"أمين الأخوة الإنسانية": المؤسسات الدينية قادرة على إرشاد المجتمعات لقيم الرحمة
أكد المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، أن منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين يعد فرصة حقيقية للتلاقي والتعارف والحوار الديني والفكري والحضاري، وهذا يتلاقى مع رسالة وثيقة الأخوة الإنسانية، التي قدمها للعالم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية.
وأشار المستشار محمد عبد السلام، خلال كلمته في ختام منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين لعام 2021، والذي عُقد في مدينة بولونيا بإيطاليا، في الفترة ما بين 11-14 سبتمبر، أن الإنسانية تعاني من مآسي وآلام فرضها تفشي فيروس كورونا.
مشددًا على أن التغيير الذي ننشده يجب أن يكون كبيرًا ومؤثرًا بقدر وحجم هذه المآسي، وبقدر صرخات وصيحات الملايين من اللاجئين والنازحين والمقهورين حول العالم، وبقدر الآمال والطموحات الكبيرة التي يعقدها الناس على ما يمكن أن تحققه المبادرات الإنسانية، مؤكدًا أنه لا يمكن تحقيق مثل هذا التغيير إلا من خلال التكاتف، وتوحيد الجهود.
اللجنة العليا للأخوة الإنسانية
وأوضح "عبد السلام"، إلى أن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية تولي أولوية كبيرة لتوثيق وتعميق التعاون مع الهيئات والأفراد والمبادرات التي تخدم الإنسان في أي مجال من المجالات؛ لإيمانها العميق بأن الأخوة الإنسانية مسؤولية مشتركة وحلم جماعي، مشددًا على أنه لا يمكن لفرد أو مؤسسة منفردة -مهما بذلت من جهود ومهما امتلكت من قدرات- أن تحقق أهداف الأخوة الإنسانية دون تعاون حقيقي مع الآخرين.
وأكد الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية أن الجميع يتشارك المخاوف والقلق من الآثار المدمرة للتغيير المناخي، وما يخلفه من آثار سلبية على البيئة وعلى مستقبل الأجيال القادمة، مؤكدًا أنه لا سبيل للحد من هذه الآثار السلبية تجاه البيئة سوى برفع الوعي بسلوكنا وطريقة تعاملنا تجاه المناخ والبيئة، مشيدًا باستضافة الفاتيكان لقمة المناخ للتشاور مع قادة الأديان المختلفة في أكتوبر المقبل بالتعاون مع إيطاليا وبريطانيا.
منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين
ووجه المستشار محمد عبد السلام الدعوة للمشاركين في منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين، للتشاور والتفكير في حلول فعالة وواقعية قائلًا: "إن طريقنا المشترك من أجل التغيير يجب أن يتجاوز الغرف المغلقة، ويتخطى شاشات التلفزة والوسائل الرقمية، إلى استراتيجية عملية موحدة، تعزز التنسيق المنشود فيما بيننا؛ لتتكامل جهودنا، كل في موقعه، وفي مجال تخصصه، فالمؤسسات الدينية قادرة على إرشاد المجتمعات إلى ما في الأديان من قيم للرحمة والسلام، والفنانون والمبدعون مدعوون لكشف جمال تلك القيم الإنسانية إلى جماهيرهم، والمثقفون مطالبون بتوجيه رؤاهم الثقافية نحو المسؤولية الإنسانية، والإعلاميون لهم بالتأكيد الدور الكبير من أجل بناء رأي عام واع بأهمية التعايش والأخوة في المجتمعات".
واختتم الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية كلمته بالتأكيد على أن لجنة الأخوة الإنسانية سوف تقوم بدراسة كل ما قُدم في المنتدى من أفكار وأطروحات للاستفادة منها، لتعزيز العمل على مبادئ الأخوة الإنسانية والسلام والتعايش، والتي تمثل مترادفات لا يمكن فصلها عن بعضها البعض.