رئيس التحرير
عصام كامل

إطلاق سراح الشاب المتهم بصفع ماكرون

ماكرون
ماكرون

أطلقت السلطات الفرنسية سراح المواطن داميان تاريل، الذي صفع الرئيس إيمانويل ماكرون في يونيو الماضي، جنوب شرقي فرنسا.


وقال تاريل البالغ من العمر 28 عامًا عقب إطلاق سراحه في حوار لقناة "BFMTV": "إني غير نادم على ما فعلته، لقد تلقيت العديد من رسائل الدعم، وهذا الدعم منحني الصمود".
وأكد تاريل مشاركته في الاحتجاجات على التصاريح الصحية الإجبارية المفروضة في فرنسا، ضمن الإجراءات المتبعة لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

سنة ونصف

أصدر القضاء حكمًا بسجن هذا الشاب، مدة سنة ونصف السنة، منها 14 شهرًا مع وقف التنفيذ، أي أنه سيقضي أربعة أشهر فقط وراء القضبان.

وقال داميان حينها خلال الاستجواب إنّه "تصرف بالفطرة ومن دون تفكير للتعبير عن عدم رضاه".

وخلال زيارة كان يقوم بها ماكرون لمنطقة "تان ليرميتاج" جنوب شرقي البلاد، اقترب الرئيس الفرنسي إلى حشد من المواطنين لإلقاء التحية عليهم، فأقدم شاب على مسك يد الرئيس وصفعه على وجهه، مرددا عبارةً معروفة لدى المدافعين عن الملكية الفرنسية الماضية، قبل أن يتدخل أمن الرئيس ويلقي القبض على المواطن بالإضافة إلى شخص آخر كان برفقته يصور الحادثة.

لم تكن واقعة صفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، غريبة فحسب، بل ترسم ملامح الوضع السياسي، ومظاهر الغضب قبل عام من الانتخابات.
وتثير الواقعة التي واجهها ماكرون خلال جولة داخل فرنسا، الثلاثاء، جدلا بين الحكومة التي ترى أنه "تصرف معزول"، وبعض المحللين الذين يتساءلون عن معدل رفض رئيس البلاد الذي يترجمه هذا الفعل قبل أقل من عام من الانتخابات الرئاسية.

وقالت النيابة الفرنسية إن الرجل الذي صفع ماكرون، داميان تي (28 عاما) من المعجبين بتاريخ العصور الوسطى ومشترك في مواقع الإلكترونية لليمين المتطرف ويحاكم مباشرة.

رمز للغضب

فيما أدانت كل الطبقة السياسية، الصفعة، معتبرة أنها "بادرة خطيرة تمس بالديمقراطية"، بينما قللت السلطات من خطورتها، إذ لا يراها الناطق باسم الحكومة، غابرييل أتال، رمزا لـ"غضب" من الرئيس.

وقال أتال في تصريحات صحفية،إنه "إذا كان هناك فرنسيون قلقون ومشككون وغاضبون فهم يعرفون كيف يعبرون عن ذلك في إطار النقاش وفي إطار التصويت".

ويرى مؤيدون آخرون للرئيس على غرار رئيس كتلة نواب الأغلبية، كريستوف كاستانير، أن هذه الحادثة هي دليل على إرادة رئيس الدولة المتهم منذ فترة طويلة بالغطرسة أو حتى الازدراء، للخروج لمقابلة السكان.

وكان ماكرون في جولة، في مناطق البلاد لجس نبض المواطنين بعد أكثر من عام من الوباء، عندما صفعة أحد المواطنين، قبل تدخل قوات الحماية الخاصة لإجلاء الرئيس من الموقع.

"السترات الصفراء"
وتعيد واقعة الصفع، الرئيس الفرنسي إلى الأجواء المتوترة التي كانت محيطة به قبل انتشار وباء كوفيد-19، وخاصة مظاهرات السترات الصفراء.

ودفعت مظاهرات "السترات الصفراء"، ملايين الفرنسيين إلى الشوارع لعدد من عطلات نهاية الأسبوع في نهاية 2018 للتنديد بسياسة الحكومة.

الجريدة الرسمية