ميركل تغلق الملفات الخارجية الألمانية بدبلوماسية الوداع
أجرت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل مجموعة من الزيارات المكوكية لمختلف دول العالم انهت من خلالها مجموعة من الملفات الهامة لبرلين، تحت استراتيجية دبلوماسية الوداع.
ومع اقتراب ولاياتها من النهاية، دشنت المستشارة الألمانية، استراتيجية جديدة وصفها البعض بدبلوماسية الوداع لإغلاق دفاترها الخارجية.
ومن واشنطن إلى باريس، مرورا بوارسو ولندن وغيرها، قامت ميركل برحلات وداع مكوكية خلال الأسابيع الماضية، مع استعدادها لترك السلطة طواعية بنهاية الفترة التشريعية في الخريف الحالي.
وخلال هذه الجولات، قدمت ميركل رسائل وداعية قوية، سواء عن العلاقات الأمريكية الألمانية القوية، وضرورة الحوار مع موسكو، وأهمية ضم دول البلقان الغربية إلى الاتحاد الأوروبي، فيما يبدو نصائح ختامية للمرأة الحديدية.
ووفق مراقبين، فإن ميركل قدمت خلال رحلاتها الوداعية ما يشبه الرسائل والنصائح لقادة أوروبا وألمانيا على وجه الخصوص، مع اقتراب خروجها الطوعي من الحياة السياسية.
كما أن جولات ميركل استهدفت العواصم الألمانية في السياسة الأوروبية والألمانية وهي موسكو وواشنطن ولندن وبلجراد، وغيرها، ما يعكس محاولة من المستشارة لرسم خطوط التحرك الأوروبية والألمانية في المرححلة التي تعقب تقاعدها.
آخر زيارة قبل الانتخابات
وفي وقت لاحق اليوم الخميس، تزور ميركل باريس في آخر زياراتها الخارجية قبل الانتخابات الألمانية المقررة في 26 سبتمبر الجاري.
ويستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المستشارة الألمانية مساء اليوم، على مأدبة عشاء عمل في قصر الإليزيه في باريس.
وبحسب ما ذكرته مصادر في الإليزيه لوكالة الأنباء الألمانية، فإن العشاء المشترك سوف يركز على الوضع في أفغانستان ومنطقة الساحل.
كما يريد ماكرون وميركل التحدث عن الرئاسة الفرنسية المقبلة لمجلس الاتحاد الأوروبي، والتي تبدأ في يناير المقبل وتستمر 6 أشهر.
جولات مكوكية
محطة باريس هي الآخيرة لميركل قبل الانتخابات، وسبقها مباشرة زيارة مهمة إلى ألبانيا، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضي.
وخلال زيارتها لألبانيا، التقت ميركل في العاصمة تيرانا، رئيس الوزراء إيدي راما.
كما التقت رؤساء حكومات دول غرب البلقان الست، وهي صربيا والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية والبوسنة والهرسك وكوسوفو، بالإضافة إلى ألبانيا.
وبحسب بيانات الحكومة الألمانية، ركزت الزيارة على قضايا التعاون الإقليمي.
وقبل هذه المحطة، زارت ميركل العاصمة الصربية بلجراد، الإثنين الماضي، وأجرت جلسة مباحثات مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش وممثلي المجتمع المدني.
ومن بلجراد، دعت المستشارة الألمانية إلى انضمام دول البلقان الغربية إلى الاتحاد الأوروبي، واصفة الخطوة بأنها "تصب في المصلحة الجيوستراتيجية المطلقة" للتكتل في مواجهة نفوذ قوى أخرى في هذه المنطقة".
تضامن وخلاف
ويوم السبت الماضي، زارت ميركل العاصمة البولندية وارسو وعقدت جلسات مباحثات مع المسؤولين البولنديين، وأبدت دعما للدولة الأوروبية في ملف الخلاف مع بيلاروسيا حول اللاجئين.
وانتقدت المستشارة الألمانية خلال زيارتها إلى العاصمة البولندية، الطريقة التي تعاملت بها القيادة في بيلاروسيا مع اللاجئين القادمين من مناطق الأزمات ووصفتها بأنها "هجوم متعدد الوسائل".
وقالت ميركل بعد محادثات مع رئيس ا لوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكى إن الأشخاص العزل اللاجئين من دول أخرى يتم استخدامهم كمادة "لهجوم متعدد الوسائل" من جانب حكومة بيلاروسيا.
وتتهم الحكومة في وراسوـ رئيس بيلاروس، ألكسندر لوكاشينكو، بنقل اللاجئين إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بطريقة ممنهجة.
لكن الزيارة لم تخل من الخلافات، إذ ألغى الرئيس البولندي اندريه دودا الجمعة لقاء مجدول مع المستشارة خلال زيارتها لوارسو.
وجرى الإعلان عن هذه الخطوة بعد وقت قصير من إعلان روسيا اكتمال خط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم 2" المثير للجدل، الذي سينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا، وهو مشروع عارضته بولندا منذ فترة طويلة لأنه "يقوض أمن الطاقة في أوروبا".
حوار رغم الأزمات
في 20 أغسطس الماضي، حلت المستشارة الألمانية في موسكو في زيارة وداعية للكريملين حملت رسائل مهمة.
أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الحوار مهم مع روسيا رغم الخلافات، موضحة أنها بحثت مع الرئيس فلاديمير بوتين أفغانستان وليبيا.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن ميركل قولها إن هذه هي "زيارة الوداع وكان لديها العديد من الأمور للمناقشة".
وأضافت ميركل: "رغم وجود تباين في الرأي بيننا، فإنني أعتقد أنه من الجيد أن نتحدث مع بعضنا البعض، ونحن عازمون على مواصلة الاتصالات والتحدث. وكما قلت من قبل، هناك ما يمكن مناقشته، العلاقات الثنائية، ومسائل كثيرة على الأجندة الدولية: ليبيا، وبالطبع أفغانستان".
عمل لا وداع
في 15 يوليو الماضي، استقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن المستشارة ميركل في البيت الأبيض، وبحثا ملفات خلافية كسبل التعامل مع روسيا والصين.
وقال بايدن في بداية الاجتماع "التعاون بين الولايات المتحدة وألمانيا قوي ونأمل في أن نستمر في ذلك، وأنا واثق من أننا سنستطيع".
فيما قالت ميركل إنها تقدر الشراكة بين البلدين مشيرة إلى الدور الأمريكي في بناء ألمانيا حرة وديمقراطية.
وشدد البيت الأبيض على أنها "زيارة عمل إلى حد كبير" أكثر منها مراسم وداعية للمرأة التي اعتبرت أكثر زعماء أوروبا حزمًا خلال 16 عامًا أمضتها على رأس أكبر اقتصادات القارة.
وداع الملكة
في أوائل يوليو الماضي، التقت المستشارة الألمانية، الملكة إليزابيث الثانية في قلعة وندسور خارج لندن، في لقاءوداع.
وقبل لقائها مع الملكة مباشرة، اجتمعت ميركل مع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في "تشكرز"، المنتجع الريفي لرئيس الوزراء.