رئيس التحرير
عصام كامل

22 عامًا على رحيل بلبل مصر الحزين بليغ حمدي

الموسيقار بليغ حمدي
الموسيقار بليغ حمدي

ملحن عبقرى شهير بدأ مشواره الفني مطربًا في فرقة "ساعة لقلبك" يقدم فقرة غنائية بين الفقرات، وفى أحد العروض فوجئ الجميع بوجود الكاتب الصحفى محمد التابعى وصديقه الموسيقار محمد عبد الوهاب الذان اشادا بموهبة الملحن بليغ حمدى ـ رحل في مثل هذا اليوم 1999ـ في نهاية العرض.


22 عامًا مرت على رحيل موسيقار التجديد بليغ حمدى، الذى قدَّم ما يزيد على 1500 لحن من كافة الأشكال والقوالب الموسيقية من أغنيات عامية وقصائد وأوبريتات وموسيقى تصويرية للأفلام والمسرحيات كان آخرها موسيقى مسرحية ريا وسكينة.


وُلد بحى شبرا عام 1931 واسمه عبد الحميد حمدى سعد الدين، عشق الموسيقى وهو في التاسعة من عمره وراثة عن أبيه فأتقن العزف على العود، التحق بكلية الحقوق ولم يتخرج منها حيث تعرف فيها على زميلة الدراسة فايدة كامل، لكنه درس بمعهد فؤاد الأول للموسيقى.

بليغ حمدي ووردة الجزائرية 

الفولكلور الصعيدي

اهتم بليغ بتعليم وتثقيف نفسه موسيقيًّا، كما تعلم التدوين الموسيقى واعتمد في تكوين خبراته الموسيقية على الموسيقى الشعبية المصرية والفولكلور المصرى ولا سيما الفولكلور الصعيدى.
توطدت علاقته بالفنان محمد فوزى الذى اعطاه فرصة التلحين لكبار المطربين من خلال شركة مصرفون التى كان يمتلكها، وعلى رأسهم ليلى مراد التى كانت سببًا فى تعرف بليغ على عبد الحليم حافظ حين لحن لها أغنية تخونوه ثم تنازلت عنها لعبد الحليم ليضمها لفيلم الوسادة الخالية، مما جعل عبد الحليم يستعين به فى أغنية (خسارة).

بليغ حمدي وعبد الحليم حافظ 

ثم انتقل بليغ بعبد الحليم الى مرحلة الشعبيات فقدم "انا كل ما اقول التوبة "،سواح "،" على حسب وداد قلبى " وغيرها، وبعدها مرحلة الاغانى الطويلة مثل زى الهوا، والوطنية مثل "عدى النهار " حتى ان عبد الحليم قال:بليغ هو أمل مصر فى الموسيقىكان يطلق على بليغ حمدى صانع النجوم ومكتشف المواهب الشابة فاستطاع بالحانه ان يقف بجوار عدد من الفنانين الشبان وان يقدمهم الى الجمهور لايمانه لأقصى درجة بتلك الأصوات،من بينهم عفاف راضى ولطيفة وعلى الحجار ومحمد منير وهانى شاكر وغيرهم.


حب إيه اللي جاي تقول عليه 

وكانت النقلة الكبرى في حياة بليغ الفنية مع سيدة الغناء أم كلثوم التى اختارته من بين عشرين ملحنًا تتحرر به من ألحان رياض السنباطى التي رأت أنها متكررة فقدم عام 1959 أول ألحانه معها فى أغنية "حب إيه" ليبدأ معها مشوار طويل امتد حتى عام 1973، قدمت له: أنساك، الذى تنازل عنه الملحن محمد فوزى ليلحنه بليغ لأم كلثوم، تبعه أغنيات فات الميعاد الحب كله، ألف ليلة، بعيد عنك.

كان بليغ حمدى قد بلغ من النجاح والتأثير والمجد ما لا يمكن أن يبلغه ملحن آخر، تقريبًا في هذا العام قد قدَّم جميع نجوم الطرب في أغنيات جديدة ناجحة وأصبح بليغ هو ملحن مصر والعرب بلا منازع يعجز باقى الملحنين عن ملاحقته.

حوَّل بليغ حمدى مصر رغم المقاطعة العربية بسبب كامب ديفيد القاهرة إلى عاصمة هي قبلة جميع المطربين والمطربات فكانت عزيزة جلال من المغرب وميادة الحناوى من سوريا ولطيفة من تونس وسعدون جابر من العراق كلهم أصبحوا نجومًا بتوقيع بليغ حمدى.

مقتل سميرة عليان 

في نفس التوقيت وفى عام 1984 وقعت المحنة التي قضت على بليغ حين استيقظ الرأي العام على قضية أديرت بحرفية شديدة فحملت صحف العالم نبأ مصرع المغربية سميرة عليان سقوطًا من شرفة منزل بليغ بعد سهرة في بيته حضرها عدد كبير من الفنانين، واتهم بليغ بقتل سميرة.

نهاية الطريق 

وقالت الصحافة: إنه إن كان بليغ لم يقتل سميرة فهو على الأقل قواد فتح بيته للعهر والفجور وأعمال منافية للآداب.
لمدة عامين ظلت القضية متداولة في المحاكم وحُكم على بليغ بالحبس ولم يتحمل بليغ فغادر البلاد إلى باريس ولندن لمدة خمسة أعوام، وبالرغم من انفصاله عن وردة الجزائرية إلا أنها تدخلت لدى وزير الداخلية زكى بدر ثم صدر الحكم ببراءته وعاد بليغ عام 1990 إلى مصر، لكن المرض كان قد تمكن منه ليرحل بعدها عام 1999.

الجريدة الرسمية