عم أبو القاسم.. حكاية أقدم مقاول لبناء المنازل بالكرشيف في سيوة | فيديو
أكثر من ٤٢ عاما بين تخمير الكرشيف والبناء.. سنوات تلخص قصة سيوي تعلم البناء بالكرشيف منذ الصغر حتى الشيخوخة.. وهو عم ابو القاسم محمد، أشهر بناء بالكرشيف في سيوة.
واحة سيوة.. هي أرض النخيل والزيتون والعيون هي واحة الغروب كما أطلق عليها بهاء طاهر في روايته.. في أراضيها توج الإسكندر فحكم العالم ونزلت تنبؤات وحي أمون.. فهي أرض الشروق والغروب والسفاري والمغامرات.. ما بين كتب وكلمات ووصف تشتهر واحة سيوة بأنها أجمل بقاع الدولة المصرية فهي واحة الجمال والسحر وواحة الرونق الجميل.
وفي السير بين شوارع وزقاق سيوة.. تجد الحكايات والقصص فلن تكتفي بالمناظر الخلابة فقط.. بل تجد حكايات رائعة لأهل الأمازيغية الجميلة.
عم أبو القاسم أحد النماذج السيوية الفريدة، فهو أشهر بناء للمباني بالكرشيف، وهو نوع فريد لا تجده غير سيوة، حيث معظم المباني السيوية تحتفظ بتراثها بالبناء الكرشيف والطين وجذوع النخيل وعروق الزيتون.
"فيتو" التقت بعم أبو القاسم للحديث عن قصة كفاحه والفرق بين البناء الأسمنتي والكرشيف.
يقول عم ابو القاسم، أنه بدأ تعلم حرفة البناء بالكرشيف منذ أن كان عمره ٤٢ عاما، تعلمها من كبار البنائين في واحة سيوة قديما، حتى تفننها واحترافها ليصبح الأشهر والأقدم في بناء الكرشيف.
وأضاف أبو القاسم خلال حديثه لـ"فيتو"، أن بناء الكرشيف هو عادة قديمة مازلت سيوة تحتفظ بها حتى الآن، حيث أن معظم البيوت والمباني التراثية مبنية بالكرشيف، مشيرا إلي عملية تخمير الكرشيف لتجهيزه للبناء يأخد منه من يومين إلى ٣ أيام، بعدها بقوم ببناء المنزل أو المبنى المراد بناءه عن طريق الكرشيف المخمر.
وأوضح أنه يختلف عن البناء العادي بالطوب حيث ان الطوب يحتاج الي الاسمنت والرمال، لكن الكرشيف فقط يخمر بالمياه وبعدها يتم رصه بشكل متناسق فوق بعضه، وايضا هو ليس على شكل قوالب مثل الطوب بينما في أشكال مختلفة حسب تخمير الكرشيف.
وقال إن إنشاء مبنى الكرشيف يستغرق من شهرين لـ ٣ شهور، حسب حجم المبنى، حيث انه يضع الكرشيف ويرصه بشكل متناسق في أول ٣ صفوف ثم يتركه لمدة أسبوع ليجف بعد ذلك يقوم برص الصفوف الأخرى لتجف وهكذا حتى ينتهي المبنى.