البالون الطائر بالأقصر 33 عاما عشق المغامرين.. 7 جنسيات تهوى الطيران في الهواء الطلق
باتت محط أنظار عُشاق المغامرة في العالم، فبصندوق خشبي يعلوه كسوة تأخذ الشكل المخروطي ذات ألوان وهاجة، بريقها يضفي مزيدًا من الجمال والروعة، تغرد بأسراب في سماء مدينة المائة باب، إنها رحلات البالون الطائر، التي تنفرد بها محافظة الأقصر عن باقي المحافظات منذ أكثر من ربع قرن مضى.
تلك الرحلة السعيدة تخطف قلبك وتجعل عقلك شارد في مناظر الطبيعة من السماء، لترى حشائش خضراء تمتزج برمال صفراء، بل الأجمل من ذلك ترى عظمة معبدي الكرنك والأقصر في الضفة الشرقية، وتشاهد 9 معابد جنائزية فضلا عن مئات المقابر بوادي الملوك والملكات بالبر الغربي.
موعد الطيران
فمع دقات الساعة السادسة صباح كل يوم، وسط نسمات الهواء العليل التي تهب بلطف من تارةً إلى الأخرى، تقلع رحلات البالون الطائر في مدة تتراوح من 30 دقيقة إلى 45 دقيقة، لكن يسبق قبل ذلك تجهيزات عديدة مثل جلب البالون والصندوق الخشبي من المخازن، والتواجد بمطار البالون الطائر غربي الأقصر، فجرًا، ليقوموا العاملين بنفخ المنطاد حتى يصير جاهزًا للتحليق.
عملية الطيران
ووسط ابتسامات صافية وأصوات الكاميرا التي تلتقط الصور التذكارية، تنطلق مغامرة البالون الطائر، فالتحكم في ارتفاع المنطاد يحدده قائده، حيث يشعل موقد الغاز أسفل المنطاد، لتبدأ عملية تسخين الهواء، وعند الإقلاع يزيد الربان من حجم اللهب عن طريق فتح صمام الوقود أكثر لزيادة الغاز المتدفق، لينطلق المنطاد مرتفعا في الجو، وكلما زاد ضخ الغاز زاد ارتفاع البالون، وبعدها يبدأ البالون الطائر في الارتفاع شيئا فشيئا ليستقر عند المسافة التي يحددها الطيار ويكون دائم التواصل مع برج المراقبة لتفادى أى طارئ في حينه.
شروط الأمان
رحلات البالون الساخن تحتاج شروط عديدة التي تضمن الحماية والأمان للسائح، من أهمها الطيران في درجة حرارة لا تتخطى 30 درجة مئوية، وأن لا ترتفع سرعة الرياح عن 10 عقد، هذا وبجانب إلى أن يكون مجال الرؤية صافيًا خالي تمامًا من السحب أو الأمطار.
لم يُكتفى بذلك الحد من شروط الأمان فقررت الجهات الأمنية بمحافظة الأقصر وسلطات الطيران المدني وضع قواعد وقوانين لهبوط رحلات البالون في المطار المحدد لها غرب المدينة، التي بدورها تحافظ على أمن وسلامة المشاركين في الرحلات، لكونها أهم رحلات المغامرة التي يقبل عليها السياح من كل حدب وصوب، وجاءت تلك القرارات بعد حادث انحراف البالون في منطقة جبلية على الحدد الواقعة بين "قنا - الأقصر".
أول شركة بالون
تجدر الإشارة بأن أول رحلة للبالون الطائر، حلقت فوق سماء مدينة الأقصر، كانت في عام 1988، وقادها طيارون بريطانيون، كانوا يعملون لصالح شركة «فيرجن» البريطانية، التي أسست أول شركة بالون في مصر، وكانت تحمل اسم «بالونزا أوفر إيجيبت»، ومع قُبيل عام 1994، بدأ تأسيس أولى شركة بالون بتمويل وخبرات مصرية خالصة، حيث تأسست شركتي «هدهد سليمان»، و«سندباد للبالون الطائر».
شركات البالون الطائر
33 عامًا والمغامرات بالتحليق بالبالون الساخن لن تنتهي بعد، حيث يقول الطيار أحمد عبود ممثل شركات البالون الطائر المصرى، إن رحلات البالون بالأقصر بدأت منذ 1988 ميلاديا ومستمرة حتى الآن، وأصبح عدد الشركات التي تعمل مجال البالون الطائر حاليا 14 شركة عاملة، ومن المقرر أن يتم إضافة شركة جديدة قبل نهاية الشهر الجاري، ليصل الإجمالى 16 شركة عاملة، متوقعًا أن يصلوا إلى 20 شركة تعمل بمجال البالون الطائر خلال عام 2021.
العاملون بالبالون
ويضيف "عبود" ممثل شركات البالون الطائر في تصريحات خاصة لـ «فيتو» أن متوسط عدد العاملين بكل شركة يبدأ من 40 عاملًا إلى 50 عاملًا، متمثلا في موظف حجز، ومندوب تشغيل، ومبيعات، وتسويق، وسائق، وطيار، ومهندس، وفنيين خياط، ولحام، وطاقم خدمات أرضية "متغير حسب عدد الرحلات".
