طارق فهمي: السياسة الأمريكية صدرت الإرهاب للعالم بعد 11 سبتمبر
قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ان هناك مراجعات من جانب الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن من موقف أمريكا من الحرب على الإرهاب، وجزء منها مرتبط بأحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١، وبعد ٢٠ عام يمكن القول بأن الإدارة الأمريكية أصبحت على قناعة تامة بأن أحداث١١ سبتمبر لن تتكرر ولكنها فى نفس الوقت قسمت العالم إلى نصفين، أولهما من ليس معنا فهو ضدنا، والنصف الثاني هو أنها صدّرت الإرهاب للعالم.
إثبات الفشل
وأضاف “فهمي” فى تصريح لـ “فيتو” ان الانسحاب الأمريكى من أفغانستان أثبت الفشل، وهذا الأمر سيكون له توابع خاصة، وأن السيناريو المقبل ربما يكون مختلف في هذه المرحلة وربما يدفع اتفاق الولايات المتحدة فى أفغانستان إلى الاعتراف بمنظمات ارهابية مثلما حدث مع طالبان.
حروب خارجية
وأكد أن أحداث ٢٠٢١ تمثل اتفاق للسياسة الامريكية خارجيا لكنها فى نفس الوقت، أمّنت الأراضى الأمريكية خاصة وأن أحداث ١١ سبتمبر اذهلت الامة الامريكية وهذا ما جعلها تخرج فى حروب خارجية وسقطت انظمة دون وجه حق أن الولايات المتحدة فعقب هجمات 11 سبتمبر، اتبعت سياسة "من ليس معنا فهو ضدنا" الذي أطلقه الرئيس الأسبق جورج بوش وبالتالي العقيدة الأمريكية سارت على هذا الأمر.
كما أثارت بعض القضايا المهمة منها مصير أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي الذي قالت واشنطن إنها قتلته وألقته في البحر، وبغض النظر عن حقيقة هذا الأمر لأنه ولد مظلومية لدى القاعدة رغم أنه لم يستهدف بقوة واشنطن بعد ذلك وتعايشت واشنطن مع خطره وكان هناك اتفاق ضمني على عدم المساس بالمصالح الكبرى للولايات المتحدة وحلفائها فلم يقم التنظيم سواء في فترة أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري بعمليات قوية مثل 11 سبتمبر 2001 ضدهم.
تنظيمات جديدة
وتابع أصبحت هناك أخطار أخرى من تنظيمات جديدة مثل داعش الإرهابي والذي تم القضاء عليه في 2018، لكن انتشر منه شظايا في الإقليم، واليوم بات لدينا تنظيم "داعش – خراسان"، الذي تواجهه الولايات المتحدة وهو من قام بهجوم مطار كابول وأدى لمقتل العشرات من بينهم جنود أمريكيين وبالتالى أمريكا لم تربح ولم تخسر بعد عشرين عاما في أفغانستان لكنها صدرت الإرهاب للعالم وخاضت حروبا عديدة دون مبرر، لذا الرئيس جو بايدن سيواجه كارثة في الحكم حيث هبطت شعبيته رغم أنه أنجز ما لم ينجزه أي رئيس أمريكي سابق وهو الخروج من أفغانستان لكنه أعطى نموذج للتنظيمات الإرهابية لتكرار ما فعلته حركة طالبان.