في ذكرى رحيل مهندس السياسة.. قصة 30 سنة لأسامة الباز بدهاليز السلطة
قامة سياسية رفيعة الشأن، لُقب بمهندس السياسة الخارجية، قمة في البساطة والتواضع وإنكار الذات، عمل مستشارًا سياسيًا للرئيس السابق حسنى مبارك، هو القانوني بالدراسة والدبلوماسى بالمهنة، ترك أسامة الباز بصمة واضحة في الديبلوماسية على مدار ثلاثين عامًا.
عاش أسامة الباز عصور عبد الناصر والسادات وحسنى مبارك ـ رحل في مثل هذا اليوم عام 2013 عن 82 عامًا ـ ولعب دورًا في عملية السلام والملف الفلسطيني الإسرائيلي بدرجة كبيرة، شارك في مباحثات كامب ديفيد فاستحق أن ينال مايسترو عملية السلام بعد حرب أكتوبر.
ومن شدة تواضعه كان كثيرًا ما يشاهد داخل عربة من عربات مترو الأنفاق راكبًا مع المواطنين.
وُلد أسامة الباز بقرية طوخ الأقلام مركز السنبلاوين الدقهلية عام 1931، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1954، والدكتوراة في القانون العام 1962.
خطاب الكنيست
عمل أسامة الباز في بداية حياته وكيلًا للنائب العام ثم عُين سكرتيرًا ثانيًا بوزارة بالخارجية ووكيلًا بالمعهد الديبلوماسى 1958، ومستشارًا سياسيًا لوزير الخارجية ومديرًا لمكتب نائب رئيس الجمهورية حتى إنه شارك في كتابة الجانب السياسى في خطاب الرئيس السادات في الكنيسيت وكتب موسى صبرى وأنيس منصور الجانب الانسانى، وأخيرًا مستشارًا سياسيًا لرئيس الجمهورية.
شهادة للتاريخ
يتحدث الدكتور مصطفى الفقى رفيق مشوار الدكتور أسامة الباز فى مقدمة كتاب "أسامة الباز عنوان حياة" الذى أصدره السفير هانى خلاف "زوج شقيقته" يقول فيها: تميز الدكتور أسامة الباز بصفة إنكار الذات والترفع عن الصغائر وتقديم من هم أدنى منه وأصغر سنًا دون حساسية أو ادعاء، وكان يستخدم المواصلات العامة في معظم تنقلاته ويتحرك بحرية دون حارس فالباز لم يكن في حاجة إلى حراسة تحميه فقد كان اسمه فقط وأعماله تحميه.
وأضاف الفقى: كان يعمل مع رئيس الدولة وفق شروطه هو وكان رحمه الله يقف وراء كل الإنجازات للسياسات الدولية والإقليمية رفض الذهاب إلى القدس فى مباحثات السلام.
خزينة الأسرار
رفض الدكتور أسامة الباز كتابة مذكرات حياته والكشف عن خزينة الأسرار التي كان أمينًا عليها طوال أكثر من ربع قرن، عاش في صمت ورحل في صمت فنال حب وتقدير كل من عرفوه.
في بداية السبعينيات التقطه الوزير إسماعيل فهمى ليكون مستشارًا له ثم وكيلًا لوزارة الخارجية، ثم اختاره مبارك وهو نائبًا مستشارًا له فارتبط به نائبًا ورئيسًا ومستشارًا.
رجال الفكر والأدب
كانت له علاقات بكبار الشخصيات في الفكر والثقافة فحظى باحترام وحب أغلب السياسيين والصحفيين ورجال الإعلام، يدعوهم دائمًا للالتقاء بهم في معهد تدريب الدبلوماسيين ومناقشتهم ومنهم الدكتور حسين فوزى والدكتور أنور عبد الملك ويوسف عوض وغيرهم.