رئيس التحرير
عصام كامل

.. رئيس لجنة الفتوى الأسبق لـ «فيتو»: عزل مرسي شرعى لأنه يتفق مع مطالب الشعب

فيتو

أكد الشيخ على أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف أن أحداث عزل مرسي وجماعته من السلطة جاء متماشيا مع مطالب الشعب والشريعة الإسلامية تقول بما فيه المصلحة العامة للبلاد.
وقال في الحوار الذي أجرته معه "فيتو" إن التيار الإسلامي في فترة حكمة أضر كثيرا بالإسلام وبصورة الإسلام بسبب تكالبهم على السلطة واختلافهم مع بعضهم وشدد على أن التيار الإسلامي جعل من الفتوى سبوبة يتاجرون فيها وأضروا كثيرا بها لافتا أنه كان لابد أن لا يذهب شيخ الأزهر وأن يرسل ممثلا عن الأزهر وذلك خلال البيان الذي ألقاه الفريق السيسى أمس.. 

والحوار التالي فيه المزيد.

- بداية كيف ترى الأحداث التي تمت أمس بإعلان انتخابات رئاسية مبكرة وعزل مرسي من منصبه؟
الأحداث التي تمت أمس تصف نفسها بدون شك، فبعد خروج الملايين إلى الشوارع تؤكد على أن الشعب لم يستطع الصمود أمام تيار أخذ كثيرا يهدد ويتوعد من ينقلب عليه أو يطالب برحيله وكثيرا ما عانى الشعب من الفرقة خلال هذه الفترة والخلاف في وجهات النظر والحدة من كلا الطرفين الموجودين في السلطة والمعارضة وخرجت هذه الاختلافات عن حدها حتى خرجت عن حدود الأدب المتعارفة ورؤيتى أن النظام الذي كان موجودا برئاسة الإخوان كان قد جاء بطريقة شرعية وبانتخاب، لكنه كان يعاب على أنه أراد الاستئثار بالسلطة على مبدأ المغالبة لا المشاركة مع الإقصاء للآخر وهذا إجحاف بحقوق الآخرين إضافة إلى أن الرئيس الذي كان موجودا كان ضعيف الشخصية وضعيفا في اتخاذ القرارات الإصلاحية والمصيرية وكان يملى عليه الأوامر من البطانة التي كانت من حوله.

- هل ترى أن ما حدث بعزل مرسي من الرئاسة يتماشى مع الدستور والشريعة الإسلامية؟
أولا ما حدث كان تصحيحا للمسار وليس انقلابا فهذه الجماعة التي كانت موجودة كانت تمارس السلطة لكنها تمارسها بشكل لا يتماشى مع الواقع وقد أدى هذا إلى عزلة للمجتمع وتشتت وتعقد وتصارع، هذا من جانب الواقع والشريعة الإسلامية رأت أنه يؤخذ بمصلحة البلاد والعباد وفى هذا الأمر أخذ بما فيه المصلحة العامة أما الشريعة الإسلامية كشريعة لها قول آخر وهو أن الحاكم جاء ببيعة لأن الرسول يقول ما أقام الصلاة فيكم وهذا يعنى أن الحاكم إذا جاء ببيعة شرعية لا يحق الخروج عنها إلا إذا حارب الناس في دينهم لكن تماشيا مع المصلحة العامة للبلاد والعباد وبعد التعبير الشعبى الذي أخرج جموع الشعب المصرى إلى الشوارع للمطالبة بعزله فهنا ليس انقلابا ولكنه تصحيح للمسار.