سعر رحل البالون الطائر
ثمن تذكرة رحلة البالون الطائر يبحث عنه المغامرين شوقًا للتحليق في الهواء الطلق، لذا يؤكد الطيار أحمد عبود ممثل شركات البالون المصري، أن سعر التذكرة فى هذه الفترة تدنى كثيرًا، ووصل إلى 400 جنيها فى حين تكلفة الراكب ما بين 650 جنيها إلى 750 جنيها، أما فى الظروف العادية يبلغ سعر التذكرة من 800 جنيها إلى 1200 جنيها، فتلك الأسعار المذكورة متاحة للسائحين أو المصريين.
ضعف عائد الأموال لهذا السبب
"لو بكرة معاك ركاب ممكن تحصل على هذا السعر وأقل كمان".. كلمات تحمل في طياتها تدهور الوضع المالي، فبحسب رواية ممثل البالون الطائر، يرجع السبب وراء ذلك بسبب المنافسة الغير شريفة على حد وصفه، بالإضافة إلى سبب أخر وهو فتح باب تأسيس الشركات الجديدة على مصراعية، الذي بدوره يؤدي إلى زيادة عدد الشركات العاملة التي سوف تقضى على هذا المجال.
كورونا والبالون
"أتت الرياح بما لا تشتهي السفن".. فجائحة فيروس كورونا الفتاكة خيم ظلالها على المجال السياحي، فشهد حالة من الركود بسبب الغلق تباعًا للإجراءات الوقائية، فالموجة كانت مدمرة لمجال الطيران على رأسها البالون الطائر وأحد من أهم أنشطة الطيران، إلا أن الفترة الحالية تشهد تحسن ملحوظ خاصةً وأن الأقصر تقترب من الموسم الشتوي الجديد.
7 جنسيات تطير في الهواء
وحول الجنسيات من مختلف البلدان التي تزور محافظة الأقصر السياحية، ويوضح الطيار أحمد عبود ممثل البالون الطائر المصري، أن الزائرين من الأفواج السياحية هم أمريكا، وأمريكا اللاتينية، وآسيا، وأوروبا الشرقية، وروسيا، ورومانيا، واستراليا، مشيرًا إلى أنه بدأت سياحة الخليج تظهر بشكل كويس أفضل في مصر.
ماراثون بالون
وعن استضافة ماراثون البالون الطائر وفق ما أعلنته لجنة التسويق والسياحية الثقافية، فيرى الطيار أحمد عبود، أن ماراثون البالون هام ومفيد جدا خاصةً لو تم تنظيمه بشكل احترافي، ولكن هذا الموضوع يتم التنسيق له قبل إقامته بعام كامل على الأقل، حتى يتم وضع مصر فى الخطة وفق جدول زمني محدد.
البالون الطائر يشارك بحفل طريق الكباش
ويستكمل حديثه لـ«فيتو» إن الشركة المنظمة لافتتاح طريق الكباش، الذي تشهده الأقصر فى 4 نوفمبر القادم، عقدت اجتماعها مع كافة شركات البالون المصرية وسوف يتم تغطية الفعالية من شركات البالون المصرية، مضيفا أنهم رواد فى هذا المجال، وأن مصر واحده من أكبر 5 دول فى العالم فى مجال البالون الطائر
تسويق السياحة
وكانت لجنة تسويق السياحة الثقافية في الأقصر برئاسة الخبير السياحي محمد عثمان، أعلنت عن إنه يجرى التجهيز للمهرجان وتنظيم ماراثون بالون عبر دعوة 50 دولة، موضحا أنه تجري اللجنة حاليًا مخاطبات مع عدد من أندية الطيران حول العالم للمشاركة فى ماراثون البالون والذي نظمته المحافظة من قبل سابق بمشاركة 33 دولة، ومن المقرر أن يحضر 28 دولة للمشاركة فى فعاليات الماراثون ممن استجابوا للدعوات، في حين لم تكشف اللجنة الموعد النهائي لإقامة الماراثون.
الطيران الشارتر والموسم السياحي
يذكر أن محافظة الأقصر، تستقبل عددًا من رحلات الطيران الشارتر، يوم السبت من كل أسبوع من بلدتي اسبانيا وفرنسا، وسط تشديدات أمنية من قِبل الأجهزة الأمنية بالمحافظة، في ظل محاولات وزارة السياحة المصرية جذب المزيد من الرحلات والسيُاح إلى مصر، وسط إجراءات وقائية مشددة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وتكثف سلطات الأقصر جهودها لإستقبال الموسم السياحي الجديد، حيث يواصل مجلس مدينة الأقصر برئاسة العميد طارق لطفي رئيس المدينة، شن الحملات لرفع الأتربة من جنبات الشوارع، مع غرس الأشجار.