بعد هزيمة عرابي.. الخديو توفيق يحل الجيش ويلغي الرتب العسكرية
في 19 سبتمبر 1882 أصدر الخديوي توفيق مرسومًا بإلغاء الجيش المصري، أوجز المرسوم في عبارة (تسريح الجيش المصرى)، ليصبح أقصر مرسوم صدر في مصر، وذلك أثناء تواجده بالإسكندرية.
وكان الخديو توفيق قد وصل الإسكندرية بعد احتلال الإنجليز لها وهم في طريقهم إلى القاهرة، وذلك عقب فشل الثورة العرابية عام 1881، التي تبعها دخول قوات الاحتلال البريطاني إلى مصر ليدوم سبعين عامًا حتى توقيع اتفاقية الجلاء عام 1956.
وعاد من الإسكندرية إلى القاهرة في حماية القوات البريطانية، بعد أحداث الثورة العرابية و(موقعة التل الكبير)، وتأكيد احتلال القوات الإنجليزية لمصر، وكانت هذه أول مرة يلغى فيها الجيش في العصر الحديث ليحمى القوات الإنجليزية ويقضى على مقاومة الجيش المصرى لهم، إضافة إلى معاقبة عرابى ورفاقه وتجريدهم من الرتب العسكرية.
جيش الملك مينا
يذكر التاريخ أن أول جيش مصر ظهر له دور في التاريخ كان الجيش في العصر الفرعونى عام 3200 ق.م قام بقيادة الملك مينا بتوحيد القطرين الشمال والجنوب المصرى، تبعه وجود الجيش المصرى في عهد الأسر الفرعونية التالية، وسجلت النقوش انتصارات رمسيس في قادش وأحمس على الهكسوس وغيرها.
وكانت الدولة العثمانية منذ ضم مصر إليها قد عملت على إضعاف الجيش المصرى حتى تظل مصر ولاية تابعة للأستانة.
فتوحات محمد علي
وعندما تولى محمد على حكم مصر عام 1805 سعى لتكوين جيش مصري يساعده في تحقيق أطماعه فأنشأ ديوان الجهادية عام 1821 وكوَّن فرقًا من العسكر أسند تدريبهم إلى الكولونيل "جوزيف الذى اعتنق الإسلام وسمى سليمان باشا الفرنساوي''، وهو الرجل العسكري الذي أصر على البقاء في مصر بعد قدومه ضمن قوات الحملة الفرنسية، فأسس أول مدرسة حربية في مصر في العصر الحديث على غرار المدارس الأوروبية، وتم إقامة أول استعراض عسكرى في مصر في معسكر أباد في منطقة الخانكة حاليا وضم 114 ألف عسكرى.
وبواسطة جيش مصر واصل محمد على فتوحاته واستكمل ابنه إبراهيم الفتوحات في الجزيرة والسودان والشام وعكا وغيرها.
تخفيض اعداد الجيش
وفى عهد الخديوي إسماعيل وصل عدد الجيش 100 ألف مقاتل واستمر إرسال الحملات إلى أفريقيا للقضاء على تجارة العبيد وتأمين منابع النيل، لكن بسبب الديون والأطماع الإستراتيجية في مصر خاصة بعد حفر قناة السويس تدخلت إنجلترا وفرنسا في شئون مصر وتقليص عدد الجيش إلى 22 ألف مقاتل فقط في عهد الخديو توفيق واقتصر دور الجيش على حماية الحدود فقط.
تأسيس جيش قوى
وفى عهد الملك فاروق أعيد بناء الجيش لكن في حدود فافتتحت كلية أركان حرب، مدرسة الضباط العظام، الكلية الحربية، مدرسة الطيران الحربى والضباط الاحتياط، واشترك فاروق بالجيش في حرب فلسطين وحدث ما حدث.
وجاءت ثورة 1952، وكان من أهدافها الستة بناء جيش وطنى قوي.