- هل ترى أن التيار الإسلامي خلال الفترة التي قضاها في الحكم أضر بالإسلام؟
التيار الإسلامي لم يكن فقيها بالإسلام ولا بإسقاط نصوصه على العقل فتعمل نصوصه في كل عصر بشكل يتماشى مع العصر وكل عصر يختلف عن الآخر بالبيئة أو المناخ المحيط به، فالقاعدة الأصولية تقول بإن الأمور التي يدور عليها النظام في الإسلام هو العلم والعقل والنقل وإذا اختلف العلم والعقل مع النص أول النص بما يتماشى مع العلم والعقل، ومعطيات النصوص في عصر غير معطياتها في عصر آخر، وهو ما يسمى بإسقاط النص مع الواقع أو بتماشى النص مع الواقع وهذا أدى إلى أنهم أسقطوا النصوص على مصالحهم فقط بجانب أنهم تنازعوا على السلطة مع بعضهم البعض وهو ما أدى إلى وجود صورة سيئة عنهم لأنهم بدخولهم الخلاف مع بعضهم دخلوا دائرة الشك وخرجوا من دائرة اليقين وبالتالى رأوا أنهم لا يجوز نقدهم أو نقد أفعالهم أو يتطاول عليهم أو يحق للشعب تغييرهم.

- كيف ترى الفتاوى التي أصدروها إبان وجودهم في الحكم باعتبار فضيلتكم كنت رئيسا للجنة الفتوى بالأزهر وإسقاط النص على مصالحهم؟
أنا كنت أعيب جدا على التيار الإسلامي ككل في هذا الأمر وأنا لم اعتبرها فتاوى في أي يوم من الأيام، وكنت دائم الصراع معهم في هذا الأمر لأنه لا يحق لهم الفتوى، ففتاويهم متحررة وفى أمور لا تتفق مع الشريعة لأن الفتاوى تكون في العبادات والتعاملات لا في السياسة والأغراض والمصالح ولأن الفتاوى تحتاج إلى مرجعية تبنى عليها خاصة في الأمور الحياتية والمستجدات العصرية فيتم تكييف الفتوى للتماشي مع الواقع والنص القطعى في القرآن والسنة قابل لهذا.

- بما تفسر تواجد شيخ الأزهر أمس ومساندته الشعب المصرى والجيش في عزل جماعة الإخوان المسلمين من السلطة؟
أولا الأزهر الشريف دخل صراعا كبيرا مع الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية بصفة عامة حيث أرادت الأخيرة أن تستحوذ على الأزهر وتتغلغل فيه لكن فضيلة الإمام الأكبر كان جديرا بالحفاظ على الأزهر هذا من جانب، أما الجانب الآخر وهو أن الأزهر ساند الجيش والشعب فهذا هو دوره لأنه دائما ينحاز إلى الشعب ورؤيتى له أنه دائما منبر الوسطية والاعتدال وهذا ما جعل للأزهر مكانة جعلت الجيش يستدعى شيخ الأزهر على الفور مع قداسة بابا الكنيسة وبعض القيادات وهذا لأن الأزهر هو الذي يلتف حوله المصريون وهذا يؤكد أن دور الأزهر في المستقبل سوف يكون أقوى لأنه يلتف حوله المصريون لكنى كنت أرى أنه كان من المفترض أن يرسل عالما ممثلا عن الأزهر ولا يذهب فضيلة الإمام الأكبر حتى لا يكون هناك مجال للتأويل.

- بعد رحيل الإخوان من الحكم.. هل ترى هناك مجالا للحوار بين السنة والشيعة وما حكم الإسلام من الحوار الشيعى؟
الإسلام أجاز الحوار مع الكافر ولذلك شجع الإسلام الحوار مع الآخر، وباعتبار أن الشيعة مسلمون وليسوا كفارا فمن باب أولى أن يكون هناك حوار بين السنة والشيعة للتقريب والشيعة هم مسلمون ونحن نلتقى معهم في الأصول ونأخذ من أصولهم الكثير والكثير ولهم علمائهم الفضلاء ولاشك أنه ليس بين السنة والشيعة أي كراهية لكن هناك بعضا من الشيعة يكفرون ويسبون الصحابة وأمهات المؤمنين فهم متشددون ويصرون على العناد فهؤلاء لا يصح الحوار معهم إلا إذا تابوا عن ذلك.

الجريدة الرسمية