رئيس التحرير
عصام كامل

سر تشويه التيارات الدينية للجمهورية الجديدة.. كراهية الهوية المصرية ‏والسعي للخلافة

احتجاجات التيارات
احتجاجات التيارات الدينية

لاتكف التيارات الدينية عن كشف عدائها للهوية المصرية، يحدث ذلك منذ انتهاء فعالية الاستراتيجية المصرية لحقوق الإنسان بنجاح كبير، والتي تفترض إيجاد رؤى مختلفة للدولة المصرية للتعامل مع قيم حقوق الإنسان بشكل عام، ما يبرهن على جدية كاملة في تدشين جمهورية جديدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ‏وهي الكلمة التي يبدو أنها تزعج الإسلاميين.‏

ضرب الجمهورية الجديدة 


ودشنت التيارات الدينية هاشتاجات متكررة على السوشيال ميديا للطعن في رؤية وشعار الجمهورية الجديدة، واعتبرته ضد ‏الدين بالأساس، والهدف منه تجريد الدولة من هويتها الإسلامية وخاصة مع عودة الحديث عن خانة الديانة مرة أخرى، ‏وجدوى أهميتها في دولة المواطنة التي تؤسس لها القيادة السياسية. 


حديث التيارات الدينية عن هوية مصر يعود كلما دقت الدولة على وتر الهوية المصرية، حدث ذلك مؤخرا مع نجاح ‏مصر في تنفيذ فعالية نقل المومياوات الملكية بطريقة أبهرت العالم كله، إلا الإسلاميين والإخوان والسلف ‏بشكل خاص، ‏الذين تفننوا في التقليل من الفعالية وشيطنة الحضارة المصرية القديمة باعتبارها إرثا وثنيا ـ كافرًا ـ يجب ‏التبرؤ منه وليس ‏تكريمه. 


مواجهة شيطانية


وتحاول التيارات الدينية بكل الطرق وضع الهوية المصرية في مواجهة العربية والإسلامية، وهي حيلة قديمة ومعروفة تمامًا، ‏حيث تلعب التيارات الإسلامية ولاسيما الإخوان على إعادة ‏إحياء الخلافة العثمانية ولا يريدون صعود أي منافس لها، ‏وبالتالي كل محاولة لإنعاش القومية المصرية سيواجهونها بجيوش جرارة مهمتها تشويه كل ما يربط الشباب والنشء ‏بحضارتهم الأم.   ‏


ويرى سامح عسكر، الكاتب والباحث: إن كراهية جماعة الإخوان، ومعها أغلب التيارات السلفية للحضارة ‏المصرية ‏ليست جديدة فتهمة الوثنية التي يرمون بها المصريون القدماء، طالت حضارات العراق والشام والعرب ‏والرومان ‏والهند واليونان وغيرهم.‏


وأشار الباحث إلى أن كراهية حضارة مصر على وجه الخصوص لها عدة اعتبارات، أهمها أن تصورهم عن مصر القديمة ‏لا زال ‏محصورًا فقط في قصة فرعون وموسى، مضيفا: القرآن الكريم لم يذكر أي ملك مصري قديم سوى فرعون، ورغم ‏ذلك العقليات المتطرفة ‏أسقطت هذه القصة على سائر ملوك مصر.‏

وتابع: مصر حكمها أكثر من 300 ملك طوال عصر الأسرات، ولكن في نظرهم ملكا واحدا سيئا صار حجة على الـ299 ‏الباقين، ولم ‏يسأل أحد منهم طالما حضارة مصر القديمة كلها بهذا السوء، لماذا لم يبعث الله تعالى لهم رسلا غير موسى ‏بينما أرسل مئات الأنبياء ‏للشام والعراق ولم يظهروا أشرارًا كما ظهرت مصر.‏


قصة فرعون


استكمل الباحث: الإخوان والسلفية أخذوا قصة فرعون القرآنية فقط كحجة على كراهية أي مصري قديم، ولم يرثوا كراهية ‏حضارة العراق ‏بابل وآشور وسومر لخلوّ التراث الإسلامي من أي ازدراء لها برغم أن هذه الحضارة كانت وثنية وفقا ‏لتصنيفهم، لكن الأمر لا ‏يتعلق بوثنية وكفر.‏


وأردف: البعض نقل عن الإسرائيليات تصورات خاصة لمصر القديمة، فأصبحت للكراهية بُعد سياسي واجتماعي واقتصادي ‏فضلا ‏عن الديني الذي يعد هو حجر الأساس"، موضحا أن الإخوان والسلفيين لا يستطيعون تقبل هوية مصر الحضارية ولو من باب ‏التنوع وعدم ‏الصدام مع القانون، إذ لديهم حواجز نفسية أشهرها حروب الجيش المصري ضد الوهابية في القرن 19.‏

الجريدة الرسمية