون بين هيئات منظومة التأمين الصحي الشامل الثلاث، وبرعاية منظمة الصحة العالمية، من شأنها تقليل أخطاء وأخطار معوقات الرعاية الصحية الآمنة، ومعايير السلامة والصحة المهنية وتقديم الدواء الآمن، مؤكدًا أن العام القادم في مثل هذا اليوم الخاص بسلامة المرضى سنجني ثمار هذه المبادرة.

وأضاف السبكي أنه قد برز اهتمام هيئة الرعاية الصحية بسلامة المرضى خلال رحلة علاجهم بمنشآت هيئة الرعاية الصحية في محافظات التأمين الصحي الشامل، وكذلك سلامة الأطقم الطبية كعامل أساسي لضمان سلامة المرضى، وذلك بوضع سلامة المرضى ركيزة أساسية تنطلق منها جميع الجهود في التطوير والارتقاء بجودة خدمات الرعاية الصحية للمنشآت الصحية التابعة للهيئة، بما تشمل تطبيق أحدث البروتوكولات العلاجية المتبعة دوليًا وتوفير كل وسائل الأمان والسلامة للمرضى والالتزام بإجراءات مكافحة العدوى واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للوقاية من فيروس كورونا بتلك المنشآت، وإذكاء الوعي لدى المرضى والعاملين حول سلامة المرضى لتكثيف مشاركة الجمهور  في مأمونية الرعاية الصحية والنهوض بإجراءات تضمن تحسين سلامة المرضى وإبعاد أي أذى أو ضرر قد يصيبهم.


وتابع: على سبيل المثال لا الحصر حصلت مستشفى النصر التخصصي للأطفال، كأول مستشفى في القطاع الحكومي وتابع للهيئة العامة للرعاية الصحية بمحافظة بورسعيد على اعتماد على اعتماد GAHAR 2021، المعترف بها دوليًا، وكذلك الحال بالنسبة لاعتماد مركز صحة أسرة شرق النوادي، علاوة على تسجيل العديد من المنشآت الصحية التابعة للهيئة بمحافظات بورسعيد والأقصر والإسماعيلية لدى هيئة الاعتماد والرقابة الصحية كخطوة أولى للحصول على الاعتماد، وهو ما يؤكد حرص المنظومة على الالتزام بمعايير  الجودة الشاملة بما فيها تدابير مكافحة العدوى، فيما وضعت منظومة التأمين الصحي الشامل سلامة المرضى، وذويهم والعاملين والمجتمع ككل على رأس أولوياتها بما اشترطته من تسجيل المنشآت الصحية بالهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية كشرط أساسي لانضمام المنشآة إلى منظومة تقديم خدمات التأمين الصحي الشامل.


وخلال الكلمة التي ألقاها حسام صادق، المدير التنفيذي لهيئة التأمين الصحي الشامل، أكد  أن سلامة المرضى تعد من أهم أولويات منظمة الصحة العالمية وهي ركيزة أساسية في منظومة التأمين الصحي الشامل والرعاية الصحية بمصر.. مشيرًا أن هيئة التأمين الصحي الشامل تحث  الأطراف المشاركة بإيجابية في الحفاظ على صحة المرضى، والتحلي بالوعي وطرح الأسئلة على المريض وتقديم المعلومات والدعم اللازم، مؤكدًا أن نظام التأمين الصحي الشامل هو نظام يضمن توفير خدمات صحية شاملة ومتكاملة ترتكز على مد المظلة التأمينية لجميع أفراد الأسرة بما يحميها من المخاطر المالية والأعباء النفسية للمرض، مما يحقق الحفاظ على صحة وسلامة جميع المواطنين.

وأضاف المدير التنفيذي لهيئة التأمين الصحي الشامل: إشراك كافة الجهات المعنية ووضع استراتيجيات متعددة الأبعاد والاهتمام بجميع محاور تطبيق انظمة السلامة أثناء تقديم الخدمات الصحية للمرضى بالنظام الجديد.. حيث يسعى نظام التأمين الصحى الشامل دائمًا لتطبيق رعاية آمنة وأكثر جودة للمرضى أثناء زيارتهم لوحدات الرعاية الأولية التابعة للمنظومة، بما يضمن الوصول إلى رضاء جميع المنتفعين، لافتًا إلى ضرورة الاهتمام بجميع المحاور التي من شأنها تحقيق هدف سلامة المرضي، بداية من محور سلامة المنشآت الصحية، مرورًا بمحور سلامة العاملين بالقطاع الصحي حتي الوصول الي محور الأمان والسلامة في قطاع صناعة الدواء، وهو بالفعل ما يتم تطبيقة حاليًا علي أرض الواقع من خلال نظام التأمين الصحي الشامل.

واستكمل: تعد جائحة كورونا من أهم التحديات التي تواجه القطاع الصحي على مستوى العالم وفي مصر بصفة خاصة،  لافتًا الى جهود القطاع الصحي في نشر الوعي المجتمعي حول كيفية التعامل مع فيروس كورونا من خلال تنظيم العديد من الأنشطة التوعوية والتثقيفية وتطبيق الممارسات الصحية السليمة لمنع ومكافحة العدوي وحماية المجتمع.. داعيًا كافة المواطنين إلى توفير بيئة صحية ومناخ أمن لكافة أفراد الأسرة وهذا ما توفره أيضا منظومة التأمين الصحي الشامل بوحدات الرعاية الصحية الأولية، التي يقوم فيها طبيب الأسرة بطرح عدد من الأسئلة المتعلقة بالحالة الصحية للفرد وللأسرة، مؤكدًا أن سلامة المواطن الصحية تكمن في وعيه الصحي.

واضاف، لدينا خطوات جادة لتطبيق معايير سلامة المرضى ضمن نظام التأمين الصحي  الشامل الجديد والتي توفر بدورها بيئة صحية آمنة لجميع افراد الأسرة وتعزيز الحالة الجسدية والنفسية للمرضى.

شارك بالمؤتمر  عدد من القيادات العليا من هيئات منظومة التأمين الصحي الشامل من بينهم:د. اسلام ابو يوسف، نائب رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، ود. نوران الغندور، ود. سيد العقدة، ود. أحمد صفوت، أعضاء مجلس إدارة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، ود. حسام ابو ساطي، المدير التنفيذي لهيئة الاعتماد والرقابة الصحية، ود. هاني راشد، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية، ود. أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة العامة للرعاية الصحية، وحسام صادق،المدير التنفيذي لهيئة التأمين الصحي الشامل.

الجريدة الرسمية