"ببضاعة سلف".. بعد 22 سنة خدمة في السياحة «وحيد» يبيع ملابس على الرصيف|صور
بشنطة سفر تجدهُ على الرصيف قبل وصولك إلى شارع السوق القديم بداية الكوبري العلوي بمحافظة الأقصر، الذي افترشهُ لكسب قوت يومه، ينادي على الزبائن لشراء الملابس، تحت لهيب الشمس حتى قدوم منتصف الليل، بعد أن ترك العمل في مجال السياحة بسبب حالة الركود.
رحلة بائع الملابس
وحيد سيد رمضان، شاب يبلغ من العمر 40 عامًا، ابن محافظة الأقصر تحديدًا من نجع الطويل بالكرنك، يعمل بائع ملابس منذ 5 أشهر مضت، قبل ذلك ظل يعمل في إحدى المنتجعات السياحية بشرم الشيخ لمدة 22 عامًا، حينما كانت السياحة في حالة انتعاش، حتى قبيل أحداث حادث سقوط الطائرة الشهير، الذي تسببت في خفض المعدلات للأفواج السياحية على رأسها روسيّ الجنسية.
حياة ثرية ومشاكل زوجية
حياته كانت ثرية لعمله بالسياحة حتى تزوج وأنجب طفلين، ابنته تبلغ حاليا 17 عاما، والابن يبلغ حاليا 19 عاما، لكن حياته الزوجية لم تدم طويلًا، حيث حدثت خلافات أسرية مع زوجته قبل 8 سنوات مضت لينتهي الحال بهما إلى حد الطلاق، فظل يعول أبناءه وأمه وأبيه، ولكن زاد الحمل عليه بعد جائحة كورونا التي بدورها زادت من انخفاض الإشغالات السياحية بمصر، ليترك العمل بالسياحة في أواخر العام الماضي.
مشروع ببضاعة سلف
مكث في منزله بضعه أشهر عمل فيها عامل باليومية، لكن دارت فكرة البيع والشراء في ذهنه، ليقرر أن يبيع ملابس داخلية وملابس أطفال وطرح للفتيات، بالقطعة يبدأ سعر الواحدة من 15 جنيها كما يبيع لفات مناديل وكمامات يجمعها داخل شنطة سفر ويفترش بها الرصيف، لكن لم يكن معه ثمن البضائع فالجأ إلى صديق له واستلف منه مبلغ مالي قدره 2000 جنيه، فلم يخذلهُ وإعطاه لهُ حتى يجمعه بعد فترة ويقوم برده إليه.
استقرار أسري والعمل
يستكمل الشاب "وحيد" حديثه لـ"فيتو" بأنه تزوج مرة أخرى وينتظر إبنه الثالث الذي يأتي إليه بعد أشهر قليلة، موضحا أنه راضي تمامًا عن عمله كبائع ملابس على الرصيف بمدينة الأقصر، يحمد الله سبحانه وتعالى عن رزقه الذي يرسله، ومع مرور 5 أشهر أصبح الكثير يأتوا له مرارًا وتكرارًا فتلك الثقة جاءت بسبب تفانيه في التعامل بإبتسامته الصافيه التي لم تفارق وجه.
أُمنية بسيطة
حلم ليس ببعيد بل قريب التحقيق، يتمنى الشاب وحيد حصوله على وظيفة يعود نفعها بعائد مالي أكبر، أو معاش شهري مناسب له، لذا يأمل أن يتدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئاسة مجلس الوزراء، لتحقيق حلمه البسيط.